|
حلبجة عروسة كوردستان
محمود الوندي تمر هذه الأيام ذكرى الثامنة عشر لقصف مدينة حلبجة والقصبات والقرى المحيطة بها بالسلاح الكيمياوي المحرم دولياً ، التي أفرغت الفاشية البعثية العفلقية من حقدها الأسود وكراهيتها الدفين على أهالي تلك المنطقة المسالمة ، وأنطلاقاً من أيديولوجية البعث العنصرية الفاشية المناهضة للشعب الكوردي والقوميات الأخرى ، وبحجة فقد النظام السيطرة على المدينة وأطرافها ، لذلك أوعز الطاغية الى القوات المسلحة من كل الأصناف ومن ضمنها طائرات المقاتلة بضرب المدينة وأبادة كل كائنات الحية فيها ، وفعلاً قامت طائرات حربية عراقية بألقاء حمولتها من قنابل الغازات السامة المحرمة دولياً على رؤوس أهالي حلبجة العزل والمحيطة بها لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم كورد، وقتل خلال ثوان خمسة ألاف أنسان وربما أكثر، وأصابت مئات بل ألاف منهم بجروح بليغة ( علماً أن العديد لا يرجى شفاؤهم ) ، وفارق العشرات منهم الحياة بعد وصولهم الى المستشفيات بسبب خطورة جروحهم ، واما الذين لم أصابوا أو أنقذوا من تلك الكارثة من أهالي حلبجة والمنطقة المحيطة بها فقد أصبحوا يعيشون في الخيام بعد أن شردوا من ديارهم وسكناهم أو مشردين في ديار الغربة . للأسف الشديد لقد سكت المحافل الدولية والأنظمة العالمية السكوت المطبق أزاء تلك الجريمة البشعة ( كارثة حلبجة ) الذي أقترفه النظام البعث بحق الأنسانية منتهكاً كل القوانين والأعراف الدولية وكافة القيم الأنسانية والشرائع السماوية ولم تهتزضمائر ومشاعرتلك المحافل والأنظمة من مشاهدة ألاف القتلى وعذابات مئات الجرحىعلى شاشات القنوات العربية والدولية ، بسبب مصالحها الأقتصادية والنفطية خصوصاً، ولسخرية القدر أن تلك المصالح تتحقق لجميعها من موارد نفط كوردستان ، وأغرب من ذلك حين أتهم الحكومة الأمريكية وبعض الدول في حينها أيران بأنها أستعملت تلك الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ، الغرض من ذلك هو التشويش على المجتمع العالمي ودفاع عن خادمهم وولي نعمتهم صدام . يجب علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا أزاء هذا الصمت من قبل المحافل الدولية والأنظمة العالمية ، ولم تتخذ بحق صدام حسين ونظامه أي أجراءات قانونية ، وما لم يردع النظام الفاشي دولياً ، بل أكتفت بأصدار بيانات وقرارات ذات تعابير عامة كي لا تغضب مقترفي الجريمة ، والأحباط لدي الرأي العام والضمائر الحية ، ولهذا الصمت أسبابه الذاتية والموضوعية ، فالمحافل الدولية والأنظمة العالمية عموماً مصالحهم لم تسمح لها لأدانة وأستنكار تلك الجريمة النكرة ، لأن رفاهيتهم على هموم وجروح الشعب العراقي،أضافة لكونهم شركاءفي جريمة قصف مدينة حلبجة ، لأنهم زودوا النظام البعث تلك الأسلحة المحرمة ، وأستعملها الطاغية لضرب الشعب الكوردي ، لذلك أستمر النظام الطاغية يخدم أسياده في المنطقة حتى سقط بأيديهم أي بأيدي أسياده أمريكان بعد أنتهاء دوره في المنطقة وأستنفذت مصالح أمريكا وبعض الدول معه . ليعلم شهداء كوردستان ومنها شهداء حلبجة أن طاغية العراق وزمرته المارقة الذين أقترفت أياديهم من جرائم لا إنسانية بحق الشعب العراقي عام والشعب الكوردي خاص ، يقفون الآن في قفص الأتهام أمام محكمة الشعب خائفين ومذعورين ، وأن حاكماً كوردياً من مدينتكم يا شهداء حلبجة يحاكمه بكل عدل وقانون . الخزي والعار لصدام وطغمته العفلقية الدموية المجد والخلود لشهدائنا الأبرار النصر دائم لشعبنا الكوردي والشعب العراقي في سبيل الحرية والديمقراطية والفيدرالية والعدالة الأجتماعية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |