|
وانتظروا المزيـــد؟ رائد محمد / كاتب عراقي مستقل المتتبع للأحداث الإرهابية التي تجري على الساحة العراقية منذ إعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية وفوز من فاز وخَسَر من خسر وفق الحسابات الأميركية لايجد صعوبة في أيجاد الرابط مشترك بين هذه الأحداث والتصريحات التي تطلق من قبل السفير الأميركي في العراق أو التي تطير من واشنطن كرسائل غير مشفرة ومفتوحة للطرف الذي يمكن أن نقول علية هو الفريق الفائز في الانتخابات لان الباقين وفق المنطق العقلاني قد خسروا الانتخابات وهي الحقيقة التي لايؤمن بها الباقين لذا نجد أن شعارات الوحدة الوطنية وحكومة التوافق ومجلس أهل العقد والحل وهلم جرا من المسميات التي أصبحت رائجة من قبل أطراف اثبتوا أنهم يبحثون عن الكرسي لا عن خدمة العراق ماهي ألا شعارات تريد تغييب العامل الأهم في المعادلة العراقية ألا وهي الجماهير التي أوصلت هذه القوائم إلى ماهم عليه. وعودة على ذي بدء لابد أن نتبين أن التصريحات الغير مبررة والمتعمدة ضد فئة معينه لتخدم جهة أخرى وبشكل منحاز التي جاءت على لسان زلماي خليل زاد السفير الأميركي حول الطائفية المزعومة في حكومة الجعفري ماهي ألا تمهيد لعمل كبير ومفتاح امسك به الإرهابيين من البعثيين والصداميين لينفذوا جريمتهم في سامراء ومن بعدها استمرت الأحداث ليبقى زلماي منتظرا النتائج التي ستظهر بعد هذه الأحداث لكن جاءت الرياح بمالا تشتهي سفنه و بحكمه مراجع الشيعة العظام وبفكر نير للسيد رئيس الوزراء في إطفاء نار الفتنه التي أراد إشعالها الاميركان وذهبت أدراج الريح كل محاولاتهم ألا أنهم اصرو على إشعال هذه الفتنه من خلال تصرفات لاتصدر من الجيش الأقوى في العالم مثل ألازمه التي افتعلها الجيش الأميركي في الموصل في التعرض لباص طالبات معهد أعداد المعلمات لكون هذه المدينة استطاع خيروها من ألامساك بزمام الأمور وقيادتها نحو التهدئة والكف عن إشعال نار تحرق العراق ومن خلال محاولات كثيرة جاءت التصريحات الاخيره لوزير الدفاع الأميركي رامسفيلد حول وجود تغلغل للحرس الثوري الإيراني في العراق لتثير شهوة الإرهابيين في تنفيذ مجزرة مدينه الصدر التي راح ضحيتها 58 شهيد وأكثر من 300 جريح وفي سابقة لم تشهدها هذه المدينة الهادئة نسبيا وسط بحر من الأمواج الارهابيه في بغداد. هنا يثار السؤال الكبير المحير ؟؟ هل هي شفرة تستخدم كلما أراد الاميركان تصعيد الوضع الأمني وزيادة توتره لإرسال رسائل إلى العراقيين ؟ أم هناك لغز كبير يلف هذه العمليات التي لاتستهدف الاميركان وقواتهم بل تستهدف المساكين من شيعة العراق فقط؟ العلم عند الله وحده لأننا جميعا من أناس بسطاء إلى مثقفين وكوادر إلى سياسيين يمسكون بزمام الحكم في العراق نعرف أن أميركا لم تكن يوما ما نظيفة أو نزيه في أي قضية من قضايا العالم ألا القضايا التي تخدم مصلحتها ومصلحة إسرائيل لكنني اليوم أقف هنا لأقول وأتيقن أن أميركا مهما حاولت أن تبنى بيتا سياسيا عراقيا خالصا للعراقيين فأنها ستغلب مصلحتها العليا في هذا البيت ويجب أن يكون على رأس حكم البيت رجل معروف بتناغمه معها لذا فان من أول أولويات الاميركان في الوقت الحاضر هو أبعاد الدكتور الجعفري من سدة رئاسة الوزراء بأي ثمن وبأي رأس من رؤؤس السياسة العراقية تضحي لان الجعفري متحالف وبشكل كبير مع الصدريين في الائتلاف العراقي الموحد وهذه الكتلة التي أعطت الأغلبية له على حساب الدكتور عادل عبد المهدي وهذا التحالف قد يتحول إلى وبال على الاميركان لان وضوح رؤية الصدريين في ضرورة جدولة خروج المحتل الأميركي هي الأولوية التي يعمل عليها هذا التيار وبذلك سوف يتناغم هذا الموقف مع موقف الجعفري الذي لااشك في أن الرجل من أولى أحلامه في رئاسة الوزراء في السنوات الاربعه القادمة هي الطلب من الاميركان الخروج مشكورين من العراق للتخلص من العقبة الكبيرة لمحاربة الإرهاب في العراق وإذا كان هذا التحالف قد يتعزز في التحالف مع جبهة التوافق العراقي التي اجتمعت مع الائتلاف العراقي الموحد وخرجت هذه المباحثات إلى العلن لتعلن أنها ايجابية ومثمرة وهذا الأمر بحد ذاته لايسر الاميركان قطعا لان دائرة المطالبين في البرلمان القادم بخروج الاميركان قد تتسع وتكبر وتكون مؤثرة وفاعلة وهذا الأمر قد اجبر الاميركان على أن يوعز لقائمة التحالف الكردستاني في الدخول على الخط لسحب البساط من تحت أقدام هذه الائتلافات التي قد تفقد أميركا الكثير من ميزاتها داخل الساحة العراقية وما اللقاء الأخير بين جلال الطالباني والدكتور إبراهيم الجعفري هو الدليل الأقوى الذي لايقبل الشك في أن أميركا وراء كل شئ وحتى على مستوى الأعمال الارهابيه التي جرت في سامراء ومدينه الصدر لأننا في الوقت نفسه يجب أن نلاحظ أن الاميركان قد ألغو كل العمليات العسكرية في الغرب العراقي الذي هو المعبر الرئيسي للإرهاب ولم يكترثوا بعدد الذين يدخلون من الإرهابيين رغم علمهم الأكيد أنهم بحاجة أليهم في الوقت الحاضر لأحداث الموازنة للعملية السياسية التي خرجت لعبتها من أيديهم نتيجة فوز الإسلاميين من الشيعة والسنة فيها و ألا فما معنى ذلك السكوت الرهيب عن المناطق الغربية في هذا الوقت بالذات وما معنى اتجاههم إلى إيران التي تعاني من أزمة كبيرة مع العالم من خلال الملف النووي , هذا يعني شئ واحد لأغير أن أميركا تلعب بالأوراق كما تشاء وفي أي اتجاه لخدمة مصلحتها ولا يهمها لامن بعيد ولاقريب العراق وشعبه ... وانتظروا المزيد....
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |