|
الدكتور علاوي ...عفوا انها حرب معلنة
أحمد عبد العال الصكبان لا اعرف سبب الهجوم الاعلامي على تصريحات الدكتور اياد علاوي بأن العراق في حالة حرب اهليه غير معلنة وأن القتل العشوائي والذبح هو حرب اهلية. يصور البعض لنا الحرب الاهلية الغير معلنة التي تحدث عنها (ابو حمزة) هي من مزاعم بعض القنوات الفضائية التي( تفبرك) و(تمنتج) عمليات القتل والذبح على الهويه. فلم يحدث في أي يوم أن انفجرت شحنة ناسفة أو قنبلة موقوتة أو سيارة مفخخة في الشوارع أو علي الأرصفة, ولم تقم جحافل الزرقاوي بتاتا بإطلاق أي صواريخ أو قذائف علي المدن العراقية المسالمة, ولم يتم اعتقال أي عراقي معارض لسياسات الحكومة. فكل ما يحدث في العراق اليوم هو اطلاق العاب نارية بمناسبة عيد نوروز, وكذلك ابتهاجا بذبح اساتذة الجامعات العراقية اللذين لم يحصلوا على شهاداتهم من سوق مريدي فحق عليهم القصاص ومطاردة اطباء العراق وذبحهم لا وجود له في عراقنا. اما المفخخات التي تدوي في انحاء العراق فهي ليست عملا ارهابيا او تخريبيا وانما ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة. البعض يريدنا أن ننام نوما عميقا ولانخاف الحرب الاهليه في العراق, فحكومتنا لا تنام الليل, ليس بسبب مفخخات الزرقاوي او الذبح اليومي للابرياء , وإنما للحفاظ على الكراسي والمناصب والوزارات السياديه أي حرب اهليه في العراق ووزير الكهرباء وفر الشموع لكل مواطن للاحتفال باعياد ميلادهم بعد ان اعاد الكهرباء إلي كل مدينة وقرية وشارع وتفرغ من اجل متابعة ملف ولاده الحكومة الجديده المتعثرة, اي حرب اهلية نخشاها في العراق بعد ان انتشرت الموبايلات في جيوب العراقيين بعد ان خلت جيوبهم من الدولارات والدنانير وتربع نواب (شنهو وما عليه ولمن وشلون) علي مقاعد( مجلس النواب) و (المجلس الوطني) ليعبروا عن فرحة جياع الشعب العراقي بانجازات الحكومة العراقية في المجالات الامنيه والاقتصاديه وليطالبوا بتوزيع براميل النفط لابناء الشعب وليعبرو عن سعادة المواطن العراقي بانجازات حكومتنا في اعاده الامن والامان في البصره والرمادي وديالى وشارع حيفا وليطالبوا وبموافقه نائباتنا المحترمات بأعاده النساء لعصر الجاهلية الاولى عقابا لهن على تحملهم لظلم صدام وابنه الكسيح. لماذا تنشب الحرب الاهلية في العراق والدولارات اغرقت جيوب العراقيين والتي نثرتها حكومتنا المجيدة من عوائد النفط المهرب. سادتي إن مشكلتنا الأساسية مع المشككين بأن العراق ليس في حاله حرب اهلية هي اننا لانعرف في السياسة منطقة وسطى بين الحقيقة والمجامله فالمصارحه هي الخطوة الاولى لتفادي السقوط الى الهاويه وعندها لن ينفع الندم . فقد اصبحت الحقيقه خيالا والصدق كذبا ، وتلونت الأنهار بلون الدم ، وسكتت العصافير عن التغريد و احتلت الرصاصة التي تمزق حشاشة القلب مكان المنطق، وعمل حد السيف تقطيعا في أوصالنا . و يبدو أن البعض لا يشعر بحجم المخاطر الحقيقية الناجمة عن تطورات الوضع في العراق, فأنا اراها أكثر من الحرب الأهلية والتقسيم, لأن العراق قد يختفي ويضيع, حتي نمسي ونصبح فنقول كانت هناك دولة عرفناها في منطقتنا اسمها العراق, وسنقول تكالبت عليه كل المصائب حتي اختفي, فلم يعد بلد الديكتاتورية الصدامية, أو البلد الذي حكمه الخوف وتسلط عليه, ولم يعد بلد الحروب ثم الحصار الدولي, ولم يعد بلدا محتلا فقط, فلم تتغير كل المصائب السابقة, بل زاد عليها أنه صار بلدا للفوضي والإرهاب, فكل الشهوات للانتحار وقتل الأخ لأخيه والتمثيل بالجثث والذبح, وأنواع القتل البائدة, أعيدت إلي الذاكرة, وقد أنتجتها الأوضاع المؤسفة في العراق, وسمتها الأساسية التوحش وعودة الإنسان البدائي!! هل كان يتخيل أحد أن يتحول العراق بلد المياه العذبة والتمور والنفط والحب والخير من حكم الصنم صدام حسين إلي حكم الزرقاوي وتحاصر الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء, ومن المقابر الجماعية التي لا يسمع عنها أحد, إلي الجنازات العلنية بالصوت والصورة, وقتل الأطفال والشيوخ, والتمثيل بجثثهم,و الخطف والذبح. سادتي اننا نعيش وسط عالم يسوده الجبناء والمنافقون والضعفاء, الذين يرون في حالة الموت والانتحار ما يرضي نفوسهم الضعيفة أو خوفهم المرضي من المواجهة,إن مايجري على ارض العراق أكثر وطأة وتأثيرا من حروب ودماء الحربين العالميتين اللتين شهدهما العالم في القرن العشرين, لأن الحرب الحالية تدور في كل بيت, وليس في جبهات قتال, كما أن نتائجها غير معروفة.فالحروب التقليدية لها نهاية بالهزيمة أو النصر, ثم تستمر الحياة للمنتصر والمهزوم, لكن حروبنا ليس لها نهاية, لأنها تنتشر داخل أجسامنا, وسوف تقتلنا جميعا, فهل أفلس الإنسان المعاصر ورفض الحياة ودخل مرحلة أن يقتل نفسه والحياة معا أم أن اليأس والسأم قد أدخل الحياة في مرحلة العيش مع الدم والقتل, في هذا المشهد الدامي لا أملك إجابة, لأن المشهد الحالي يمنع التفكير. سادتي وأنتم تقرأون هذه الكلمات تذكروا بأن وطننا يذبح وشعبنا يقتل واطفالنا في بطون امهاتهم ييتمون وساستنا ياسادتي يتصارعون على المناصب والغنائم ويساومون المواطن العراقي بحفنه دولارات سرقت من مال الدوله. ختاما اذكر المشككين بأن هناك حرب اهلية غير معلنه بنصيحة الحكيم كونفوشيوس احد الامراء الصينيين عن أهم ثلاثة عناصر ضرورية للحكم ، فقال لــه :"كفاية من غــذاء ، كفاية من الجنــــــد،شـــعب واثــق " فسأله الأمير : أيهما يمكن الإستغناء عنه ؟ فقال الحكيم : الجنــد أولآ ، الطعـــام ثانيــآ .. ثم أضاف : لكنني لا أنصح بالإستغناء عن ثقة الشعب ، فبدونها لا تستطيع حكومة أن تقوم. اتمنى سادتي ان لانفقد ثقة الشعب.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |