في ذكرى البارزاني الخالد ومقولته الحكيمة .. هذا النفط اللعين

احمد رشيد خانقيني

dawdi2007nadim@gmail.com

قبل ربع قرن ونيف عندما كانت القيادة الكوردية الحكيمة آنذاك تخوض مع أبناءها البررة من المقاتلين أشرس معارك الشرف والوجود. في مواجهة أعداءهم التقليديون الذين كانوا يستميتون بكل الوسائل والسبل الملتوية. من أجل محو الكورد. وعدم الإعتراف بوجودهم في العراق،من خلال شنهم لحملات الإبادة والتطهير العرقي في طمس هوية كوردستان وشعبها المكافح. وبعد فشل كل تلك الحملات العسكرية واستنفاذ كل الوسائل القمعية التي نفذوها بحق الكورد وأرضه كوردستان. تضطر الحكومات العراقية السابقة مرغمة في طلب الهدنة،والجلوس على طاولة المفاوضات للتباحث مع القيادة الكوردية. وكانت القيادة الكوردية المتمثلة برئيسها البارزاني الخالد آنذاك تستجيب لدعوة الحكومات السابقة ولكل الدعوات السلمية التي تحل المشكلة الكوردية المستعصية، لذا كان البارزاني يدخل بكل صدق وحرص وبجدية مقاتل صبور في أكثر الجلسات التي كانت تجرى مع وفود الحكومة في سبيل حقن الدماء ولكي يصان السلام. من منطلق تعزيز الأخوة العربية الكوردية. وللاسف بعكس القيادة الكوردية كانت تهدف الحكومة البعثية المتفاوضة آنذاك تهدف الى كسب الوقت والمراوغة،  وتبيت للكود والقيادة نيات سيئة وخبيثة وغير صادقة وكانوا يتصورون بانهم سيقضون على الكورد في غضون شهور أو سنوات عند كسبهم الوقت في اطالة أمد الحروب وفترات المفاوضات. ومن أخبث خططهم كانت خطة تصفية الكورد وقيادته آنذاك. من قبل نظام البعث البائد والمتمثل بنائبه المهزوم صدام الذي أراد  في عام 1970أن يخدع القيادة الكوردية أثناء توقيعه على بيان آذارالتاريخي. وتصور بان سوف يقضي على الكورد والقيادة بعد اطالته لأمد تطبيق بنود البيان. ومن خلال تدبيره للعديد من المؤمرات وخطط الإغتيال، والتي تجلت في تنفيذ عملية اغتيال البارزاني الخالد عن طريق إرسال عدد من رجال الأمن العامة في هيئة علماء الدين الى مقر البارزاني الخالد عام 1971. والعديد من الخطط الفاشلة الأخرى التي أودت في النهاية الى سقوط النظام نفسه في مستنقع المذلة في يوم اندحاره المشهود يوم 9 نيسان وتسليمه بغداد الى أسياده الأمريكان. ولماذا أطلق الخالد البارزاني مقولته هذا النفط اللعين أنه وفي أحدى الجولات التي جمعت القيادة مع الوفد المفاوض. والتي تعثرت في الوصول الى حل نهائي وبسبب قضية كركوك وعائداتها من النفط ولمشاكل المناطق المحتوية لآبار النفط. وكانت كلما اقتربت المشكلة نحو الحل عادت المباحثات الى نقطة البداية، بسبب مشكلة مناطق النفط وأطماع العالم. وبسببه كانت المشكلة الرئيسية تتعقد وتدخل جولات الحوار في نفق مظلم.واثر تلك الأطماع أطلق الخالد البارزاني مقولته الحكيمة على النفط هذا النفط اللعين. هذا النفط الذي أعمى بصيرة العالم عن قضيتنا العادلة. حقا لولا المطامع الأجنبية ومطامع بعض دول الجوار لحسمت مشكلة الكورد منذ قرون. وللاسف لا الكورد استفادو في العراق من هذا الذهب الأسود المشؤوم، ولا العرب والتركمان. هذا العراق الغني بثراوته النفطية لم يستطع رغم تصديرة يوميا لاربعة الى خمسة ملايين برميل في زمن النظام البائد،من تأمين الحياة الحرة الكريمة لابناء الشعب،ولا الرفاهية التي فقدتها ابناءها منذ قرون. لا أدري ولا أتذكر بانَ يوماً سعيداً قدعرفته أبناء هذا الشعب المغدور. أتذكرفقط بان الناس كانوا في فقر مدقع في العهد الملكي والجمهوري وأغلب العوائل الفقيرة كانوا يتضورون من الجوع والفاقه. وكانت أكثر شوارع العاصمة والمدن الأخرى تعج بأفواج المتسولين والمعدمين.لا أدري أية بحبوحة عاشوها أبناء الشعب العراقي في تلك العهود، باستثناء فترة الزعيم الراحل نصير الفقراء المرحوم عبد الكريم قاسم.هذا العراق الغني بآبار نفطة من الجنوب والوسط حتى لأقليمه الكوردستاني. نعم هذا النفط اللعين الذي أذاق الشعب كل مذاق العلقم والحروب والدمار. بعكس نفط العالم ونفط دول الخليج الذين أنعم الله عليهم برجال أمناء الذين يأكلون ويكتفون، ويعطون  بسخاء لشعبهم. الذين يدخرون به يبنون مستقبلهم ويعمرون بلادهم. رجال حباهم الله  بحب الحياة والناس، والسعي نحو السلم والبناء. وكره الحروب والخراب. بعكس مهزوم  السراديب الذي بدد ثراوات الشعب في حروبه الخاسرة، والمكلفة للكثير من الدماء واعاقة عجلة التقدم. فأي مجنونٍ هذا الذي سمى نفسه ببطل التحرير القومي في هذا العالم المتحضر. المؤمنن بالحروب واقتناء السيوف، وأدوات الذبح، وتبديد أموال النفط في بناء مصانع من أجل قتل الشعب. هذا الذي ساوم الكورد على النفط وأدخل البلادَ في منتصف السبيعينيات من القرن الماضي في حرب استنزاف مع الكورد والتي راحت ضحيتها أكثر من 60 ألف قتيل من أبناء الشعبالعراقي. ومن ثم استسلامه لشروط الشاه المقبور وتنازله من نصف شط العرب وشروط سرية غير معلنة وبعد خمسة أعوام من اتفاقه مع الشاه يشن الحرب على جارته المسلمة إيران في حرب ضروس لثمان سنوات دون نتيجة منطقية غير الضحايا والكوراث على البلدين وتأخيره من كل النواحي.وهو الآن في سجنه يدعى الصلاح والتقوى هذا الظالم الذي أعدم ووقع بقلمه على إعدام الملايين من الأبرياء، ومنهم من أعدم بتهمة حزب الدعوة وولائهم لايران. وإعدام العديد من إخواننا التركمان الشيعة في محلة تسعين بكركوك. وقتله لرجال الدين من الأخوة المسيحيين  في مانكيش وشقلاوة  فأي قائد هذا الذي أبتلى به الشعب العراقي،و الذي خرب العراق من أجل انتصاراته الزائفة. ومن أجل بقاء دولة قريته المتخلفة، الذي عمّر عوجته وهّدم حاضرته بغداد. وكان في إعتقاده بانه سيخلد جيلا بعد جيل في حكمه والى الأبد.  كنا نّود لو أنعمنا الله بحاكم ورئيس في حكمة رجال الدولة الحكماء الذين خلدتهم صفحات أعمالهم لبلدهم بأحرفٍ من نور. وليس مئات الضحايا من المقابر الجماعية، وملايين من الأرامل والأطفال المحرومين من نعمة حنان الآباء المغيبين بلا أثر. وحقا إنه نفط لعين الذي أمّمه النظام المقبور من أجل نزواته الشريرة، ولحساب اركانه المهزومة. هذا النفط اللعين الذي سرق السعادة من قلوبنا،والبسمةمن شفاهنا، والنوم اللذيذ من عيوننا المسهّدة.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com