|
الرفض ليس له مكان في عراقنا أحمد عبدالعال ألصكبان في عراق اليوم تزداد تكاليف حريتنا بيد ان العراق يضيق اليوم بشعبة.. بحثنا فلم نجد سوى أن شعار "المواطنة المتساوية " كانت مجرد حروف أقحمت في الدستور على حين غرة.. يوم جلس من ادعوا بأنهم مرسلين من السماء يتصارعون حول اصول التشريع ويختلفون حول نصوص الحكم. حينها كان العراقيين يبحثون عن وطن للمساواة، إلا ان البعض ذهبوا بنا خلف أتراس الموت ..!! ليخلو لهم عقد اتفاقات المحاصصة الطائفية وتغييب المواطنة العراقية، حينها اتفق البعض من ساستنا حول " تفاصيل الحاكم" وتركوا الوطن بعيدا عن كل الأشياء. وتركونا نحن المواطنين المغلوب على امرنا نتسائل "على ما كانوا يتصارعون إذن؟!". وفي كل محفل من شأنه العمل على تذكيرنا بالحرية والديمقراطية الموعودة – مازال يحلو لهذا البعض سماع رنة التصفيق المهلكة ليقول : "اشكرونا؛ إذ ما زلنا نمنحكم حق الحياة ..!!". الحمد لله العلي العظيم، فمازال هناك حق، يقال !!، أنه لنا ..!! في وطن أممت تفاصيله، ووزعت ثروته، بين القلة القليلة، وورثت كراسيه، لعدد من اللذين ظنوا انهم مبعثين من السماء ليكونوا اوصياء على العراق. قلة قليلة لانعلم من خولهم امتلاك مستقبلنا ومستقبل بلادنا واجيالنا يجتمعون، وكيفما تكون أمزجتهم، يرسمون لنا خارطة الموت المقُنن..!! بينما أصبح محتما على أكثر من ستة وعشرين مليون مواطن "عراقي" تقبل فرماناتهم القادمة من "عليين" . سادتي نحن المعنيون بدفع فاتورة صراعاتهم وفاتورة بقائهم في مقامهم العالي وكراسيهم التى اعتلوها من غيرنا سادتي ؟؟ بالله عليكم سيسدد تلك الفواتير؟! هكذا، حكم علينا البعض بأن نستمر كفئران تجارب أليفة، لا مفر لها من الموت، ويبقى العراق حقل تجارب ليس له حق الرفض لما يخططون له. يطالبنا البعض بأن نسكت ونسير على الطريق المرسوم وكيفما كانت العواقب، فإنها لن تكون أسوأ مما هي عليه الآن او كانت، أو مما تتجه إليه بعد سنوات..!! البعض يطالبنا ان نصمت عن تعريه الفساد والمفسدين يطالبوننا بالصمت وعدم نشرغسيل الإنتهازيين القذر على حبال وادي الرافدين، لتعرية كل من يحاول قتل العراق والعراقيين. الناعقون من الانتهازيين من من كانوا أكلين من فتات موائد صدام وتحولوا اليوم بعد ان انتهى دورهم وكانت رقبتهم قاب قوسين وادنى من سيف الطاغيه الضارب الى زعماء ومناضلين وتناسوا كيف كانوا يتراقصون على جراح الشعب العراقي وصرخات اغتصاب العراقيات يطالبوننا بأن نصمت ولا نهز عروش المبعثين الجدد وكشف حقائقهم وتأريخهم للشعب المحكوم عليه بالموت بحبال الحريه الموعودة. يطالبنا البعض ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل واستهلكهم النفاق حتى اخر قطرة حياء تبقى عليهم بعدم الاعتراض إذ يقدمون قرابينهم قائلين: "ليس ثمة ما يدعونا إلى الرفض..!! فكل شيء في العراق على مايرام، وإنما العطب على أعيننا نحن المعدمين من العراقيين". هكذا تسود الحقائق، وهكذا يريدون خلاص وطن موحل بالفساد..!!وكما أنه الحق الذي يجب أن يقال، فإنه أيضا الحق الذي أريد به باطل ...!! حتى إذا ما قررنا – ذات يوم - استخدام الرفض القابع في حناجرنا منذ أمد.. سنجد أن الرصاصة التي دفعنا ثمنها لحمايتنا، هي الآن مستعدة لتخليصنا من التفكير بالرفض ..!! وفي كل الأحوال إن متنا، فلن يسأل عن موتنا أحد. !! يقولون : علينا كمواطنين من " الطبقة المحكومة" أن نتقبل بكل شجاعة دفع فاتورة استحقاقاتهم والدفاع عن بقائهم في سدة الحكم ..إذ حينما تصيبنا الرصاصة القاتلة دفاعا عن هذا الاستحقاق ، نكون حينها شهداء الدفاع عن المرسلين الجدد لاستعبادنا بأسم الحرية والديمقراطية .. سادتي هذه هي معادلة المواطنة الممنوحة لنا في عصر الحرية والديمقراطية في وطن سلبت منا فيه كرامتنا، وماتت فيه عزتنا، وتخلفت فيه الحكمة.. ياسادتي.....نحن نصرخ بصوت العراقيين المغيبين،لنرفض وليستفيق النأئمين، وإلا فإنهم بسكوتهم سوف يمهدون السبيل لظهور صدام آخر بمواصفات عولميه، وحينها ستكون الصحوة مؤلمة عندما يكتشف العراقيين أن ما حدث ليس سوى استبدال (صدام) ببديله المعولم.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |