|
لا تثقوا بالمصاب بال (رعيصة) د.حيدر الساعدي تصريحات بعض السياسيين هذه الايام جعلتني اتذكر حكاية حقيقية لا اعرف متى ومن من سمعتها ولكن بودي سردها عليكم اخوتي القراء الكرام لكونها تحمل معنى ودلالة مهمين من وجهة نظري المتواضعة . " يحكى انه كانت هناك قرية صغيرة تقع على نهر صغير , قرية لايوجد فيها سوق ولا مدرسة ولا اي شيء اخر من متطلبات الحياة العصرية لذلك يضطر اهلها للعبور الى ضفة النهر الاخرى لقضاء اعمالهم ومصالحهم . القرية كانت بسيطة وصغيرة الى درجة انه لم يتم التفكير بعمل جسر يربط ضفتي النهر , لذلك كان الناس يستعينون برجل قوي معروف في المنطقة لديه قارب يتسع لشخص واحد فقط معه ويقوم بمساعدة الناس بالعبور مقابل مبلغ معين كاجرة لخدمته . عمل هذا الرجل لسنين طويلة الى ان توفي وجاء مكانه ولده الشاب والذي بقى سنوات وهو يتحسر في داخله عند رؤية شباب وشابات القرية وهم يعبرون الى الجانب الاخر ويدرسون ويتعلمون وهو يراوح في مكانه و يعمل ( بلام) خلفا لوالده . البلام كان يكره ويحقد بصورة خاصة على احد شباب القرية بصورة خاصة والذي كان طالبا في الجامعة , محبوب من اهل القرية , محترم وجيد في كل شيء وكلمته لها مكانتها وفعلها . فكر في احد الليالي في طريقة ينتقم وينتقص فيها من هذا الشاب امام الناس بحيث يجعل منه اضحوكة و حديث للتندر . عند الصباح الباكر وكالعادة تجمع الناس الراغبين للعبور وبدا البلام برحلته ذهابا وايابا الى ان حان موعد عبور الطالب , صعد الفتى المرتب والانيق في القارب و بدا البلام بالتجذيف الى ان اصبحوا في وسط النهر, هنا بدا البلام بالارتعاش وتحريك القارب يمينا ويسارا متظاهرا بانه مصاب بالصرع واستمر بالارتعاش الى ان انقلب القارب وغطس كلاهما في الماء, هب الواقفين على الجرفين لنجدتهما واخرجوهم من الماء, تظاهر البلام بالبكاء وقال للناس بانه مصاب بالصرع وتظهر مثل هذه الاعراض عليه احيانا وتحصل عنده ال( رعيصة) التي تفقده توازنه وانه لم يقصد ذلك , ولكنه في حقيقة الامر كان يشعر بسعادة كبيرة في سره لانه جعل الفتى يغطس في الماء وتبتل ملابسه امام اهل القرية ويعود الى بيته ولايذهب الى مدرسته في ذلك اليوم . بعد ان ارتاح البلام قليلا اراد الرجوع الى عمله في مساعدة الناس على العبور, ولكن هنا حدث الذي لم يكن في حسبانه او ضمن مدى تخطيطه على الاقل : رفض الناس الصعود معه وقالوا له انت رجل مريض ومصاب بال( رعيصة) ونحن لانامن الركوب معك. في اليوم الثاني تجمع اهل القرية ووضعوا يدا بيد وجمعوا جذوع النخيل وعملوا جسر خشبيا عائما على الماء وبداوا يعبرون عليه الى الجهة الثانية بدون الحاجة او الاستعانة ببلام مصاب بمرض خطير . النتيجة كانت ان الفتى المحبوب من اهل قريته رجع الى وضعه الطبيعي ونسى الحادثة ونساها الناس , اما البلام فلقد انقطع رزقهة وماعاد الناس بحاجة له ولا لقاربه لانه ببساطة مصاب بال( رعيصة) " . انا بدوري اطلب من كل العراقيين ان لايركبوا مع المصاب بال(الرعيصة) السياسية والذي ظهرت اعراض مرضه فجأة ومن على شاشات التلفزيون وهو يتكلم بطريقة لاتليق بالمكان الذي هو فيه. السيد الدكتور الجعفري رئيس الوزراء المستمرة ولايته شاء من شاء وابى من ابا , اما من ضهرت ( رعيصته) السياسية فليكن متاكدا ان قاربه العتيق لن يركب معه احد فيه بعدا الان واننا سنبني جسراً من خرسانة وفولاذ نعبر عليه وليبقى هو وقاربه المثقوب يتحسر على مكانة حصل عليها بغقلة من الزمن و لم يعرف كيف يحافظ عليها .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |