|
من يرحم العراقيين من أنفسهم ؟؟!!
وداد فاخر* / النمسا
مقدمة شكلت الأزمة الوزارية الحالية في العراق منعطفا جديدا في سياسة التحالف الستراتيجي الذي كان قائما بين الائتلافين الرئيسيين الفاعلين على الساحة السياسية العراقية، وهما الائتلاف العراقي الموحد ( الشيعي )، والتحالف الكوردستاني. حيث أدت هذه الأزمة التي لازالت مستمرة لحد الآن إلى خلخلة واضحة في التحالف المتماسك بين الحليفين الكبيرين وتركت المجال واسعا لتصاعد التكهنات القائلة بخطورة نشوب حرب أهلية بين الأطراف السياسية العراقية التي لم تتفق على برنامج واضح لحد الآن يقيها كل المطبات السياسية التي تعيد الوضع العراقي لنقطة الصفر. ورغم أن لا احد ينكر وجود حرب أهلية فعلية غير معلنة تجري من طرف واحد يقودها غلات التكفيريين المسنودين أصلا من أحزاب وهيئات اسلاموية عراقية وعربية وإقليمية، بالتعاون والتنسيق مع بقايا حزب البعث البائد الذي يحاول إرجاع عجلة الزمن للوراء بأي شكل من الأشكال، مستخدما كل ما تعلمه صناع الموت من وسائل قتل وأدوات كانت ولا زالت هي الأساس المعلن لمباديء حزب العفالقة العنصري الفاشي، وهذه الحرب قائمة فعلا ضد مكوني الشعب العراقي من الكورد والشيعة حيث نلاحظ ذلك جليا في كل من المدن الشيعية والثغرة الوحيدة التي ينفذ منها الإرهابيون في كوردستان العراق وهي مدينة كركوك. لكن لا احد يستطيع التكهن بمجريات الأمور في حالة فشل الأطراف المعنية بالوضع السياسي العراقي بتشكيل الوزارة الجديدة التي يصر الائتلاف العراقي الموحد على رأيه باختيار الدكتور الجعفري كمرشح ثابت لها، رغم تصاعد الهجمة التكفيرية الهمجية الشرسة من خلال التصفيات الجسدية لأبناء الطائفة الشيعية عامة واالكورد في كركوك خاصة، والتهجير القسري لعوائل لا ذنب لها سوى كونها من الطائفة الشيعية.
استخدام النصوص الدينية من اجل ترويج ثقافة العنف وقد وظفت قوى الظلام التكفيري منذ سقوط نظام العفالقة الهمجي النصوص الدينية الإسلامية من اجل تبرير الإرهاب القائم في العراق لإيجاد المبررات له، وكسب عطف وتأييد العديد من أنصار الفكر السلفي التكفيري ودعاة العنف المبرمج القائم على الفكر القومي العروبي الشوفيني الذي لا يرى سوى نفسه بديلا عن كل الحركات السياسية في كافة أرجاء المعمورة وليس فقط في البلدان العربية. والتركيز الرئيسي كان ولا يزال على آية السيف التي لم يهتد لمعرفتها للآن فلول التكفيريين، ودعاة العنف ممن يروج لثقافة عنف لا تبقي ولا تذر بحجة الدعوة للدين الحنيف. والأدهى من ذلك أن يتصدر أولئك الدعاة التكفيريين ضباط مخابرات من الحرس الجمهوري المنحل، ورجال امن النظام السابق، وحثالة البشر من فدائيي صدام وفلوله التي انهزمت بدون أن تطلق ولا طلقة واحدة أمام المحتلين في مدن المثلث السني التي زحفت على آلياتها لملاقاة القوات الأمريكية في منتصف الطريق لمدنها من اجل سلامة ( أبطالها النشامى ) عند هروب أساطين النظام الدكتاتوري أمام قوات التحالف الدولي التي اجتاحت مدن العراق بيسر وسهولة لا مثيل لها في التاريخ. لذا يصر التكفيريين ودعاة الدين الجديد من فلول البعث بـآية السيف كحلا لمشكلهم الذي أوقعهم تهور النظام الدكتاتوري فيه بعدم انصياعه لقرارات المجتمع الدولي، والهجوم الكاسح عليه وإسقاطه من بعد ذلك. وما زالت عبارة ( وقاتلوهم ) تتردد بين شفاه التكفيريين والبعثيين المرتجفة حتى في الأشهر الحرم، التي لم تفهم للآن إن هناك في الإسلام اشهر حرمْ حرمَ الله فيها حتى قتال الكفار، وهي أربعة اشهر التزم بقدسيتها حتى كفار الجاهلية، لان أعين التكفيريين وكما يبدو لم تقع مطلقا على الآية الكريمة التي تقول ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ) – التوبة 36 -. لذلك فمن المعروف سلفا إن دعاة الفكر التكفيري الظلامي ينطبق عليهم دائما قوله تعالى ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) - البقرة 85 -، كونهم يفسرون آيات القرآن الكريم بموجب فهمهم القاصر للدين الحنيف، فقد وصفهم جل وعلا أحسن وصف بقوله ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) – البقرة 10 -.
تنشئة أجيال بفكر دموي عنصري فاشي ليس من السهولة أن يعاد تثقيف الجماهير العراقية بثقافة اللاعنف بصورة سحرية وسريعة من دون المرور بالفترة الانتقالية الحرجة التي يمر بها وطننا حاليا. فقد رسخ نظام الجريمة المنظمة الذي قاده حزب العفالقة الفاشي العنصري مفاهيم عديدة في أذهان الأجيال التي نشأت وتربت في فترة تسلطه الدموية على ارض الرافدين. فقد غرس مفاهيم القوة والعنف الدموي، وكره الآخر الذي يختلف معه فقط في الرأي وتصفيته في أذهان تلك الأجيال ومسخ عقليتها وزرع مفاهيم عدوانية غريبة في أذهانها. فمفاهيم غريبة على السمع كـ ( الفرس المجوس، والعدو الغاشم، والعصاة، والمحافظات السود، والمحافظات البيض، والبعثي الشريف هو العراقي الشريف ) وغيرها من المفاهيم والعبارات الديماغوجية لا زالت راسخة في أذهان الجيل الذي تربى في فترة تسلط حزب البعث، خاصة ممن استفاد من تلك المفاهيم وطبقها على ارض الواقع في استعمال القمع والقوة المفرطة للانتقام الشخصي او من اجل المنفعة من وراء ذلك الانتقام من عطايا وهدايا السلطة. لذلك نرى إن كل مروجي ومؤيدي ومطبقي مفهوم ( المقاومة ) هم من أولئك المنتفعين الذين خسروا كل امتيازا تهم السابقة بسقوط النظام القمعي الذي ترك لهم حرية التصرف بالسلب والنهب والقتل والتهجير لكل معارضي النظام أو لكل من لا يتفق حتى معهم في تفسير مصطلحاتهم الديماغوجية العدوانية الغريبة. فقدْ فقدَ مئات الجنرالات رتبهم ونياشينهم الزاهية، وسلطتهم التي لا حدود لها، وامتيازا تهم التي خصصها النظام السابق لهم بدون حدود. لذا فمن المستحيل أن يركن أولئك المنتفعين للنظام الديمقراطي الجديد الذي يقوم على العدل والمساواة وحرية الرأي الآخر بعيدا عن القمع والتنكيل الذي ترسخ عند أولئك الجنرالات منذ أول نشأتهم في سلك العسكرية البعثية الفاشية. يضاف لهم آلا لاف المؤلفة من منتسبي حزب البعث كل حسب درجته الحزبية التي كان ينتفع من ورائها، ومقدار القمع والقسوة المسموح له باستعمالها ضد أي من أبناء محلته أو دائرته أو مدرسته. إذن فنحن أمام تركة فكرية ثقيلة لفكر دكتاتوري فاشي عنصري يتطلب اقتلاعها من داخل أذهان متلقيها جهدا وزمنا ووقتا طويلا.
ثقافة اللاعنف تندرج ثقافة اللاعنف ضمن مفاهيم ومصطلحات المجتمع المدني،التي تعتمد على النقاش الحر وتقبل رأي الآخر، ونشر مفهوم الحرية بمعناه الحضاري الذي يجب أن يستفاد من إشاعته الجميع دون حجبه عن أي من مكونات المجتمع الديمقراطي السوي. وإشاعة هذا المفهوم وترسيخه يتطلب وقتا وزمنا طويلا ومن خلال الممارسة اليومية للتعامل بين مختلف شرائح المجتمع وفق مبدأ العدل والمساواة. ويشترط على وسائل الأعلام والكتاب والمثقفين ودور العلم بدءا من دور الحضانة حتى الجامعات نشر وتعميم هذا المفهوم وفق آلية ديمقراطية جديدة تأخذ في الحسبان أن هناك فكر مضاد يحاول وأد أي فكر تنويري تعبوي يقف بالضد منه كالفكر السلفي التكفيري، والفكر البعثي الفاشي.ورغم صعوبة وجسامة ما يقوم به حاليا كل دعاة النهج الداعي للتوجه الديمقراطي لكن ما ظهر من نجاحات على هذا الطريق تبشر بخير مقبل رغم ما قدمه العديد من المفكرين من أرواح قربانا للتجربة الجديدة.
الأزمة السياسية الحالية وتندرج الأزمة السياسية الحالية التي يمر بها العراق ضمن فهم قاصر لمسالة الحاكم والرعية التي شوهتها الأفكار الديماغوجية السابقة والتي غرسها الحزب الفاشي في عقول العراقيين. لأن مبدأ نفي الآخر والتمسك بكرسي السلطة لا زال مهيمنا على عقلية العديد من السياسيين العراقيين، ويشكل عقليتهم السياسية التي لم تتحرر بعد من العديد من الممارسات والمفاهيم السابقة الخاطئة. ومن أهم أسباب الأزمة الحالية تمسك كل الأحزاب المشاركة في السلطة السياسية وبدون استثناء بقياداتها ومؤيديها، أو ما يسمى بـ ( النخب السياسية ) في المشاركة في السلطة تاركين العديد من المناضلين العراقيين ممن شارك وساهم كل حسب مقدرته وموقعه في مقارعة الدكتاتورية مجرد جمهور من المتفرجين، بينما استحوذ على كل كراسي الدولة رجال النخب السياسية معلنين ( أحقيتهم ) بالهيمنة على كل مقاعد السلطة السياسية كحق من قهم المشروع كونهم من ( ناضلوا ) ضد السلطة الدكتاتورية الفاشية السابقة وبالتالي فهم أولى بالسلطة من ( غيرهم ). وهذا المفهوم الخاطيء للنضال ترك الساحة السياسية نهبا للعديد من الانتهازيين، ومنتهزي الفرص للعودة والتغلغل بين مفاصل السلطة والبدء بتخريب مبرمج كل حسب موقعه وقد رأينا العديد من أولئك الانتهازيين والمجرمين السابقين للنظام الدكتاتوري الساقط يقومون علنا بتخريب البنى التحتية وسرقة أموال الشعب، وتعطيل العملية الديمقراطية بكل ما يملكون من جهد وحيلة. وتدخلت العنعنات السياسية والتعصب القومي والديني والطائفي أيضا في إبعاد العديد من المناضلين العراقيين وأصحاب الكفاءات عن المشاركة في بناء العراق الجديد لان وجود أولئك المناضلين والأكاديميين يشكل حجر عثرة في وجوههم ويكشف كل تحركاتهم وألاعيبهم المفضوحة.
الطفولة السياسية لا توجد سابقة لشعب انتقم من نفسه كما يحصل ما بين العراقيين من قتل وتدمير وتهميش وتصفيات. ولن اسمي البعثي الحاقد على الشعب العراقي ضمن مكونات الشعب كونه حالة مرضية غريبة لا علاقة لها بالشعب العراقي الأصيل. لكن ما يثير الشجن أن يقفز البعض منا حال اختلافه سياسيا مع الآخر الذي شاركه الظلم والمعاناة طوال عشرات السنين ليشنع عليه، ويطلق سهام التخوين وكأن كل ما كان من نضال مشترك ومعاناة طويلة هباء منثورا. خاصة إذا تصدت أقلام وأصوات كان الاحرى بها أن تشارك في زيادة اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، وتقف بالضد من كل مروجي الاتهامات والخزعبلات السياسية التي تضرب على وتر التعصب القومي والطائفي لا أن تكون هي السباقة في توجيه توزيع التهم الجاهزة والإخلال بالعملية السياسية، وترك قتلة الأمس طلقاء أحرار بعد أن جانب الطرف السياسي الحق وراح يستجديهم العون من اجل الحفاظ بكرسي السلطة بعيدا عن مفهوم الوطنية الحقيقي وتناسى حليف الأمس الذي كان يقاتل معه جنبا إلى جنب، ومد يده لأيدي أصحاب تلك الوجوه الكالحة المقيتة التي ترفع حاليا شعار الوطنية الكاذب وتعمل سرا وعلنا للنيل من العراقيين اجمع بعد أن علمت تماما أنها أفلست سياسيا وشعبيا بعد سقوط صنمها العروبي المزيف.
من يرحم العراقيين من أنفسهم ؟ وكي نجيب على سؤالنا السالف الذكر علينا أن نتمعن جيدا بما ذكرناه من أسباب للازمة السياسية الحاصلة حاليا وما يدور في فلكها من أعمال عنف وإرهاب كانت بدايتها الجريمة المروعة بتفجير مرقد الأماميين العسكريين والتي أريد بواسطتها إشعال الحرب الطائفية بصورة علنية والبدء بتقطيع أوصال الوطن العراقي كما يخطط لذلك مروجو الفكر السلفي التكفيري وشراذم البعث اليائد بالتنسيق والتنظيم مع جهات ومخابرات دولية وإقليمية. لان العديد من الدول الإقليمية قد هالها الانفجار الكبير الذي حصل يوم 9 نيسان 2003، وخافت تصاعد لهيبه الذي اتجه نحو بلدانها، لذلك جهدت نفسها للوقوف بوجه ذلك اللهيب المتصاعد كي لا يحرق الحواجز التي وضعتها كسياج واق لحماية نفسها من لهب الديمقراطية المتصاعدة. فتدخلت تلكم الأطراف كل بطريقته الخاصة في الشأن العراقي ممنية النفس بوأد التوجه الديمقراطي بعد أن فلتت الأمور حتى من بين يدي من جاء لإزاحة هرم السلطة في النظام الدكتاتوري الفاشي فقط والذي لم يكن بحسبانه أن الأمور ستفلت منه بهذه الصورة التي عليها حاليا. لذا بدا سفير الدولة التي أزاحت النظام الفاشي بالتحرك المكشوف بغية إعادة بعض ما كان مخططا له لوضعه السابق بارتفاع نغمة ( إشراك العرب السنة في العملية السياسية ) رغم علمه إن من يدعو لإشراكهم هم أنفسهم – واقصد هنا الرموز السياسية التي نصبت نفسها كممثل للطائفة السنية – من قام ويقوم بكل ما أدى لخلخة الوضع السياسي العراقي، وهم أنفسهم من ساهم بتصفية العراقيين أيام دكتاتورهم المهزوم، وحفروا معه مئات المقابر الجماعية. لذا فان حل الإشكال السياسي العراقي لا يتأتى من خلال إعادة توظيف هذا المفهوم الخاطيء أي ( إشراك العرب السنة في العملية السياسية ) بل في إيجاد آلية وطنية حقيقية لإشراك كافة مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية بدون النظر للقومية أو الدين أو الطائفة أو الصفة الحزبية، ووضع علامة اكس حمراء ضد كل من شارك في تقتيل الشعب العراقي إن كان في زمن بعثهم الزائل أو ما بعد سقوطه المخزي، وذلك بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدة كليا عن المحاصصة السياسية والطافية والعرقية من نخبة مفكري العراق التكنوقراط مدعمة بوجود كل القوى السياسية التي يتألف منها البرلمان الحالي.وان يعاد وبشكل سريع تشكيل كافة مؤسسات الدولة وخاصة العسكرية والأمنية على أساس المواطنة العراقية والسجل الوطني النظيف، وتخليص كل إدارات الدولة من المختلسين والمرتشين وبقايا النظام السابق ممن يساهم عمدا بتعطيل العملية الديمقراطية ن وحاسبة كل من أساء استخدام السلطة كائنا من كان. ويدخل في هذا الباب تفعيل قانون اجتثاث البعث وقانون مكافحة الإرهاب الذي لم يتم العمل به لحد الآن ضمانا لإشراك العديد من حاضني ومروجي الإرهاب في العلمية السياسية الجارية حاليا لـ ( اتقاء شرهم ) من جهة ولتسهيل تسلم من يريد الهيمنة الحزبية على السلطة في تسلم أمور البلد من جهة أخرى.
الخاتمة ولكي نقطع الطريق على من يحلم بعودة عراق بعثي منمق وملون بالوان جديدة كاذبة نعاود القول :إن العراق وطن لا يقبل القسمة على أي رقم يتاتا، وهو امة بحالها وليس جزء من كل، لان العراق يضم نسيجا جميلا متعدد النكهة والألوان، ولا مجال لحذف أو تغيير أي لون زاهي فيه. لذلك ينطبق مفهوم الأمة عليه. وعلى من يريد ان يشارك في السلطة أن يؤمن إيمانا راسخا بالنسب المئوية التي تشكل هذا النسيج دون الأخذ بأحقية أي طرف في الهيمنة على الأطراف الأخرى. وهناك حقيقة ثابتة لا تقبل الجدل : هي إن هناك مكونين رئيسيين في الشعب العراقي هما الكورد والعرب ومن يريد أن يبني عراقا جديدا عليه أن ينظر لهذه الحقيقة الناصعة دون الانتقاص من أي مكون آخر مع الأخذ بأحقية الطرف ذو التاريخ النضالي ومدى ما قدم من تضحيات. وقد رأينا طوال فترة سنين العملية السياسية في العراق كيف تم تهميش الإخوة الكورد والعمل على أبادتهم وفق توجه عنصري قومي فاشي صنف ضمن عملية التطهير العرقي، كذلك جرى ذلك التوجه بعد تسلم حزب البعث السلطة للطائفة الشيعية وضمن توجه سياسي طائفي سبب شرخا كبيرا في الوحدة الوطنية العراقية. وعودة لكي يلتئم ذلك الجرح على الجميع تناسى كل الأحقاد السابقة والبدء بالسير وفق الخط السياسي الجديد من اجل إقامة عراق حر ديمقراطي فيدرالي موحد، ولكن بشروط مسبقة سلفا وهي أن يتم استبعاد كل من كانت له علاقة بعمليات التصفية الجسدية والتطهير العرقي زمن الدكتاتورية البغيضة، وتقديمهم للمحاكم الجنائية لمحاسبتهم على ما اقترفت أيديهم دون النظر لمواقعهم السياسية والدينية أو العشائرية، وألا لن نستطيع التغلب على كل مشاكلنا ومصاعبنا في بناء العراق الجديد. والعمل على تمتين العلاقة النضالية بين الكورد والشيعة وبقية الأطراف الوطنية العراقية لأن أي خلل في هذه العلاقة التاريخية سيضع العراق قبل البعض أم لم يقبل في وضع مأساوي خطر لا تنفع معه كل الخطابات السياسية والأحلام الوردية.
* فيينا - النمسا
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |