السر الحقيقي وراء مباحثات أيران - امريكا بشأن العراق

محمد حسين حسن العبودي

albasrii@yahoo.com

من المؤكد أني لا اعلم الغيب وليس لي صديق قريب من طاولة المباحثات كي اعرف سر هذه المباحثات.

ولكن دعني أطلاق العنان لفكري وأحُكّم عَقلي بمعرفة مشكلة العراق الامنية وهل لايران فعلا اليد الطولى او انهم وراء اعمال العنف من مفخخات وتفجيرات يومية .

في بداية حكومة الدكتور علاوي المثيرة للجدل طرحَ وزير الدفاع الشعلان أتهامات الى ايران بانها تصدر الارهاب وتسلح الجماعات ضد امن العراق . وفي الحقيقية كانت الاتهامات الموجهة ضد ايران لا اتحمل اي دليل عقلاني وانها مجرد مزايدة من قبل شخص الشعلان لطلب ود الجهات العليا . وقد قيل له ان يقدم اي دليل ملموس عن وجود اسلحة قادمة من ايران او وجود قادمين لاجل زعزعة النظام .

ومع تولي الاحزاب الشيعية زمام السلطة عبر الانتخابات وكل العراقيين يعرفون مدى العلاقات الوثيقة بين الاحزاب الشيعية وايران ومن مصلحة ايران ان تسيطر الحكومة على المللف الامني والعسكري في بلد يعاني من تدهو امني . وليس من مصلحة ايران ان تضرب الامن العراقي الذي تسعى حكومة الجعفري ومن وراءه الاتلاف الموحد فرضه كي لا تسقط الحكومة .

والولايات المتحدة تعلم وهي الاخرى لم تستطع اثبات اي دليل على تدخل ايران في شؤون العراق او اي دعم للجماعات التي تمارس الارهاب اليومي بحق الشعب والتي تسعى الى اسقاط الحكومة العراقية من خلال الملف الامني . ولو كان هناك اي دليل على تورط ايراني مع الجماعات الارهابية في العراق لكن ذالك مبرر لامريكا كي تصدر قرار ضد ايران بحجة الارهاب في العراق .

اذاً لماذا دعت امريكا ايران الى مفاوضات تخص الشان العراقي ؟؟

ولماذا الان ؟؟ وكي يتم فهم ذالك الامر ؟؟

في البداية يجب ان نعبر عقدة الحساسية ضد أيران وننظر لها كما هي فعلا . ثمت ان العمليات الارهابية في العراق معروفة ومعروفا لدينا الجهة التي تقوم بها ولماذا تقوم بها كما ان الادراة الامريكية تعرف ذالك جيدا .

العراق عبر نظرة في الخارطة الجغرافية يعتبر قلب العالم ومفتاح الربط نحو الشرق الاوسط والخليج

وفي خارطة الصراع الاسرائيلي العربي الاسلامي يعتبر النقطة المقابلة لهذه المعادلة في الصراع بين المعسكرين . ان الصهاينة يدركون جيدا ان الشيعة كشعب وكنظام في اي بقعة على الارض لن يعترفوا ولن يهادنوا ولن يقبلوا بنظام اقيم على ارض مغصوبة وشعب مشرد من ارضه ولن ياتي اليوم الذي تعترف به اي دولة اسلامية شيعية بالكيان الصهيوني .

والقلق الاسرائيلي من ان يتحول العراق الى دولة شيعية اصبح معروف وشائع لدى الكثير ، فهل يعقل ان المباحثات التي تجري بين الايرانيين وبين الامريكان بشان العراق تصب بشان هذه النقطة الحساسة والتي يريد الامريكان من خلالها اخذ ضمانات موثقة بان العراق لن يدخل في معادلة الصراع الاسرائيلي الاسلامي الذي تتزعم ايران جبهته . وفي الحقيقية هذا هو السر الذي لايريد الامريكان كشفه قبل حصول نتائج مضمونة . كان ذالك المحور الاساس الذي سوف تدور حوله المباحثات السرية .

أما ان الكثيريين من الساسة العرب ووسائل الاعلام تحاول ان تصور المباحثات بينهم على انها بشأن تورط ايران في الارهاب اليومي الذي يجتاح العراق فهو هلوسة مرضى الحمى ومع الاسف ان العقدة الايرانية اصعب على العرب من عبورها بسلام . وسوف تكشف الايام صحة قولي

 

ملاحظة ان العداء الشيعي اتجاه الدولة الغاصبة لارض فلسطين لا يرتبط بتغيير موقف من قبل اي سياسي، اي ان السياسي سوف يسقط بالقاضية اذا فكر في اجتياز قانون تحريمي يحظر اي علاقات او تعاون مع اسرائيل وباي شكل من الاشكال .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com