|
صدام حسين ورياح الموت (2 - 2) ناجي ئاكره يي القسم الثاني
اليكم وثيقة اخرى واعتراف صريح من النظام السابق بأرتكابه مجازر الانفال : قدم مواطن كوردي عائد من الاسر، عريضة الى صدام حسين، بعد ان قضى حوالي ثمانية سنوات في الاسر، ولما وصل الى قريته وجد داره مهدمة، ويشرح مأسته لصدام ويقول، ام اجد زوجتي ولا اولادي، فيا للكارثة ويا للهول، فقد أخبروني ان الاسرة كافة وقعت في يد قوات الانفال في عملية الانفال التي جرت في المنطقة الشمالية بقيادة الرفيق ( علي حسن المجيد ) ولا اعلم عن مصيرهم شيئا : 1 غريبة علي احمد تولد 1955 زوجتي 2 ناجرو علي مصطفى تولد 1979 ابني 3 فريدون علي مصطفى تولد 1979 ابني 4 روخوش علي مصطفى تولد 1982 ابنتي عليه جئتكم بعريضتي هذه راجيا التفضل بالعطف علي وأعلامي بمصيرهم، وفقكم الله ولكم الشكر والاحترام.
المستدعي العائد من الاسر ج/ احتياط – علي مصطفى احمد بلا مسكن ولا مأوى في السليمانية / قضاء جمجمال / محلة بيكس مسجد الحاج ابراهيم
الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية العراقية، ديوان الرئاسة العدد /ش40 /ب/ 16565 التاريخ 10 ربيع الثاني / 1411 هجرية 29/10/1990 السيد علي مصطفى احمد محافظة السليمانية / قضاء جمجمال محلة بيكس / مسجد حاجي ابراهيم طلبك في 1/10/1990 ان زوجتك واطفالك فقدوا أثناء عمليات الأنفال التي جرت في منطقة شمالية عام 1988. مع التقدير.
الأخوة والاخوات : يذكر عبد ابن ربه في كتابه العقد الفريد، بان الحجاج ابن يوسف الثقفي قال لامرأة من الخوارج : اقرئي شيئا من القران. فقرأت ( اذا جاء نصرالله والفتح ورأيت الناس يخرجون من دين الله افواجا ) فقال لها : ويحك يدخلون !! قالت : قد دخلوا وانت أخرجتهم !. مفهوم الطاغية القسري للمواطنة، اثر على الشعورالمواطن بالانتماء للوطن، لان المواطنة الصحيحة امن وامان ومشاركة في خيرات الوطن، ان سياسة العنف والمجازر والاعتقالات والعقاب الجماعي وغياب القانون وسرقة خيرات العراقين، من قبل تلك الفيئة الضالة، ضعف لدى المواطن الشعور بالانتماء للوطن، لذا عبرت الطوائف العراقية، عن رفضها لتلك السياسات بأشكال عديدة، وكانت من اهمها الكفاح المسلح لمقارعة الديكتاتورية والاستبداد. ولنضع الوثيقة الدامغة امام من يدافعون عن الطاغية صدام حسين، هذه الوثيقة التي اصبحت بحوزة المقرر الخاص للامم المتحدة، ليطلعوا على مدى دموية نظام صدام حسين، نوردها مع الاخطاء اللغوية التي وردت فيها :
قيادة مكتب تنظيم الشمال العدد 28/ 4008 مكتب السكرتارية التاريخ 20/6/1987 من / قيادة تنظيم الشمال الى قيادة الفيلق الاول / قيادة الفيلق الثاني / قيادة فيلق الخامس
م/ التعامل مع القرى المحذورة أمنيا
بالنظر لانتهاء الفترة المعلنة رسميا لتجميع هذه القرى والتي سينتهي موعدها يوم 21/6/1987 قررنا العمل ابتداء من يوم 22/6/1987 صعودا بما يلي : 1 تعتبر جميع القرى المحذورة ( يقصد المحضورة ) امنيا والتي لم تزل لحد الآن أماكن لتواجد المخربين عملاء ايران وسليلي الخيانة وامثالهم من خونة العراق. 2 يحرم التواجد البشري فيها نهائيا وتعتبر منطقة عمليات محرمة ويكون الرمي فيها حرا غير مقيدا بأية تعليمات ما لم تصدر من مقرنا. 3 يحرم السفر منها واليها والزراعة والاستثمار الزراعي والصناعي والحيواني وعلى جميع الاجهزة المختصة متابعة هذا الموضوع بجدية كل ضمن اختصاصه. 4 تعد قيادات الفيالق ضربات خاصة بين فترة واخرى بالمدفعية والسمتيات والطائرات لقتل اكبر عدد ممن يتواجد ضمن هذه المحرمات وخلال جميع الاوقات ليلا ونهارا واعلامنا. 5 يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة وتحقق معه الاجهزة الامنية وينفذ حكم الاعدام بمن تجاوز عمره 15 عاما سنه داخل صعودا الى عمر70 سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته واعلامنا. 