|
الطائفية تفكير شمولي متخلف، وتكريس لثقافة القطيع منظمة ضد العنف .. ضد التخلف .. ضد الطائفية بغداد،البصرة،الموصل
البعث: كل العراقيين بعثيين وان لم ينتموا الفكر الطائفي الشيعي: كل الشيعة يجب ان يؤيدوا الائتلاف الشيعي حتى وان لم ينتموا الفكر الطائفي السني: كل السنة يجب ان يؤيدوا التوافق حتى وان لم ينتموا
كان نظام صدام قد طرح مقولة ( كل العراقيين بعثيين وان لم ينتموا) لكي يشرك المجتمع برمته بالنتائج المتربة على اسلوبه في الحكم، وقد صاغ في السبعينيات المادة رقم 200 في القانون العراقي التي حكمت ضمنا على كل عراقي لايؤيد البعث، او لاينتمي اليه، او يستقيل منه لينتمي الى اي حزب آخر بالموت. فما دام المرء عراقيا لابد له من الجلوس تحت "خيمة الحزب والثورة"، ولازال صدام حسين للآن وهو متهم بجرائم كبرى ضد الانسانية مصرا على ان مافعل كان لمصلحة العراقيين. وبالنسبة لصدام حسين فان مصلحة العراقيين قد حددت من قبله مسبقا وهي تعني كل مايمكنه من البقاء في السلطة حاكما ابديا مطلق السلطات. وقد ورثت الاحزاب الطائفية العراقية هذه المقولة من مبتكرها، وادخلتها طور التحسين بما ينسجم مع المرحلة الراهنة، فاضحى عدم تأييد الشخص الشيعي للائتلاف الشيعي، جريمة قد تكلفه حياته وانصراف الشخص السني عن تأييد التوافق معصية كبرى تستوجب القتل، وهو اسلوب متخلف يعامل البشر كقطيع حيوانات، يمشي خلف الراعي الذي يسوقه الى اية جهة يريد. ثقافة القطيع هذه، التي تحاول الاحزاب الطائفية الشيعية والسنية على حد سواء اقرارها كامر واقع في الحياة الاجتماعية العراقية، هي اخطر مايواجة المجتمع من بين اخطار كثيرة، فهي ثقافة شمولية متخلفة وخطرة تهدد تماسك البنية الاجتماعية ، موروثة من العهد البعثي الذي الغى انسانية الفرد واستقلالية شخصيته، وحوله الى كيان هلامي لاملامح له، يضطر بفعل عوامل الخوف وانكسار الشخصية والشعور بالدونية والتبعية المطلقة للقائد، والشعور با لعجز عن مواجهة الاخطار، الى الاندماج بالكل والاصطفاف اللاواعي مع جموع الهتافين، حتى لايمكن فرزه والانفراد به كعنصر خارج على المألوف والمقررسلفا . وقد افرزت الانتخابات الاخيرة تصعيدا مقلقا باتجاه فرض ثقافة القطيع والتبعية الطائفية بالقوة، حيث عمدت اوساط في اجهزة الدولة ومن خارجها مدعومة من الائتلاف الطائفي الشيعي الى اعلان الحرب ضد طرف في العملية السياسية المسمى القائمة الوطنية العراقية، والغريب ان هذه الحرب اعلنت تحت ذريعة اتهام هذه القائمة بالسعي لأعادة البعثيين في حين ان القوائم التي كانت تطرح اعادة البعثيين كجزء واضح من برنامجها، لم تحارب من قبل الائتلاف الطائفي الشيعي مما يجعلنا نجزم ان السبب في ذلك هو ان هذه القوائم، قوائم تمثل السنة وتنشط في " المناطق السنية"، وبالتالي فهي قوائم لاتنافس الائتلاف الطائفي الشيعي على جمهوره الشيعي الذي يتوجب حسب التفكير الطائفي ان يكون ملكا للأئتلاف وحده. كما ان كون قادة القائمة العراقية الوطنية كانوا من الشيعة غير الطائفيين، والداعين الى برنامج وطني عراقي كالسيد اياد جمال الدين و اياد علاوي وحميد موسى والشابندر ومهدي الحافظ ومفيد الجزائري، قد مثل تحديا غير مسموح به وخروجا عن العرف الطائفي،عرف القطيع.
دور الاعلام العراقي في التصعيد الطائفي اننا نتابع بقلق واستهجان الكيفية المجردة من اية مسوؤلية انسانية ووطنية، التي تعالج بها الفضائيات العراقية الواقع العراقي، ان فتح الفضائيات بابا مشرعة للطائفيين، والتناول المجتزئ للاخبار والانسياق الانفعالي وراء مشاعر ضحايا هذه الاعمال الاجرامية، وتصعيد مستوى الحس الطائفي عند ملايين البسطاء المتضررين عبر تبني طروحات" الاسيجة الطائفية العازلة" و"استقلال الشيعة" او التركيز عليها، لايدل الا على انعدام الحرفية المهنية وعجز هذه المؤسسات الاعلامية عن الارتقاء بمستوى وعي المواطن الذي طحنته الازمات وبات لايملك من حطام الدنيا شيئا الا الازمات والانفجارات، ويؤكد من ناحية اخرى على حاجة القوى السليمة في المجتمع العراقي الى بناء مؤسسة اعلامية فضائية عصرية وتقدمية تعلو فوق تفاهات الولاءات الطائفية والمناطقية. ان الانحياز الطائفي الكامل من قبل قناة الفضائية العراقية للتكتل الطائفي الشيعي، وتسعيرها المشاعر الطائفية قبيل الانتخابات بليلة واحدة عبر تركيزها على واقعة التطاول على المرجعية الشيعية ( وهو تطاول مدان ومرفوض ومغرض في ذات الوقت) والهاب مشاعر الناس باجراء المقابلات الحية مع اقارب المشتركين في الحوار التلفزيوني المذكور، والايحاء عبر هذه المقابلات بانتماء احد المشتركين بالحوار الى كتلة سياسية معينة ، قد اوصل رسالة واضحة للارهابيين لحقن الاجواء بالمزيد من السموم الطائفية مما اثمر عن حرق واقتحام مقرات الاحزاب السياسية غير الطائفية في الناصرية وبعض مناطق الجنوب العراقي. ومن الجدير بالذكر ان موقف سماحة السيد السستاني من هذا التطاول الذي خص شخصه بالذات كان متطورا الى حد كبير بالقياس الى مواقف الاحزاب الطائفية ووسائل اعلامها. كما ان التلقائية في الطرح، الى حد دخول مقدم البرنامج في مونولوج مع ذاته، ناسيا انه بمواجهة الملايين،والوقوع تحت تأثيراحاسيس الشارع في احيان معينة تجعلنا نتوجه لقناة الفيحاء ذات التوجه الوطني المعتدل بالدعوة الى عدم التساهل في اعتدالها والبقاء بعيدا عن اجواء اثارة التمايز الطائفي مثمنين ما تبذله هذه المحطة من جهود لفضح الارهابيين هي موضع التقدير، وما يتميز به مديرها السيد محمد الطائي من موضوعية ووطنية تتسامى على الطروحات الطائفية الضيقة الافق. وغني عن القول ان الصياغة الخبرية في قناة الشرقية تنطلق من ذات المواقع التي تنطلق منها تبريرات الارهابيين، حيث لاتزال تلك القناة متمسكة بتسمية مرتكبي الفضائع الارهابية في العراق" بالمسلحين المجهولين"، وتنشر الاعلانات الداعية لمكافحة الارهاب مع اشارة الى ان" الاعلان مدفوع الثمن" مما يثير تساؤلات ملحة عن موقف هذه القناة من الارهاب ودواعي هذا الموقف. لقد ساعد انتشار الصحافة الاليكترونية في فتح السبل امام طيف واسع من الكتاب الجيدين والرديئين من المتشبهين بالكتاب على حد سواء للادلاء باراءهم بحرية شبه مطلقة. هذه الحرية كانت في الكثير من الاحيان تستغل من فبل مجموعة من الطائفيين من مختلف الطوائف لاثارة المزيد من التوترات الطائفية، والجدير بالذكر هنا ان اغلبية الكتاب الجيدين ذوي المستويات الرفيعة بقيت بمنأى عن الانفعالات الطائفية مما يدعونا للتوجه الى مديري الشبكات الالكترونية بالاتفاق فيما بينهم على ضوابط فنية تقطع الطريق على الراغبين في استغلال حرية النشر للترويج للطائفية والعنف والتخلف. ان الطريقة غير المسوؤلة والبدائية التي تغطي بها الفضاءيات العراقية احداث العنف، بادخالها مشاهد العنف والدماء كعناصر ثابتة في تغطيتها اليومية للاحداث ، تساهم في تشويه النمو النفسي السليم لملايين الاطفال واليافعين وبهذا الخصوص نتوجه للمختصين بالتربية داعين الى ايلاء هذه المشكلة الاهتمام الذي تستحق.
من الذي يرتكب الأعمال الأرهابية في العراق؟ منذ احتلال العراق في التاسع من نيسان ظهرارهاب الدولة المنهارة، واجهزتها القمعية الى العلن بعد ان كان طيلة اربعة عقود سريا ومستترا، كان هذا الارهاب موجها الى الناس العراقيين بكافة طوائفهم لاخضاعهم كلية للانصياع لحكم البعث وصدام، و كان هذا الارهاب مؤلفا من اجهزة قوامها عراقيين من كافة الطوائف. وبعد فقدان البعث للسلطة وظفت هذه الاجهزة المتوارية عن الانظاركل طاقتها من اجل تنفيذ ماكان صدام قد وعد العراقيين به في منتصف السبعينات علنا ومن شاشات التلفزيون: من يفكر ان يستلم السلطة من حزب البعث يجب ان يعرف انه سيتسلم ارضا بلا شعب. ان هذه الافعال الاجرامية التي ترتكب الان في مناطق غالبيتها شبعية لا تدل اطلاقا على ان مرتكبيها من السنة فقط ولايمكن ان تتهم بها طائفة كاملة، لان من المنطقي جدا ان يوجه المتضررون من العمنلية السياسية ضرباتهم الى المناطق الشيعية لسببين : 1- احساسهم ان "الشيعة" هم من استولى على السلطة وهم المستفيدون الوحيدون من الواقع الجديد، وهو احساس غذته النزعات المتطرفة والطائفية لدى الاحزاب الطائفية الشيعية واقحامها المرجعية الشيعية في كل صغيرة وكبيرة وسيطرتها بالمليشيات على الشوارع ورفع صور رجال الدين في كل زاوية ومكان بالضد من رغبات وتوجيهات رجال الدين انفسهم ، وانبتته ورعته وحرصت على نموه الاحزاب الطائفية السنية التي حاولت استثمار هذا السعار الطائفي لتوليد ردود افعال تثمر عن ترشيحها ممثلا طائفيا للسنة. 2- بتوجية هذة الاعمال الاجرامية الى مناطق الشيعة يتوخى المجرمون الايحاء بان السنة كطائفة عازمون على ان يفرضوا سيطرتهم كطائفة. ان حقيقة وجود تحالف سلفي يحارب الشيعة كطائفة، ومن منطلق ديني تكفيري، يجب ان يتم التعامل معها بحجمها وبدون تضخيم، اذ ان هذا التيار مجرد رافد واحد من روافد الاجرام ،لكن نبع الاجرام والارهاب الذي مازال متدفقا ولم تصل له لااميركا ولا غيرها، هو تلك الالة البعثية العريقة في الاجرام، من مخابرات واجهزة امن مكونة من الشيعة والسنة وكافة طوائف الشعب العراقي، وهذه الآلة هي غير مئات الالاف من المواطنين الذين اجبروا على تاييد البعث والانتماء اليه بموجب قوانين وحشية صارمة كالمادة 200 من قانون العقوبات، ان هذه الآلة مازالت تملك المليارات التي نهبتها خلال اربعين سنة، اضافة الى ترسانة العراق من الاسلحة و المعدات والاموال التي استولت عليها خلال ثلائة اسابيع وقفت قوات الاحتلال خلالها تتفرج.
هل كانت دولة صدام دولة السنة؟ لاشك ان محاولة تصوير الصراع بين الشعب والبعث على انه صراع طائفي تصطدم بحقائق لايمكن القفز عليها ولا تجاهلها ، وقبل ان نعرض الحقائق من خلال الاسماء نطرح افتراضا السؤال التالي: لو ان السنة وليس الشيعة هم من قاطع العملية السياسية في بداية تاسيس الدولة العراقية عام 1921، واقتصرت المشاركة السياسية على الشيعة فقط هل تلام الطائفة الشيعية على كون معظم الوظائف العليا في الدولة ومناصب الجيش والشرطة مشغولة من قبل ابناء الطائفة الشيعية؟ سوف لن نجيب عن هذا السؤال ونتركة مفتوحا، واثقين من ان اي عراقي موضوعي سوف لن يحار في ايجاد الاجابة الصحيحة والمنطقية. ولما كان هدفنا ليس الدخول بمناقشات ومجادلات نظرية بل الانطلاق من الواقع كما هو، سنبتعد عن لغة الافتراضات لندخل مجال الواقع العملي ونتطرق الى قوام دولة البعث وكيف ان هذه الدولة لم تكن دولة السنة التي قمعت الشيعة كما يصوره البعض من الطائفيين فنقرأ الاتي: ان إستيزار اول وزير دفاع شيعي في العراق تم في زمن البعث وهو الفريق اول الركن سعدي طعمة الجبوري. *احد ضباط التحقيقات الجنائية في مديرية امن البصرة في السبعينيات الذي كان يصر على تخطي صلاحياته كضابط جنائية لصيد السياسيين من الشيوعيين والاسلاميين كان ابراهيم اللامي وكان شيعيا. * المزيد من الاسماء متواجده في الحكومة الحالية لن نذكرها الان الا في الوقت المناسب فهل ستجتثهم ما تسمى بهيئة اجتثاث البعث ؟؟؟ ام ستوجه التهم فقط لقائمة واحدة معينة ؟؟!! مجموعة من الاسماء المتنوعة .. في قيادات البعث ايام حكم صدام حسين وقبله: سعدون حمادي ويبقى التساؤل قائما:اذا كان البعثيون مرتكبو الجرائم من السنة هم من يرتكب هذه البشاعات فاين هم البعثيون مرتكبو الجرائم من الشيعة ومن بقية الطوائف؟ تحت اي العمائم اختفوا؟ وفي خفايا اي جلباب اخفوا ايديهم الملوثة بالحرام من دماء ومال العراقيين؟ انها ليست معركة سنة العراق ضد شيعة العراق اذن، بل معركة كل الخيرين الوطنيين من كافة الطوائف ضد كل الاشرار الطائفيين والمتخلفين من كافة الطوائف.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |