البعث .. عار الأمة العربية ونقطتها السوداء التي لن تمحى في ذكراه المشؤومة

 

 

وداد فاخر* / النمسا

سجل تأسيس الحزب الفاشي العربي الذي تأثر تماما بالأحزاب القومية الفاشية في أوربا وأدرج ضمن الأحزاب القومية الفاشية بعد سقوط الفاشية في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية باسم ( حزب البعث العربي ) ،عام 1947 في سوريا على يد ميشيل عفلق وجلال السيد وصلاح الدين البيطار ووهيب غانم ، متجاوزين مؤسسيه الأصليين من أهل لواء الاسكندرون من العلويين ( زكي الارسوزي وجماعته ) . ثم دمج حزب البعث الفاشي سويه مع حزب يحمل نفس الأفكار القومية الفاشية ويمثل غلاة لصوص الشعب السوري من جماعة أكرم الحوراني والمسمى بـ ( الحزب الاشتراكي العربي ) فأصبح اسم الحزب المسخ آنذاك ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) .  فمن هو ميشيل عفلق هذا؟ (ولمن يريد أن يعرف، فان كلمة عفلق الذي يتشرف ميشيل بحملها والانتساب إليها، هي كلمة نابية قذرة حقيرة، ويمكن أن يجد القارئ معناها في المعاجم العربية كالوسيط وغيره، وربما يتعزز منها أن ميشيل هو سليل عائلة مسيحية يونانية، فجده كان يعمل بين فرنسا واليونان وتركية. وتزوج فتاة يهودية اسمها (سارة) وكان حفيدها ميشيل). ولما كبر (المحروس) وأنهى دراسته الثانوية أرسله والده إلى باريس للدراسة في جامعتها (السوربون) وكان يوم ذاك شاباً نحيلاً هزيلاً أقرب إلى دمامة الوجه بأنفه الطويل وفمه المعوج. وأخيرا وجدُ متنفَّساً له بالانضمام إلى الحزب الشيوعي فاعتنق مذهبه. ثم طرد من الحزب الشيوعي لإيمانه بالديكتاتور الإيطالي الفاشستي موسوليني. ( ثم سرق أهداف الحزب الفاشي التي وضعها موسوليني عام 1921 لينقلها حرفياً الى حزب البعث تحت عنوان (الجذور الفكرية لحزب البعث) على انها من بنات أفكاره ووضعه (محمد حسين هيكل - ملحق جريدة الأهرام - العدد 28119 - تاريخ 1/2/1963).

وكان ما كان من ضغط الضباط البعثيين على الرئيس السوري شكري القوتلي العام 1958 لدمج سوريا بوحدة اندماجية فاشلة مع مصر وتشكيل ( الجمهورية العربية المتحدة ) بقيادة جمال عبد الناصر الذي ترك مقاليد السلطة الفعلية في سوريا بيد الجزار عبد الحميد السراج الذي أذاق الشعب السوري الأمرين حتى يوم انفصال سوريا عن مصر عام 1961 . ولكون الحرب الباردة آنذاك في أوج قوتها وشدتها فقد استعانت إدارة المخابرات الأمريكية CIA برموز البعث وقتلته لتخريب كل التجارب الديمقراطية في البلدان العربية التي تأثرت ضمن حركة التحرر العربية ، فقادوا الحملات الإجرامية ، وشاركوا في كسر الاضرابات وشكلوا فرق الموت ، حتى تم لهم الوصول للسلطة في العراق يوم 8 شباط الأسود عام 1963 بانقلاب دموي بالتحالف مع القوميين العرب والناصريين وبدفع وتمويل أمريكي ، ونصبت محطة أمريكية لإذاعة أسماء الشيوعيين للقضاء عليهم ( تصريحات الملك الراحل حسين بن طلال ) . ثم نجحوا في السيطرة على السلطة في 8 آذار 1963 في سوريا وبهذا شكلوا رأس حربة ضد حركة التحرر العربية وتطلعات كل الوطنيين العرب ، حتى سقوط حزب البعث في 18 تشرين 1963 على يد حليفهم السابق عبد السلام عارف .

وفي عام 1968 وفي 17 تموز عادوا للسلطة مرة أخرى وفق تنسيق انكلو - أمريكي أسفر بالأخير عن تغلب الشق الأمريكي وتصفية رموز البعث الأخرى من الجناح الإنكليزي ، الذي عاد بقوة إثناء الحرب العراقية – الإيرانية وبوجود مكتب التنسيق العسكري ، وإدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA  ) في بغداد .

من كل هذا نرى إن تاريخ الحزب الفاشي لا يبتعد عن مؤسسيه الحقيقيين من ضباط المخابرات الأمريكية من أصحاب الفضل الأول والأخير عليه طوال حياته التي أشاع فيها الموت والدمار بين الشعوب العربية . علما إن احد ابرز قيادات البعث السوري العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق اثبت بمذكراته عمالة صدام حسين للأمريكان في الرواية التي نقلها عن جمال عبد الناصر في أخريات حياته بموجب ما ذكره الرئيس السوفييتي السابق الكسي كوسيجين لعبد الناصر نفسه .

إذن فنحن أمام حزب فاشي دكتاتوري لا يثير تصرفه سابقا من قتل وتخريب وتدمير لبلد حضاري مثل بلاد الرافدين وتجاوزه على جيران العراق كإيران والكويت وما تقوم به شراذمه حاليا ما هو إلا تحصيل حاصل لفكر هذا الحزب الفاشي الشوفيني الذي يضع ضمن اولوياته ( بعث الواقع العربي عن طريق الانقلاب ) – النظام الداخلي لحزب البعث-.

وتمثل خطورة فكر البعث في كونه لا يرعوي عن استخدام أكثر الوسائل دموية للوصول إلى غايته المقصودة لذلك فما نراه من دمار وتخريب ومقابر جماعية وجرائم التطهير العرقي كحلبجة والأنفال والتصفيات الجسدية حتى لأقرب المقربين إليه – محمد عايش ورفاقه 1979 – ما هي إلا دليل ساطع على دموية هذا الفكر الشوفيني وعدم تردده في استخدام أي من وسائل الابادة ضد مناوئي فكرة ، والمعترضين على ممارساته الفاشية السادية .

لذلك يقع على عاتق الجميع من قوى وطنية فاعلة على الساحة السياسية العراقية ، وخاصة منهم ممن يشارك في العلمية السياسية لإدارة الدولة ، واستثني هنا متعمدا بقايا البعث ممن دخل للعملية السياسية في الانتخابات الأخيرة بقصد تعطيل وعرقلة عملية دفع التوجه الديمقراطي للإمام من بقايا فلول البعث المتسمين بأسماء وصور شتى . يقع على عاتقهم تنظيف وتطهير أجهزة الدولة من الفاشيين والإرهابيين وحملة الفكر الشوفيني من ازلام البعث ، والتوجه لخارج الوطن لمشاركة جمهور الوطنيين العراقيين ممن لا زال في المنفى للآن وأهمل دوره في العلمية السياسية خاصة من التكنوقراط والمفكرين والسياسيين للتغلب على المصاعب العديدة في إدارة الدولة بالاستناد لخبراتهم التي اكتسبوها من تماسهم مع الغرب والتقدم العلمي والتكنلوجي الحاصل في أرجاء العالم . وتفعيل قانوني اجتثاث البعث ومحاربة الإرهاب وتطبيقه على كل من يشجع أو يدعو أو يروج للإرهاب أو يقوم به كائنا من كان .

وتأتي ذكرى عار الأمة العربية وحزبها الفاشستي الشوفيني في هذه السنة و ( قائدها ) يرسف في الأغلال ، وهو يمثل أمام العدالة العراقية ذليلا صغيرا يكلل وجهه العار ، وتحيط به لعنات وصرخات آل الضحايا من الشهداء والصديقين في محكمة العصر التي تحاكم نظاما وفكرا غير سوي بعد أن ملأ الدنيا موتا وإرهابا ومقابر جماعية .

 

* شروكي من حملة مكعب الشين الشهير ومن بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com