الفدرالية وتوحد الاحزاب هو الامل والحل ... لماذا التاخير ؟؟

احمد مهدي الياسري

لم يدر بخلدي يوما ان اكون بهكذا حال من الحيرة والذهول ,ولم يدر بخلدي انني سأرى عراقاً مثل الذي اراه اليوم , هل حقا هو العراق الذي كنا فيه باجمل مانكون من اواصر المودة والرحمة والحب والاخوة ؟؟

هل حقا هو العراق الذي كنا فيه ننعم بالامن والامان حتى اتاه الطغاة البغاة واحالوه قبرا كبيرا وسجنا رهيبا, وجثم فوق الصدور عقودا من زمن الطغيان ولكن حينما زال كبيرهم القذر قلنا ان الفرج قد بانت تباشيره وحلت الافراح وانطلقت الامنيات تسابق الريح من اجل تحقيق الاحلام التي كادت تموت لولا فسحة الصبر والامل والايمان.

عراق غريب انت حيث لااجد لكل مافيك تفسيرا , وحيَرتَ عقلي كيف هو الحل معك ؟؟ وهل ان مايحدث فيك هو استحقاق تستحقه ؟؟ ام لان من يدير امرك هو غير كفؤ لان يحمل ثقل امرك العظيم ؟؟

قد تكون كذلك لان اقوى الناس ايمانا واصلبهم عودا واعظمهم شكيمة لم يكن في حال حينما استلم زمام امرك بافضل من حال الضعفاء سواه, سواء من الطغاة القتلة او الشرفاء الضعفاء لانهم ليسوا كأنت, أمام العقل والعدل , اما المتواجدون الان والذين هم بالتاكيد ليسوا كانت في ثقل المبدأ والعقيدة والتاريخ والعظمة.

ما الحل معك ياعراق ؟؟ وكيف هو السبيل لاستقرار شعبك ؟؟ فلا الطغاة استطاعوا تطويعك ولا الشرفاء صمدوا في رباك , وكاني بك تريد القول ان هناك سرا دفينا يرقد في طلسم مكنون في اعماق ارضك وهو الذي فيه الحل والعقد وهو من يستطيع ان يطوع كل مافيك نحو الخير والعطاء والانطلاق به نحو افاق الارض الشاسعة ليحيل الكثير مما اضطرب ايضا الى هدوء وسكينة .

ولكن الذي اعتقده ان المستحيل لاوجود له في عرف المُصرين على ايجاد الحلول المناسبة وان بمستوياتها الدنيا على اقل تقدر لتقليل الخسائر الى اقلها ووضع حدود لما يجري من استهتار بالنفس الانسانية العراقية .

ولكي ابحث في الواقع الملموس وقانونية ودستورية الطرح اجد ان هناك نموذج متجسد على ارض الواقع وهو اقليم كوردستان حيث اجمعت مكونات شعبنا الكوردي على الاتفاق ان يكونوا يدا واحدة تتعاون على ارساء الاستقرار والامن في تلك البقعة العزيزة وقد نجحوا في ذلك وحتى ابان وجود الطاغية الى حد ما وهنيئا لهم ذلك فلماذا لانحذو حذوهم ونحن اسوة بهم شعب تحت راية عراق واحد.

الدستور اعطانا الحق في تكوين الاقاليم الادارية وهو اسلوب نجح في الكثير من دول العالم وها هي الامارات العربية المتحدة والمانيا التي اعيش فيها وغيرها من بلاد الدنيا المستقرة تعمل وفق هذا النظام الفدرالي الذي لا اجد فيه اي مثلبة او مايشاع في انه يؤدي الى تمزيق العراق الممزق الان اكثر من اي وقت مضى وفق الية الحقد الاعمى والتسقيط البغيض لحق غالبية عانت من الممارسات الاستئصالية والالغائية وليتها باسلوب غير الذي حدث حيث يكون القتل والثرم والسحق هو اسلوب الاستئصال الشائع بكثرة والواقع الحالي والقديم يشهد بذلك .

الفدرالية وهونظام الولايات سابقا حق شرعي وقانوني وهو الحل الانجع لازمة العراق وكفانا تفكيراً بهؤلاء القتلة ومن يأويهم والرافضين للعملية السياسية والمدعين انهم ضد الاحتلال وهم المصدر الوحيد الذي يبقي الاحتلال جاثما وباقيا الى هذا الوقت حيث مبررات وجوده تنطلق من حيث بقاء التوتر والارهاب في العراق وهم مصدره الاحمق والوقح والغبي والحاقد الاول والاخير.

هؤلاء لايمكن لنا نحن شعب العراق في شماله وجنوبه ووسطه ان نتعايش معهم وفق الية شريعة الغاب والقسوة والبطش والتخلف , وعليه لنترك لهم مناطقهم يديروها كيف ما يشاؤون وليكن باسهم بينهم وهم احرار في احراق نسلهم او ابقائه وعلينا تكثيف جهودنا نحو بناء مناطقنا وشعوبنا وايتام الشهداء المحرومة وتكوين الاسس العلمية والمنطقية لبناء الانسان والمكان في تلك المناطق وفق احدث الامكانات العلمية والتكنلوجية وانشاء القوات الحامية لهذه الاقاليم وتاسيس البنى التحتية السياسية والاقتصادلية والاجتماعية الرصينة والتي من دونها سوف لن يكون هناك امن وقوة .

الحالة التي نمر بها الان هي نتيجة لتشرذم الكلمة وانفصال عرى التوحد المطلوب في الشارع الذي كان متحدا في تلقي الظلم فلا ادري لماذا هو الان مفترق وهو قد نال الحرية والتخلص من كابوس الطاغية المجرم.

لا ادري لماذا كل هذه الاحزاب ولماذا لاتتحد وفق مسمى واحد وقيادة حكيمة منتخبة من قبل الشارع وهذا الامر اصبح اليوم والساعة هو مطلب شعبي نطالب به كل القيادات الرائعة ونقسم عليهم بكل مقدس ان يكفوا عن التعددية الغير مسوغة الا اللهم اذا كانوا طلاب طموحات خاصة وضيقة ويريدون تمريرها على حساب استقرار شعوبهم المضطهدة وهم هنا سيفرزون من قبل شعبهم وشعب العراق شعب يستطيع بذكائه المفرط وبرهافة حسه ان يميز الغث من السمين وانتم تعرفون جيدا حكم الشعب اذا غضب .

مقومات الوحدة متوفرة وهي سلاح فتاك والمطلوب الان انتخاب قيادة موحدة تاخذ على عاتقها التكلم باسم الشعب الذي انتخبهم كمجموع لا كواحد والمطلوب هو ان نكون كذلك بصدق لابصورة شكلية مثل التي نراها , وعلى قياداتنا الرشيدة ان تعي ان الامر لازال بين ايديهم وهو يحتاج الى ارادة توحد وارادة صدق وايمان وارادة قوة وايثار وتحدي تنطلق بشعب العراق نحو افاق الخلاص من هذا الصراع الدامي والمرير ولا ادري لماذا لاتنطلق حناجر ابناء العراق مطالبة كل القيادات بهذا الامر المشروع والملح في هذا الوقت العصيب وليعلم الجميع ان ليس من حق احد بعد اليوم ان يقفز فوق رغبات شعبه لان الشعب الذي رفعه هو من يستطيع ان يسحقه ويلغيه وعليكم التاكد من ذلك من صوت الشارع وعلى كتابنا والاقلام الشريفة ووسائل الاعلام المختلفة من تلفزة واذاعات وصحف التشجيع على هذا المطلب الذي من المؤكد اذا ماتحقق فانه سيؤدي الى نتائج عظيمة اولها انه يلغي التشاحن الموجود الان على تولي السلطات وايضا يؤدي الى توحيد الشارع الذي مزقته كثرة القيادات التي تدعوا الى ذات الهدف والغاية ولكن كل يجمع حوله مواليه وكان الامر لعب في ميدان مستقر متناسين اننا في حرب شعواء هدف العدو الاول والاخير فيها هو تفتيت الجمع للاستفراد بهم بعد ذلك واحدا تلو الاخر .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com