أين سبيل الى عدم نشوب الحرب الأهلية؟

 

محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

الممارسات السيئة والأجرامية للحزب البعث والدكتاتور صدام حسين كثيرة ومقززة بحق الشعب العراقي لسنا بصدد ذكرها ،ولكن نبغي تسليط الضوء على مأساة شعبنا بعد تغير النظام البعث الفاشي ، لأقامة نظام ديمقراطي أو الأنتقال الى مرحلة جديدة هي عهد الديمقراطيةالتي تعيد لأبنائه كامل حقوقه وحرياته بعيدعن الرعب والخوف والدكتاتورية ، ولينعم الشعب بالأمن والأمان ، للأسف الشديد خيبة الأمال الشعب العراقي رغم سقوط الطاغية وحكمه البغيض ، وعلى ما يبدوا تتجه في مسيرتها الى تكرار نفس الممارسات التي مارسها الحزب البعث ، ولكن هذه المرة بطريقة الجديدة إلا هي بأستمرار عمليات الأرهابية التي تستهدف المواطنين الأبرياء والتي تقوم بها عصابات البعث وأجهزة الأمنية للنظام البائد الذين منتشرين بين الأحزاب الدينية بعد أن خلعوا ملابسهم الزيتونية وأطالوا لحاهم أو تأسيس أحزاب وتنظيمات سياسية كارتونية لتحقيق أهدافهم .

 منذ سقوط النظام البعث تسعي أعداء شعبنا بكل ما أوتيت من قدرة لزرع الفرقة والشقاق في صفوف أبناء شعبنا ، وتروج له أعداء الديمقراطية والفيدرالية داخل العراق ، والعملاء الدول الجوارفقد قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة لينفدوا الأرادة أسيادهم ، ووسائل الأعلام العربية وغير العربية المشبوهة حيث تصعد حملتها المسعورة ، ويواصلون دق طبول الحرب الأهلية مستغلين الجرائم البشعة التي ترتكبها فلول البعث وحلفائهم من قتل الأبرياء على الهوية الطائفية ، بعد أن تسلل هذه العناصر الى صفوف الأحزاب الدينية وتوزعت بين صفوفهم حسب الطائفية ، وأصبحوا أعضاء نشطين في الأحزاب الأسلامية ، ويسرحون ويمرحون بحرية وتتسابق عليهم الفضائيات العربية والأسلامية لأثارة الفتنة والفرقة  وبث سموم الطائفية والعنصرية المقيتة ، بدلاً من تقديم هولاء المجرمين الى المحاكم لينالوا جزائهم العادل على ما أقترفت أياديهم الأثيمة من جرائم بحق الشعب العراقي .

 حينما يتحدث البعض عن الحرب الأهلية قادمة في العراق يراد بهذا المفهوم التغطية على مشاريع القتل والتدمير والمنفذة من قبل حثالات بائسين لدى جهات متصارعة في الساحة السياسية العراقية ، لأستغلالهم الفراغ الأمني والسياسي ، وكأن أصبح العراق لعبة بيد هولاء قارعي طبول الحرب ويتحكمون برقاب الفرد العراقي كما كانوا يفعلونه أيام النظام البعث ، وتزايد المزاعم وكلا من جانبه وكثرة أدعاءات التعصب ،  وأرتفاع أصوات الباطل التي تريد إشاعة إجواء طائفية في تمزيق لحمة العراقيين، وأنبرت الأقلام متنبئة بحرب أهلية لزعزعة التعايش السلمي والأخوي بين اطياف الشعب العراقي ، وتبادل الأتهامات العدوانية بين دخلاء على المذهبين لأستدراج أبناء الطائفتين (السنية والشيعية) الأقتتال لأسباب المذهبية ،لأن هناك وجود مخطط فعلي لأستغلال فطرة المواطن البسيط وتخدير عقله لزرع بذور الفتنة الطائفية في العراق للوصول الى أهداف خبيثة وخسيسة ، كل هذا من الأساليب تصب في مصلحة دعاة الحرب الأهلية ، وأعداء الشعب العر اقي .

 

 عودة وتكملة موضوع أين سبيل الى عدم نشوب الحرب الأهلية ؟

الشعب العراقي (والمثقفين بشكل الخاص ) يتحمل مسؤولية الكبرى والمهمة التأريخية في هذه الظرف العصيبة يجب أن يقف أمام هذه العاصفة ، ، لأن أندلاع الحرب الأهلية بين طوائف لم تستفيد شيئاً ولم تحصل سوى الندم والألم والفساد وأزهاق الأرواح البريئة وتتعطل مسارات حياة  وسيجعل أبناء شعبنا ولعقود طويلة يجتدون ويلاتها وأثارها ،أذن لا يسمح لمثل هولاء أن يحرقوا أرض العراق الطاهر ، وعدم أفساح المجال لهم لأشعال الحرب الأهلية بين أطياف أبنائه ، كما يريدها البعض من السياسين العراقيين والدول الأقليمية ، وسحق كل من يريد يشعل حرب الطائفية وغلق الباب بوجهه منذ بداية ، والى بذل مزيد من الجهود لمحاصرة بث الفتنة والفرقة بين أبناء شعبنا وفضح نواياهم الخبيثة .

 لقد آن الأوان  بالعمل المشترك بين مكونات الشعب العراقي بالسرعة الممكنة وقواه الوطنية الى التأخي والتعايش السلمي بينهم وقبول الرأي الأخرأن يجعل من التسامح والتصالح بينهم للهدف الرئيسي بناء المجتمع المدني الديمقراطي الفيدرالي ، ولترك الشعارات القومية والطائفية والمذهبية جانباً لتفويت الفرصة علىالعابثين والمخربين من البعثيين وأذناب النظام البائد الذين منتشرين بين الأحزاب الأسلامية والطامعين من الخارج ، لكي نؤكد للعالم أن ما تجري في العراق ليس حرباً أهلية كما يتوهم البعض بل هي الصراع بين زمرة الأرهابين من فلول البعث وحلفائهم الوافدين من الخارج البلاد وبين الشعب العراقي  .

 وأخيراً على كافة الأحزاب السياسية والقوى العراقية والشخصيات الوطنية بما أن هدفكم واحد وعدوكم مشترك عليكم التكاتف والتعاون والتأخي في سبيل العراق الديمقراطي الفيدرالي لكي تقضون على الشرذمة البعث الساقط ومن مخلفات وأفرازات المرحلة النظام السابق . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com