6 تقوم الاجهزة المختصة بالتحقيق مع من يسلم نفسه الى الاجهزة الحكومية والحزبية لمدة اقصاها ثلاثة ايام واذا تطلب الأمر لحد عشرة أيام لا بد من اعلامنا في مثل هذه الحالات واذا استوجب التحقيق اكثر من هذه المدة عليهم اخذ موافقتنا هاتفيا وبرقيا وعن طريق الرفيق طاهر العاني. 7 يعتبر كل ما يحصل عليه مستشاروا افواج الدفاع الوطني ومقاتلوهم يؤول اليهم مجانا ما عدا الاسلحة الثقيلة والساندة والمتوسطة اما الاسلحة الخفيفة فتبقى لديهم ويتم اعلامنا بأعداد هذه الاسلحة فقط وعلى قيادة الجحافل ان تنشط لتبليغ جميع المستشارين وامراء السرايا والمفارز واعلامنا بالتفصيل عن نشاطاتهم ضمن افواج الدفاع الوطني، مكرر رئاسة المجلس التشريعي. رئاسة المجلس التنفيذي. جهاز المخابرات. رئاسة اركان الجيش. محافظوا ( رؤساء اللجان الامنية ) نينوى، التأميم، ديالى، صلاح الدين، السليمانية، اربيل، دهوك. اعضاء سر المحافظات اعلاه.مديرية الاستخبارات العسكرية العامة. مديرية الامن العامة. مديرية أمن منطقة الحكم الذاتي. منظومة استخبارات المنطقة الشمالية. منظومة استخبارات المنطقة الشرقية. مدراء امن محافظات – نينوى, التاميم، ديالى، صلاح الدين، السليمانية، اربيل، دهوك. يرجى الاطلاع والتنفيذ كل ضمن اختصاصه. انبؤونا الرفيق علي حسن المجيد
أخواني وأخواتي : فاذا لم يكن الطاغية صدام ريح الموت، واذا لم تكن سياسته القمعية وغزواته، سلاحا للتدمير الشامل، فأين يوضع صدام وفي اية خانة ؟, هل هو الحمل الوديع والمسالم كما يصفه بعض العروبيون والاسلامويون، ام هو ذلك الطاغية الذي ابكى الحجر والشجر قبل البشر. حينما نركز في مداخلتنا على جرائم النظام المنهار ضد الكورد، ارضا وشعبا وتأريخا وجغرافية، ليس معناه بأننا ننسى ما لحق من ماسي وويلات وكوارث باشقائنا في الجنوب والوسط وما حصل للاخوة من جيران العراق، لكننا بتركيزنا على معاناة الكورد، ننقل الواقع الذي عشناه ولمسناه، ومعايشة المرء لواقع معين يكون في سرده ناقلا لحقيقة ما جرى فعلا، رغم اننا نثمن جهود وكتابات عدد كبير جدا من الكتاب والباحثين والاكادميين والصحفيين العراقيين والعرب والاجانب، الذين انصفوا الشعب الكوردي وذكروا حقيقة ما تعرض له من ماسي وكوارث خلال عقود، ومنهم اساتذنا الاجلاء الحاضرون في هذه القاعة، ولا ننسى ان نذكر نموذج واحد كمثال، على مواقف بعض الاخوة العرب المناصرة للشعب الكوردي، فقد كتب السيد فهمي الهويدي، الكاتب المصري الاسلامي المتنور، في مجلة المجلة قبل سنين، مقالة بعنوان الاكراد شعب الله المحتار ( بالحاء وليس الخاء )، كركوك سبقت كوسوفو في خطط الاقتلاع والابادة حيث يقول : الذي يجري مع الالبان في كوسوفو هو ذاته الذي حدث ويحدث للاكراد في العراق وتركيا على الاقل، ومع ذلك استنفر الحاصل في كوسوفو الضمير الاسلامي، وملأه غضبا وسخطا وبغضا للصرب ومن لف لفهم وانتسب اليهم، غير اننا لا نكاد نلمس انفعالا مماثلا في الاقطار الاسلامية، ازاء الجرائم المستمرة التي لحقت بالكورد، وارجو الا يكون السبب في ذلك راجعا، الى ان جرائم الصرب مستهجنة لأنها واقعة من مسيحيين ارثذوكس اما جرائم العراقيين والترك ( الانظمة أعني ) فمسكوت عليها لأنها صادرة عن مسلمين بحق مسلمين اخرين، بحسبان ان الأولين مغايرون لنا لا نقبل منهم الضيم، أما الأخيرون فهم ( اخواننا ) في الدين، ونحن مدعوون بحسب النص القراني لان نكون ( اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين ).. ثم يذكر اكتشاف النفط ويعتبره جناية بحق الكورد، ويتطرق الى كتاب الدكتور نوري الطالباني بعنوان ( منطقة كركوك ومحاولات تغيير واقعها القومي )، وفي مقالته يشير بصورة مفصلة الى ما تعرض له الكورد، منذ تشكيل الكيان العراقي الحديث لحد تأريخه من تهجير ومجازر وكوارث.
ايها الاخوة : ارتكب المجرم صدام وابناؤه وافراد اسرت وعشيرته، وازلامه في الامن والاستخبارات والمخابرا ت، جرائم عديدة في كافة اجزاء العراق، التي تصنف ضمن الجرائم خارج القضاء والقانون، وهناك جرائم اخرى مقننة ارتكبت استنادا الى قوانين استثنائية وقرارات صادرة من ما كان يسمى مجلس قيادة الثورة، بالاضافة الى جرائم العدوان المتمثلة بشنه حربا على ايران وغزوه للكويت، ومعاملته القاسية للمدنين وتحقيرهم خلال عقود من حكمه، وتهجير مئات الالاف من البشر وترحيلهم قسرا، وقتل وتغييب الاسرى، ونهب الممتلكات العامة وسرقة المتاحف والمستشفيات ودور العبادة والاماكن المقدسة وهدمها، والقيام بالاغتيالات السياسية واغتصاب النساء وبيعهن الى الدول الاخرى، ووضع الحجز التعسفي والتمييز العنصري على المواطنيين، واحراق ابار النفط في العراق والكويت وفي ايران، وفرض الحصار الاقتصادي على مناطق وتجمعات بشرية معينة، واسقاط الجنسية عن العراقيين وخاصة من الكورد الفيليين، وسحب الدم من المساجين وارسالهم الى مستشفيات الامراض المعدية والمستشفيات العقلية، وتبديل المجرمين المحكومين بالاعدام، محل بعض المصابين بالامراض العقلية واعدامهم بدلا من المحكومين، وانتهاك اعراض السجينات، وتكريم العناصر الامنية التي تبدع اساليب جديدة للتعذيب، وتشكيل معاهد لأبتكار طرق جديدة لأخذ الاعترافات من المساجين، وأثناء حكم قرقوش العراق اصبح امتلاك لاقطة لاستقبال الفضائيات جريمة، والتذمر من الوضع الاقتصادي والتعليمي والصحي جريمة يعاقب عليه، حتى اصبح الاضطهاد والقمع السياسي والمجازر، عنوانا للدولة العراقية في عهد الطاغية، ان السادية ونزعة التدمير لدى الطاغية وزمرته لم تكن لها حدود. في لقاء للطاغية مع اخيه سبعاوي التكريتي مدير الامن العام الاسبق، اخبر الاخير بان لديه 18 الف وكيل امن، فرد عيه صدام، يجب ان يكون وكيل امن في كل عائلة عراقية، حتى تحولت السفارات العراقية وملحقياتها في الخارج، اوكارا للتجسس وشراء الذمم وتجنيد العملاء وتوزيع الاموال والمعونات للوكلاء وعلى بعض الاعلاميين. عندما طلب المجرم صدام في تموز 2001، من القيادات الكوردية الجلوس معه الى مائدة المفاوضات، كانت الويلات والمعاناة التي مرت على الكورد وعلى العراقيين حاضرة في مخيلتي، فكتبت في جريدة الزمان الغراء عدد 978 في 26/7/2001، مقالة بعنوان ( الحوار رهن بازالة العوائق وتبني الشفافية ) فهل يملك صانع القرار في بغداد ارادة التغيير، وقلت ان مبدأ التفاوض عبر التاريخ كان امرا مرغوبا، وللمفاوضات اية مفاوضات كانت ومنها الحالة الكوردية، ظروفها وقواعدها وشروطها، اهمها ايجاد مناخ الثقة المتبادلة وتهيئةالاجواء السليمة بالتوقف عن الممارسات السلبية، وان الوضع النفسي لاكثرية الكورد ووللكثيرين من العراقيين غير مهيأة للتفاوض، لان النظام سوف يستغل المفاوضات لمضاعفة طاقة عضلاته واستعراضها لترويع الشعب العراقي، الى ذلك فأن استقرار المجتمع العراقي واستقرار المنطقة، يتطلبان ايجاد الية لمفهوم جديد للسلطة السياسية في العراق، يقوم على نبذ التعصب ونشر التسامح ومحاربة الفساد، بكل اشكاله واطلاق الحريات وحق التعبير اطارا للتضامن الاجتماعي، وعلى النظام التخلص من نظرية ( السلطة اقوى من المجتمع )، التي ادت الى قيام السلطة بضرب ميثاق العيش المشترك للعراقيين، بممارسات وتدابير قاسية لوأد الاحزاب والقوى السياسية وخنقها، وتنصيب غير مشروع لمن شاء على مقدرات العراقيين واستباحة حرماتهم وارواحهم واموالهم، ما يريده شعبنا وجوها جديدة ونزيهة وخطابا يحترم عقولهم، لا اعلاما يخاطب نفسه منذ عقود من دون حصاد يذكر، فضلا ان نظام صدام حسين ملزم بمراجعة شاملة وجهود خارقة لغفران ذنوبه وتصحيح المسار، لان هناك دماء غزيرة سالت وو ممارسات ظالمة مورست، ولا زال قائما حتى هذه اللحظة مسلسل التهجير وهدم الديار وهتك الاعراض وفقء العيون وتشويه الاجساد وعسكرة المجتمع بدون مبررات، لانه خلق جيلا حاكما لا يستطيع ان يتكيف مع العصر، بحكم انه غائب عنه اصلا، لذا لا يتقبل الذي يحدث فيه من مستجدات وتطورات، جيل له وجه عنيف مستبد في نظرته للاخرين مستند على القسر، فأن الحقائق لا يمكن حجبها بالتزوير والكبت والاكراه، وفي عالمنا المعاصر، تقلص دور الزعيم الملهم والقائد الضرورة ( ميلوسوفيتش بينوشيه مثلا ) والبقاء للأصلح ( مانديلا مثلا ). والقيادات الكوردية لا تستطيع ان تضع ذراع الاكراد ثانية، في قبضة نظام الرئيس صدام، كما ان الدخول معه في المفاوضات صعب، في حالة تجاهله حقوق الشعب العراقي في العيش الكريم، بعد التضحيات الجسام التي قدمها. واخيرا وليس اخرا، فان الذي يريد ان يجمع الشمل، عليه قبول وجود الاخرين، واللعب ضمن قواعد اللعبة التي تخدم الوطن والشعب والسلام والاستقرار، وذلك باعادة النظر في اصطفاف مراكز القوى القائمة في السلطة الحاكمة، والكف عن لعب دور اللاعب الوحيد في المنطقة، بما يزيد من معاناة العراقيين، فهل تمتلك الاسرة الحاكمة ارادة التغيير ؟ نشك في ذلك ونقول الامر متروك لمن يملك لا لمن يبصر.... الى اخر المقالة.
أخوتي الكرام : كان ابناء الطاغية وافراد عشيرته فوق القانون، وكانوا جهلة واغبياء لا يجدون غير القتل والسلب والنهب، وحينما حصلت مجزرة التجار، كتب المقبور عدي هذه الرسالة وهي بخط يده، والتي اعرضها عليكم حيث يشكر فيها والده الديكتاتور لقتله التجار، والقاء المرء نظرة عابرة على الرسالة يجد المستوى الثقافي الضحل لهذا الشاذ، حيث لا يعرف المذكر من المؤنث والكسرة من الفتحة، وخطه واسلوب كتابته يؤكد بان طالب الابتدائية اكثر قابلية منه، في حين كان الوزراء ينادونه بالاستاذ، وقادة القوات المسلحة ينادونه سيدي، ولكن الطيور على اشكالها تقع، لم يكن الدوري وياسين رمضان وعبد حمود، وغيرهم من الوزراء والمسؤولين اكثر منه قابلية.
سيداتي سادتي : يذكر الامير اسامة بن منقذ، في كتاب لباب الاداب، بأن ابن سماك تكلم يوما وجارية له تسمع، فلما دخل عليها قال لها، كيف سمعت كلامي، قالت ما احسنه لو لا أنك تكثر ترداده، قال انما اردده ليفهمه من لم يفهمه، قالت الى ان يفهمه من لم يفهمه قد مله من قد فهمه. لذا اقول بان الطاغية وازلامه الان في قبضة العدالة وعلينا تكثيف الجهود والمطالبة بمحاكمة هؤلاء المجرمين، دون ان ننسى ضحايانا، علينا فعل شئ عملي لينال هؤلاء جزاءهم العادل وبالسرعة الممكنة، والمطالبة بتعويض ذوي الانفال والمقابر الجماعية والشهداء، وبعكسه اذا استمرينا فقط بالادانة والشجب، فاننا نحصر انفسنا في قوقعة جلد الذات، ليس بالتمنيات وحدها يعيش الانسان، علينا الكف بالبكاء على الاطلال، يجب ان نداوي جروحنا ونمسح دموع ذوي الضحايا، لان الانسان أثمن شئ في الوجود، هذا ما تقوله الشرائع السماوية وكثير من الشرائع الوضعية، ونصوص هذه الشرائع تختزن الانفتاح على ذوي الضحايا، وفي عصرنا الحاضر تقلصت سيادة الدولة والحاكم، لصالح حقوق الانسان ولصالح المواطنة، مع الاسف ان بعض الجهلة والاميين وانصاف المثقفين، الذين لم نسمع منهم أنة واحدة في عهد صدام، خرجوا علينا اليوم ليعيدونا الى العصور الوسطى، ويريدون ان يهشموا كل الرموز الجميلة الباقية في وطننا، وان هؤلاء الجهلة والارهابيون لا يعرفون بان محنة شعبنا ليس في عماه، بقدر في ما هو يري اكثر مما يجب من الموجود تحت عمائمهم، يجب ان نتصدى لهؤلاء بنفس الدرجة والعزيمة والقوة التي وقفناه ضد النظام الساقط، خطورتهم لا تقل عن خطورة الطاغية صدام حسين، علينا مواجهة ما في نفوس هؤلاء من سلبيات الانغلاق، تلك النفوس التي لا تروق لها الحقيقة، ولا يستوعبون بأن البحث عن الخلاص من الظلم والاضطهاد اصبح سلوكا عالميا انسانيا نبيلا، ناسين بأن أمة الاسلام لا يجمعها بلد واحد ولا وطن واحد ولايتكلم اللغة العربية اكثر من 75% من المسلمين، فضلا عن الاختلافات الثقافية بين شعوبها ووجود صيغ متعددة لمفهوم الاسلام داخل الامة، تتصادم فيما بينها كما تتصادم مع غيرها، حتى أصبح اطلاق صفة الامة على المسلمين مشكوك فيها.
اعزائي وعزيزاتي : لنأخذ دروسا من حلبجة والانفال والمقابر الجماعية، ولنعترف جميعا من ان العراق بلد متعدد الاعراق والاديان والمذاهب، هذه التعددية يجب ان تكون مصدر نجاح وليس مصدر فشل، وابناء العراق يجب ان يستمدوا قوتهم من تعدد أطيافهم وألوانهم، وحب الوطن لا يكتمل الا بحب الانسان، والمجتمعات البشرية الواعية هي كلحن الموسيقى، تتقبل وتتحمل التوزيع والتنوع ولكنها ترفض النشاز, عاشت الشعوب العراقية حرة عزيزة ابية شامخة، في عراق ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي.... ودمتم بالعز.
المصادر والهوامش :
مجلة الحقوقي عدد 2 شباط 2001 – مجلة جمعية الحقوقيين العراقيين – لندن – بحوث ودراسات ومقالات للاساتذة الكرام : الدكتور طارق علي صالح – مسؤولية المجتمع الدولي أزاء جرائم نظام صدام. الدكتور عبدالحسين وداي العطية – الاضطهاد السياسي في عراق صدام حسين. الدكتور منذر الفضل – مبدأ أستقلال السلطة القضائية وأهدار حق التقاضي في العراق. الدكتور كاميران الصالحي – جريمة العدوان ومسؤولية نظام صدام. الدكتورة راقية القيسي – دور نظام صدام في شيوع الطائفية والألغاء والتخلف. العميد الركن نجيب الصالحي – القوات المسلحة العراقية وواقع حقوق الانسان فيها. بحوث ودراسات – هيئة البحوث في جمعية الحقوقيين العراقيين. رياح الشرق لمؤلفه – الاستاذ رياض نجيب الريس. جريدة خبات – عدد 706 في 22/12/1993. جريدة خبات – عدد 708 في 5/1/1994. جريدة الزمان 987 في 26/7/2001. مجلة الوطن العربي عدد 1411 في 19/ 3/ 2004. مجلة الوطن العربي عدد 1373 في 27/6/2003 - مقالة للاستاذ هاشم حسن. عدد من مجلة المجلة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |