بغداديات.. الروتشلديّون والحسينيّون

بهلول الكظماوي / امستردام

bhlool2@hotmail.com

الروتشلديّون :

بادئ ذي بدء اقدّم توصيفاً مختصراً للروتشلديين :

فيليب روتشيلد مؤسس العائلة الروتشلدية، ذلك هو البقّال اليهودي الألماني الذي انتسب إلى شعاره (الدرع الأحمر) الذي كان يضعه على واجهة محل بقاليته، ذلك هو الجشع، الشره النهم الذي انجب عشرة اولاد، خمسة منهم ذكور الى جانب خمسة بنات اناث مبتدءاً من محل بقاليته في ألمانيا ليتوسّع ثانية مفتتحاً عشرة فروع له أخرى في أميركا وعدّة دول أوروبية (بأسماء بنينه وبناته العشرة وبتوجيه مركزي منه) ليشغلها بالصيرفة والأسهم والسندات إلى جانب البقالة والى جانب مقاولات تجهيز الدوائر الحكوميّة وخصوصاً الوزارات الحربية بـ (الميرة والعينة)، ثم لتبلغ ذروة تحكّمه بسيطرته على رأس المال العالمي في رفع وتخفيض العملات والبورصة والأسهم والسندات مسيطراً بها على حكومات الدول الغربية عبر مؤسساته العملاقة التي تسيطر على مفاتيح الاقتصاد العالمي منذ القرن التاسع عشر لحد يومنا هذا.

فهم الروتشيلديّون وراء الحربين الكونيتين (العالميتين) المدمّرتين، إضافة إلى الكثير من الحروب والنزاعات في العالم، فهم يجيدون افتعالها وإشعال شرارتها، ومن ثمّ تزويد طرفي نزاعها على حد سواء ابتداءً من (الميرة والعينة) الملابس والأغذية إلى جميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة إضافة للعتاد الحربي وتأمين طرق الإمدادات اللوجستية وحتى التزويد بالماكنة الإعلامية من مطابع وصحف وإذاعات و(الفضائيات) في عصرنا الحديث هذا.

 

سبارتاكوس :

قبل الحديث عن الحسين الشهيد(ع) واصحابه الحسينيّين، فالحسين معروف و(المعروف لا يعرّف)،لا يسعني هنا الا أن اذكر ثورة سبارتاكوس.

ذلك القائد الروماني الذي اندحرت ثورته وقضي عليها رغم العدّة والعدد الذي كانت تمتاز به.

فرجال سبارتاكوس ذوو الرايات الحمراء لم يكونوا الاّ من الثوار العبيد الأصحّاء الأجسام المفتولي العضلات وخيرة المحاربين في الجيش الروماني الذي كان يعتمد عليهم ويراهن بانتصاراته على قوّتهم وشدّة بأسهم، ولم يكن عددهم أثناء نصرتهم لقائدهم سبارتاكوس في ثورته يقل عن الأربعين الف مقاتل، كما لم يكن تسليحهم من دروع وسيوف ورماح الاّ على احسن ما يكون من تجهيز وإمداد ومؤن.

ومع ما امتلكت ثورة سبارتاكوس من قوة بالعدة والعدد الا ان التأريخ بعد اندحارها بتلك المذبحة المروّعة لم يذكرها ولم يخلّدها كخلود ثورة الحسين (ع)، رغم إن ثورة الحسين لم يتجاوز عدد أفرادها الثلاثمائة نفراً بضمنهم أصحابه إضافة لاهل بيته من النساء والأطفال.

 

غاندي وثورة الحسين (ع) :

المهاتما غاندي (عظيم الهند) وزعيمها وقائدها نحو الاستقلال، وبعد ان رأى بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك، حيث لا تغرب عن مستعمراتها الشمس يومئذ، إذ لم تقلّ بريطانيا حينها غطرسة واستكباراً عن أميركا اليوم.

و لم تكن الأرض الهندية إلا بقرة حلوب تدرّ أثدائها لبناً سائغاً للبريطانيين، وكان إنتاج الهند من القطن (الذهب الأبيض) يبتلعه الإنكليز بثمن ابخس من البخس، بل كان كل الشعب الهندي برمّته عبارة عن منجم يرفد الجيش البريطاني بالمجندين لقاء لا شيء سوى ان الهند درّة التاج البريطاني الذي وهبها الله لها.

حينها لم يكن إمام الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) الاّ وينكبّ لدراسة تأريخ الثورات التحرّريّة العالمية عسى أن يجد فيها ما يساعده في تحرير بلاده من براثن الطغاة الانكليز،

فلم يجد أمامه غير طريق الحسين (ع) ليسلكه سائراً بشعبه الذي لم يملك من سلاح سوى قبضاته العارية متسلّحاً بالصيام والعصيان المدني إمام اعتي إمبراطورية امتلكت احدث الأسلحة المتطورة واحدث التكنولوجيا آنذاك حتّى بات اسطولها البحري يدعى بسيد بحار العالم.

وكانت النتيجة أن انتصر غاندي ونالت الهند استقلالها، وحينما كان يسأل المهاتما غاندي عن سر هذا الانتصار : يجيبهم :

(تعلّمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر)

 

مقارنة بين الروتشيلديين والحسينيين :

الروتشيلديين :

طغاة متسلطون يسعون إلى إحكام قبضتهم على العالم بكل الوسائل.

هم (الروتشيلديون) السلطة التنفيذية لحكماء صهيون وداعمي المنظّر الصهيوني (جابونسكي) وهيرتزل مؤسس الصهيونية العالمية.

امتداد لبني إسرائيل (المفسدون في الأرض) وصنواً للماسونية العالمية.

لا يرعوون من قتل وإبادة الجنس البشري بابشع أنواع الإبادة من اجل الوصول إلى غاياتهم ومآربهم الدنيئة.

أدواتهم التنفيذية : كل من هو منبوذ, مشرّد، حائر، تائه فكرياً، فاشل يقع بين براثنهم فيوجهوه لتحقيق مآربهم مخدراً لا يعي ما يقول ويفعل.

يعتمدون في عملهم على التنظيم السري الخفي وغسل عقول المغرٍّر بهم

يدعمون الدكتاتوريات الموجودة، ويستحدثوها، ويشجعوا من لديه جنون العظمة وشعور بالنقص وعنده الاستعداد لاستعباد الناس.

يشيعون سياسة (فرّق تسد وجوّع شعبك يتبعك) كي يتمكن عملائهم بها في التسلّط على الشعوب وقهرها.

 

الحسينيّون :

نذروا أنفسهم لمقارعة الظلم أين ما حلّ وأين ما وجد.

كلّ ارض تواجدوا فيها فهي كربلائهم، وكل يوم قارعوا فيه البغي فهي عاشورائهم.

شموع تذوب لتضيء درب الأجيال القادمة بدون أن يقبضوا لقاء تضحياتهم ثمناً لذلك.

ليس لديهم أدوات يستغلونها لتحقيق غاياتهم سوى أنفسهم.

منضبطون، لا يعتدون على أحد ولا يتطفلوا على أحد، ولا يبدءوا أحد بقتال، وان اكرهوا علية فهم مستميتون بدفاعهم.

ليس لديهم أي غموض في أفكارهم، بل فكرهم منفتح وواضح للعيان لانهم لا يخافون من مواجهة الأفكار المغايرة، فهم لا عدائية بينهم وبين ألآخرين.

هم صمّامات أمان ضد التسلّط والغدر والإثراء الغير مشروع، فهم جبلوا على التواضع ونكران الذات والرأفة والرحمة.

يشيعوا ثقافة التسامح والمساواة فالناس عندهم سواسية كأسنان المشط لا فرق بين ابيضهم واسودهم إلا بالتقوى، ويدفعوا الزكاة ويسارعون بالخيرات وإنقاذ الملهوف واغاثة المحتاج.

 

وألان عزيزي القارئ الكريم :

الحسين (ع) بذل روحه وسبيت عياله رغم قلة العدد وقلة الناصر إعلاءً للمبادئ السامية ورفضاً للظلم واحقاقاً للعدل، وحري بنا في ذكرى اربعينيته ونحن أنصاره ومحبيه، (سنّة وشيعة، عرباً واكراداً وتركماناً، صابئة ومسيحيين....الخ) حريّ بنا أن نتخلّق بأخلاقه ونسير على نهجه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا العراقي المظلوم أن نتقاسم مع أبناء شعبنا (بعيداً عن المحاصصة الطائفية البغيظة وبعيداً عن الصراع على الكراسي والمناصب الحكومية) فلربما القادم هو الأمر والالعن والاتعس (لا سمح الله)، حريّ بنا أن نتقاسم ونتشاطر معه رغيف العيش والمصابرة، أن نشيع ثقافة التسامح والمحبة بيننا، أن نتفهّم أن الإرهاب والقتل والاغتصاب والاعتداء على أرواح واموال الناس... الخ، كل ذلك الأجرام لا مذهب ولا دين ولا قومية له، بل حتى ليس من الانسانية والبشرية بشئ.

فألارهابيون القتلة الذين فجّروا قبة العسكريين في سامراء هم نفسهم الذين اعتدوا على كنائس اخوتنا النصارى، وهم نفسهم الذين احرقوا المساجد السنية كرد فعل مفتعل لتفجير قبة العسكريين في سامراء، وهم نفسهم الذين يقتلون المدنيين العزل وأطفال المدارس كل يوم، انهم حملة الفكر الروتشيلدي وليسوا من حملة الفكر الحسيني.

و شتّان ما بين الفكرين، ما بين من يؤمن بثقافة الحوار المثمر المنتج لما ينفع الناس, وما بين من يؤمن بثقافة التسلّط والذبح والقتل على الهوية.

نعم انهم الروتشيلديون.... انهم الروتشيلديون.... انهم الروتشيلديون !

ولكنهم مهما يمكرون، فمكر الله اكبر.

وانّ شعبنا العراقي، شعب علي والحسين، شعب ابي حنيفة النعمان والكيلاني لهو المنتصر اخيراً باذن الله.

و دمتم لأخيكم

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com