|
في ألعراق .. ألساسة العراقيّون اين يكمن الخطأ؟ المهندسة ليلى البحراني الكتل السياسية في العراق ..كلُّ’ يبكي على ليلاه .. وليلى في العراق تصرخ..واعراقاه..ألا من ناصرِ ِ ينصرني ؟ ..ألا من مغيثِ ِ يغيثني ؟..ألا من طبيبِ ِ يداويني ؟..جراحات الأسى تمزّقني .. هكذا اصبح حالنا في العراق ..كتلِ ٌ.. واطيافٌ...ورجال ٌ.. محصّنين يعيشون في غرفِ ِ من استبرقِ ِ وحرير.. تحوطهم مزارع’ خضراء ..لايصيبهم حر ٌٌ .. ولا برد.. لا يمسّهم سوء.. ولا عذاب ..إنّهم يتبارزون فيما بينهم ..بسيوفهم الكلاميّه..كلّهم يريد ان يصيب الهدف .. وكلّهم يريد ان يفوز ..وكلّهم يريد ان يكون زعيما".. وما من أحدِ ِ يصفّق لهم لانّ الواحد منهم لا يريد أن يكلف نفسه عناء النظرِ الى الوراء..وما يجري خلف أسوار ألمنطقة الخضراء.. حيثُ بلغ السيل الزُبا.. نعم إنّهم في قصورهم ينعمون ..أيام‘‘ ولياليِِِ ِِ ِ وأسابيع وأشهر يقضون لأجل ان يصوغوا ثلاث أو أربع جملِِ ِ تحمل ألأطر ألسياسية المستقبليّة للعراق .. ويستمرّ ُ الجدل حول هذه الجمل. هل هي حكومة وحده وطنيّة ؟ ام وحده وطنيّة توافقيّة ؟ او حكومة استحقاق انتخابي ؟ . . سئمنا وسئم العالم منّا .. أصبح آلواحد منّا لايدري ماهو آلمفيد من هذه الجمل وما هو المضر .. وأيّ واحدة منها ستوقف شلالات الدم الّتي حوّلت الشارع العراقي كمرآة" تعكس’ قطعة" من عذاباتِ جهنّم. ثلاثة أشهرِ ِِ من ألأجتماعات وآلزيارات الماروتونيّة وآلعراقييون يترقّبون بفارغ الصبر أيّ من الجمل الثلاث المفيدة سيحُكمون بها ؟ وتنقذهم من رعب وشبح الموت الذي يهددهم كلِ ِ لحظة .. ثلاثة أشهر من ألأجتماعات وآلجلسات وآلعراقييون يترقّبون ولادة هذه الحكومة وعيونهم تراقب ظهور الدخان الأبيض يخرج من عنق الزجاجة يزفُّ لهم بشرى تشكيل الحكومة المرتقبة وبسبب تأخرها زادت مشاكلنا وآستغلّ عدوّنا منافذ ضعفنا وحتّى هذه الّلحظة لايبدو هناك املِ ِبالأفق يلوح لظهور معجرة" تشكيل هذه الحكومة . مشاكلكم أيّها الساسة العراقيون باتت مكشوفة" على العلن ..وكما قال الأمام (ع) (لقد ملأتم قلبي قيحا"...) ألداني وآلقاصي .. وآلمحب وآلعدو .. كلُّ يتكلم على طريقتهِ عنكم .. يحزُّ في قلوبنا ان يصل الحال بكم الى هذا الشكل ..ولكن عذرا". .أنتم من تهافتم على هذه الأدوار..وأنتم من ربطتم مصيركم وراء المجهول على غير هدى ..وأنتم من وقفتم على الحدود العراقية حينما سقط آلصنم تلتمسون آلدخول ألى أراضيكم بأوامر امريكية ..شيءٌ يحزُّ في قلوبنا ونحن نرى آلنفق الذي دخلتموه كان مظلما" ولازال مظلما" ...ألسبب لأنّكم دخلتم آلعراق بحقائب فارغة من آلثقل السياسي وأمتداداته الداخليّة وآلخارجيّة ..فأيام آلمعارضة أنتهجتم سياسة آلأنزواء أمام الواقع ألاقليمي وآلعربي وآلدولي وآثارها تُلمس ألآن من خلال صعوبة آلتعاطي في مواجهتكم للعراقيل الداخليّة وآلخارجيّة . هذا جانب. ألجانب ألآخر إنّكم طيلة خمسة وثلاثين عاما" من ألمعارضة إستطعتم ان تحشّدوا وتكسبوا ألشارع ألعراقي لكنكم أفتقرتم إلى وضع آلخطط ودراسة ألأحتمالات وآلمتغيّرات الّتي يمكن ان تحدث.. إضافة" الى إنّكم كنتم على درايةِ ِ بأنّ ألأدارة ألأمريكية عازمة" على تغيير آلنظام آلفاشي منذ عام 1998 ضمن قانون تحرير آلعراق . وآلكثير منكم ذهب مهرولا" يصافح مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا حينها ... ثمّ توالت آلأعوام لِتؤكد وقوع آلحرب برضاكم أو عدم رضاكم . كانت آلحرب وسقوط آلنظام بمثابة آلزلزال آلذي هزّ الكون برمّته.لكن أنتم رغم ذلك بقيتم تحملون على ظهوركم محتويات حقائب آلمعارضة وشكليّاتها بآلتعاطي مع آلمتغيّرات آلرهيبة......للأسف كان لابدّ من وضع خطّة عمل مشتركة تشترك فيها جميع آلكتل قبل آلغزو تُطرح من خلالها جميع آلمشاريع و يناقش عندها كلّ آلتوقعات وآلأحتمالات وبألمقابل كان يجب ان تكون هذه الفصا ئل على بيّنة من طبيعة آلمشروع آلأمريكي وآلأطارات ألّتي سيٍعمل بها في آلعراق لا أن تحملوا أسفاركم على غير هدى ويضيع جُهد آلسنين آلعجاف ألّتي كلّفتكم آلاف آلضحايا .لكن يبدو انّ رجال العراق الجدد جعلوا ألاساس في سياساتهم ألراهنة مُعتمِدة على بيانات مؤ تمرات آلمعارضة آلعراقيّة لعام 1992 في صلاح ألدين و عام 2003 المُنعقد في لندن بحضور ألمندوب ألامريكي زلماي خليل زاده وآلذي هدد بتعيين حاكم مدني عسكري إن لم ينتهي آلمؤتمرالى إتّفاق ممّا آضطرّ ألمشاركين الأعتماد على أسلوب ألحصص و آلنسب ألمئوية الّتي فتحت آلباب واسعا" بإقرار منهج ألطائفيّة وآلعنصريّة وآلقوميّة حينها أُثير جدلٌ ساخن لاتزال نيرانه مستعرّة حتى هذه اللّحضة . الخطء ألمـتواتر ألآخر منذ تلك آلمؤتمرات هو مسألة آلفيدراليّة حيث أُقرّت في مؤتمر لندن وقد تبنّت أمريكا هذا آلطرح آلكردي لسببين اوّلهما تحجيم ألنفوذ آلشيعي من ألسيطرة آلكاملة للبلاد ثمّ طمأنة آلمخاوف آلتركيّة من إنفصال ألاكراد ألّتي تعتبره تركيا خطّا" أحمر . وبما أن حضور مؤ تمر لندن لم يمثّل سوى ستّة فصائل وتغيّب عنه حزب ألدعوة ألاسلامية وحزب ألبعث ألجناح ألمناويء للنظام وآلحزب ألشيوعي وأنسحاب الحزب ألاسلامي بقيادة أياد ألسامرائي لذا أدّى هذا ألتغيب وعدم ألاتفاق بين الحاضرين ادى إلى خلق أجواء عدم ألتفاهم بين آلكتل في كل مسلسلات إجتماعاتهم أللاحقة ممّا يُعقد وضع آلحلول امام ألمشاكل . صحيح إنّ آلمحتل يحاول أن يمسك ويسيطر بكلّ ِ ماأوتي من قوّة .لكن لايعني ذلك إننا نلغي قدراتنا وكفاءاتنا خاصة" وإنّ غالبية الكتل آلسياسية ألعراقية صُنّفت ضمن مجاميع التكنوقراط وهذا يقتضي أن لاتُسّير بأملاءآت أمريكيّة في كلّ شيء و يُعتّم عليها كلّ شيء فنموذج فرض إنشاء مجلس آلحكم ألمشؤم بخيار آلحاكم آلمدني بول بريمر وبدون أيّ إعتراض عراقي مثّل أللبنة ألأولى للتناحرات ألطائفيّة وآلعرقيّة في ألعراق ألجديد . وقد فشل فشلا" ذريعا"وبعدها فشلت كلّ السياسات ألّتي بُنيت على منهج آلمحاصصة وآلقوائم وآلكتل ممتدّة"من هذا آلمجلس. كما إنّ إقرار ألفيدرالية للشما ل وآلجنوب في هذا ألوقت تّعتبر من ألاخطاء الفادحة وكان من آلممكن تطبيقها على اساس إداري لاسيا سي لفترةِ ِ مُعيّنة حتّى تسوّى ألامور. نعم ألآن كلّكم مسؤلون عن ما آلت إلية آلأوضاع من حطامِ ِ ودمار , سنّة" وشيعة" وأكرادا" مادمتم تشتركون كلّكم بمفهوم دائرة ألمصالح ألضيّقة وعدم محاولة خروجكم منها , أمّا ألأكراد ألذين يُحاطون بخصوصيّة معيّنة ودعم‘ امريكي متميّز منذ عام 1992 فهم لايشكرون آلنعم أبدا" فيفترض ان يكونوا جُزءا" من ألحل وليس جزءا" من ألمشكلة (كما ورد على لسان ألسيد عمر موسى) لا ان يحاولوا ألاستحواذ على كلِّ آلأوراق ألعربيّة منها وآلكرديّة وبهذا فهم يتحملون الجزء ألاكبر في هذه آلمسؤليّة و ما وصل إليه آلعراق. كما إن هناك شي ء من ألازدواجية في المباديء وآلقيم من قبل ساسة آلعراق مابين أيام ألمعارضة وبيانات مؤتمراتها ومابين وصولهم الى سدّة آلحكم ألحقيقي , ففي آلفقرة ألرابعة لبيان مؤتمر لندن عام 2002 أجمعوا على رفض أيّ صيغة من صيغ الاحتلال أو ألحكم ألعسكري أو الوصاية. ألأن وبعد ثلاث سنوات من آلوجود ألامريكي لايدري ألشعب ألعراقي ماذا يُسمّي هذا آلوجود هل هو إحتلال أم حُكم عسكريّ أو وصاية أمريكيّة ؟؟؟؟ ألجواب عند أصحاب آلقرار.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |