الإئتلاف تحت الضغوط

 

شوقي العيسى

shoki_113@hotmail.com

الإئتلاف العراقي الموحد جهه سياسية شاركت بالعملية السياسية وكان نصيبها الأوفر من الشعب العراقي عندما إنتخبها العراقيون من الغالبية الشيعية لأنهم يمثلون أكبر طائفة عراقية وقد حصدوا الأغلبية مما يتيح لهم تشكيل الحكومة حسب الدستور ولكن سرعان ماإن ظهرت النتائج الأولية بفوز هذه القائمة حتى تكالبت الإعتراضات على عملية الإنتخابات وطُعن بالإنتخابات على إنها مزورة وشكلت جبهات ضد قائمة الإئتلاف لضمان تغيير مسير النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ناهيك عن الإشاعات التي ظهرت على المفوضية والطعن بنزاهتها في تلك الفترة حتى تم تشكيل لجنة دولية للتدقيق بنتائج الإنتخابات وفعلاً تم ذلك..

 أنتهت اللجنة من التدقيق وجاءت النتائج مطابقة للواقع الإنتخابي بعد الإشادة بجهود المفوضية وعملها وما تلك الزوبعة التي أثارها البعض ممن أسس ذلك إلا للضغط على قائمة الإئتلاف العراقي الموحد لنيل بعض المكتسبات الجديدة في الحكومة المقبلة .

أعلنت النتائج الرسمية وكانت حصة الإئتلاف 128 مقعد في مجلس النواب الجديد مما أتاح لهم الفرصة حسب الدستور تسمية رئيس الوزراء وفعلاً وحسب آليات قائمة الإئتلاف توصلوا الى تسمية ألدكتور إبراهيم الجعفري مرشحهم لرئاسة الوزراء لولاية ثانية وما إن أعلن عن ذلك حتى توالت ردود الأفعال الرافضة لترشيح الجعفري مرشح الإئتلاف من كافة القوائم وكأنما هناك أتفاق على ذلك ..

 بعد أن عمّت الفوضى السياسية بين القوائم المتناحرة حول ترشيح مرشح الإئتلاف والطلب من قائمة الإئتلاف بإعادة ترشيح مرشحهم، فهنا يجب أن نقف قليلاً عند هذا المطلب إن كل قائمة كانت لديها آليه معينة حول الترشيحات لأي منصب وبما أن الإئتلاف قد عرض آليته على مرشحيه وتم القبول بها وعلى ذلك كانت هناك صيغة الإنتخاب من قبل أعضاء الإئتلاف وتم تصدر الدكتور إبراهيم الجعفري وبما أن هناك حصيلة واسعة من الجماهير التي أعطت أصواتها للإئتلاف العراقي الموحد ووثقت بهم فلا مجال هنا لتغيير هذه الآليه لأن ذلك سوف يعطي للآخرين التطلّع أكثر والإبتزاز أكثر حتى وإن سلمنا جدلاً أن الدكتور الجعفري ليس جديراً بهذا المنصب فعلى الجميع أن يحترم القائمة بأكملها لأنها هي التي رشحت هذا المرشح وإن كانت بصيغة الإقتراع.

 فنلاحظ أن هناك ضغوطاً خارجية تضغط على الإئتلاف ليس فقط بترشيح رئيس الوزراء بل حتى على وزارة الداخلية عندما أتهمت هذه الوزارة ووزيرها بتعذيب المحتجزين وبناء زنزانات لتعذيب السجناء والذين يتباكون عليهم وهم من قتلة الشعب العراقي ، إذن فهذه من الضغوطات التي مورست على هذه الوزارة لكون وزيرها من قائمة الإئتلاف وعلى أساس ذلك تم تحجيم دور الوزارة من قبل القوات الأمريكية التي تتدخل في كل شيء وهذا واقع نلمسة بأن العراق لن ينل السيادة كاملة فبأعتقادي أن هذه الضغوط والممارسات التي تمارس ضد الإئتلاف ناجمة من أرتباطات طائفية في المرحلة الأولى من قبل بعض القوائم وبعضها يمارس الضغوط على الإئتلاف حتى يتراجع عن قرار إجتثاث البعث وهم معرفون بأنتماءاتهم للبعث ودورهم الذي مارسوه بأقصاء العراقيين آبان حكم البعث وهناك ضغوطات أمريكية والتي تنم عن سياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط والمخاوف التي تحيط بالإدارة الأمريكية بتولي الشيعة بالعراق والمتمثلة بقائمة الإئتلاف العراقي الموحد الدور القيادي فهناك التخوف من أن قد يحدث أندماج بين العراق وإيران خصوصاً وأن إيران لا تأبه بالمطالب الأمريكية حول الملف النووي الإيراني هذا مايجعل الإدارة الأمريكية بعدم فسح المجال أمام الشيعة للسيطرة على إدارة العراق في هذه المرحلة حتى تكتمل قواعدها والتفرّغ الى بقية المنطقة برمتها .

 وهذا مايقودنا الى التصرفات التي يقوم بها السفير الأمريكي في العراق حيث يحاول مراراً زرع فتيل الفتنة الطائفية بأتهاماته المستمرة للقادة الشيعة بأنهم يمتلكون مليشيات تشكل فرق للموت في إشارة منه الى مايدعية السنة العرب بأن هناك تصفيات تطالهم من قبل المليشيات المسلحة ، لذلك فقد نجحت الأدارة الأمريكية بتعيين السفير زلماي خليلزاد في العراق لمغازلة السنة العرب حتى تثبت لهم بأنها لا تريد إقصائهم من العملية السياسية ومع كل هذا السيل الجارف من المشادات السياسية الداخلية والخارجية يبقى الإئتلاف العراقي الموحد هو الهدف الذي يُصاب من قبل الهدافين السياسيين فهل يستطيع الإئتلاف والقوى الشيعية بالتصدي لهذا السيل وهل تخلي الأكراد عن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد سيتيح للجميع الأتفاق على إقصاء الشيعة من العملية السياسية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا ماستشهدة الحقبة القادمة ....

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com