|
من الذاكرة القريبة .. المعاهدة العراقية البريطانية وعظائم تتكرر!
عبد الرزاق الحسني* "وفي 18 كانون الأول سنة 1927 اجتمع مجلس الوزراء ببغداد واتخذ هذا القرار: .... ان الحكومة العراقية لم تعترف بالمادة الثانية والعشرين من عهد عصبة الامم الباحثة عن الانتداب، ولا بأية صلة بينها وبين الحكومة البريطانية سوى صلة الصداقة المعبر عنها في المعاهدة الجديدة، ومع الاشارة الى تصريح الوفد البريطاني بقبول هذا الاساس، وسننشر الوثائق المتبادلة في هذا الشأن عند ورودها". وأرادت الحكومة العراقية ان تنشر بلاغا رسميا بمآل هذا القرار فتذكر فيه ان اعتراف العراق وتعهده في المادة السادسة من المعاهدة الجديدة (الثالثة) بتنفيذ عهد عصبة الأمم لا ينطويان على قبول الانتداب الذي تشير اليه المادة الـ (22) من عهد العصبة المذكورة، لان الوفد العراقي كان قد أبدى تحفظاً وافق عليه الوفد البريطاني فسلّم بأن لا رابطة تربط العراق ببريطانية غير رابطة التحالف، فما بلغ ذلك مسامع المعتمد السامي، وكان قد عاد الى بغداد، حتى احتج عليه بشدة مدعياً أن الوفد البريطاني الذي كان يرأسه هو، لم يقطع على نفسه هذا العهد بالشكل الذي يدعيه مجلس الوزراء، فما كان من وزير المالية ياسين الهاشمي ووزير الداخلية القائم بوكالة رئاسة الوزراء رشيد عالي الكيلاني الا أن قررا الاستقالة من منصبهما.(1) الهامش (1): ومما يذكر في هذا الصدد ان مفاوضات لندن لم تكد تصطدم بأول امر من أمور الخلاف الا وهاجمت جماعة من غزاة نجد احد المخافر العراقية في 6 تشرين الثاني 1927 فقتلت عشرين شخصا واستاقت عددا من الابل والأغنام فهل كان لهذا الاصطدام علاقة بهذه الاغارة؟ تقول جريدة الـ "ويستمنستر كازيت" في عددها الصادر في 22 كانون الأول سنة 1927: (ان السبب الأكبر في امضاء المعاهدة العراقية الجديدة في آخر لحظة يرجع حسب اعتقاد بعض الدوائر، الى ازدياد قوة الوهابيين على حدود العراق الجنوبية). قلنا: وقد جرب الانكليز غير مرة هذا الضرب من الإكراه السياسي، فقد حدث في شرقي الاردن، ما حدث في العراق، عندد تردد الأمير عبد الله في امضاء المعاهدة الاردنية – البريطانية. فقد زمجر الوهابيون على أبواب امارته، فلم يكن منه الا ان سارع الى الامضاء قبل ان يحصل له ما حصل لأبيه الملك حسين، حين رفض امضاء المعاهدة الحجازية – البريطانية، فقوضت القبائل النجدية ملكه، واستاقته الحكومة البريطانية الى "جزيرة قبرص" فلبث فيها معتقلا حتى وافاه أجله في مساء يوم 4 حزيران 1931.
* نقلا حرفيا عن: عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث، (بغداد، مطبعة دار الكتب، ط5، 1402/1982) ج2 ص178.
الرأي الآخر للدراسات – لندن
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |