|
التخبط والضبابية وقصورٍ في الأداء للإدارة والقوى السياسية العراقية الجديدة، لصالح مَنْ؟ وعلى حِساب مَنْ؟ كرم محيي الدين الهاجات إن أهم ما يجب التَطَرق له وقبل كل شيء هو ماهي الِسمات والإنجازات التي أفرَزتها الحالةُ الجديدةُ في العراق؟وهل تَمَ إستِثمارُها والعمل بها بالشكل الصحيح؟؟ إن أولى الخَطوات للحالة الجديدة في العراق هي تلك الحالة والأجواء التي تَوَسَّمَتْ بِسِمات التآلُف والديمقراطية التي أسهَمَتْ في خَلقِها القوى السياسية التي كان وما زالَ لها دورٌ ووجود ضِمنَ الُمعتَرَك السياسي في العراق وخاصةً تلك التي كان لها إسهامٌ مُباشر في مُقارَعة وإسقاط النظام الدكتاتوري الُمباد،وقد أثمَرت هذه الحالة والأجواء،،وكان من أول ثَََمَراتِها تَشكيل مَجلسَ الحُكم وآلية عَملهِ الرائعة التي أظهَرَتْ روح التَفاني ونُكران الذاتْ لدى الصَفوَةِ من عُموم القِوى والشخصيات السياسية العراقية!ومن ثمُ َتَمَ إنجاز وصِياغة قانون إدارة الدولة والذي يُعتبر أهم إطار قانوني يُحدد النَهج الذي تَمَ الإتِفاق عليه من قبل كُل الأطياف العراقية التي لها دور في العملية السياسية،وأهم وأكبر خطوة وإنجاز عَرَفَتهُ الساحة السياسية في العراق ومُنذَ عُقود،هي النجاح الذي يُعتَبَرُ كَبيراً للإنتخابات العامة للجمعية الوطنية نَظراً للظروف الحَرِِجة والخطيرة التي أحاطَتْ وتُحيط الشعب العراقي،وأما الخطوة التأريخيّة المُتَمَثِلة في إنتِخاب السِياسي العراقي الكُردي الأستاذ جلال الطالباني،هذه الخطوة التي عَبَّرَتْ عن الحالة الجديدة للعراق الديمقراطي المُتَحِد بكل أطيافه الشعبية والسياسية رغم الإعاءات والمُحاولات المُغرِضة لبعض القوى والأطراف السياسية الداخلية التي تُرَوِجُ لبعض الأجِنّدات السياسية التي تُملى عليها من الخارج!أو بعض الدول الإقليمية من التي لها مَطامِع أو أغراض سياسية في العراق!! لقد كان الغَرَضُ من هذا الإدراج السريع والمُقتَضَبْ لِبعضِ أهم المُجرَيات السياسية في مَرحلة ما قبل تَشكيل حكومة الدكتور إبراهيم الجعفري،هوأن العَمَليَّةَ السياسية في العراق وضِمنَ تِلك المرحلة كانت لها إنجازاتٌ سياسية هامة ٌوملموسة ٌوفَعالة،أسّهَمَتْ وتُسهِمُ إسهاماً واضحاً ومباشر في بناء القواعد الأساسية لهيكلِ الدولةِ والنُظُمِ والأُطُرِ القانونيةِ لصياغةِ الدُستور العراقي الذي تم إنجازَ وصياغةَ َمسوَدتهِ رغم إن الإدارة كانت تَعمل تحت إشرافٌ وهيمنةٌ للسلطة التي كانت تسمى بسلطة الإحتلال!،إن من المؤسفِ حَقً ماتَشهدهُ المسيرةُ السياسيةُ في العراق من تََخَبُطٍ ومُراوَحةٍ ومَدٍ وجَزرْ في وضعِ وصياغةِ المباديء التي تُسهمُ وتُرَسِخُ أُسُسَ الديمقراطيةِ الموعودَةِ في العراق،هذا من جانب ومن جانبٍ آخر القُصورَ الكبير في أداءِ الحكومة الحالية إنتهت ولايتها، إدارياً وتَنفيذياً وإفتِقارِها الحاد للتَخطيط ووضع البرامج الذكية لِحَل الأزمات والمشاكل اليومية التي يَتَعرضُ لها المُجتمع العراقي الذي لم يَرَ الإستقرارَ والسَكينةَ منذُ عُقود!!لقد تَمَثَلَتْ حالة المُراوَحةِ والمَدِ والجَزّر الموصوفَة بإختصار آنفاً في مُحاولة بعض الأطراف والقوى السياسية وضع العُصّيّ في عَجَلة تَقَدُمَ العَملية السياسية الهادفة إلى وضع المجتمع العراقي ضِمن الإطار الديمقراطي المَنشود،،وتمَثَلَت هذه المحاولات إما التََمََلص والتََهرب بالأعذار من تطبيق ما قد تم الإتفاقُ عليه ضِمن المرحلة السابقة مثل بُنود قانون إدارة الدولة ومن أهمها الفقرة 58 التي تخص مدينة كركوك،وإزالة العَبَث وتَوابِع الجرائم الكبيرة التي إقتَرفَها النظام السابق ضد الشعب الكُردي وباقي القوميات هُناك،،أوالتَشَبُث بِبَعض الشِعارات الباليةِ التي تَتَبناها لِحَد الآن بعض دول المنطقة،ومُحاولة فَرضِها وتَرويجها ضِمن العَمَلية السياسية والمجتمع لقد حاوَلَتْ وتُحاول هذه الأطراف دوماً أن تَنسُجَ من هذه الشِعارات الموصوفَة غِربالاًً لِتَحجُبَ بهِ شَمس الحقيقة والحَق فََمثلاً محُاولَتها الإلتِفافَ وعدم الإقرار بِتَبني النِظام الفيدرالي للعراق وكما تَدعي تََمَسكاً بِشعار الحِفاظ على وحدة العراق!!وأما بِخصوص أداء الإدارة والحكومة والتي لم تُشَكل بِيُسرْ!!فَرغم تَشكيل وتَهيّئة قوات الأُسود والذِئابِ والعَقارِبِ والبَراكين بَقَتْ شَراذِمُ الإرهابِ والجريمةِ تَسكُبُ وبِشُذوذ دَم الأبرياء من العراقيين مَتى وكَيف وأينما شاءَتْ!!!،ورغم ما تَشَكَلَ مِن لِجانِ نَزاهةٍ ومُتابَعةٍ وتَفتيشْ بقى الفَسادُ بِأغلب أشكاله مُنتَشراً ومُستَشرياً ضِمنَ أغلب الدوائر والإدارات !!!ورغم التَحَسن المَلحوظِ في الوضع المعاشي للموظفين وإنعكاساتِهِ الإيجابيةِ على السوق(وإن لم يَشمَل الكُل لأَنَ نِسبة البَطالة مُرتَفِعة لِحَد الآن)ورغمَ الوعود والخُطَطْ والشِعارات والأموال للإدارات المَعنيّة،،إلا أن المجتمع بَقيَّ يُعاني من الأزمات بداً بِشحَة الكهرباء ومياه الشُربِ وضُعف الخدمات الصحية ومروراً بالسوق السوداء العَلَنيّةِ للنفط والبنزين،،وأما البطاقة التموينية التي هي تُعَدُ طَوقَ النَجاةِ من الجوعِ لأغلب العراقيين،فَهيَ تَمُرُ بِشُهورٍ عِجافٍ بَدَأتْ تُهَرِءُ مُفرداتها شَهراً بعد شَهر!!!!!قبل عودتي إلى التَساؤلاتِ ضِمنَ عِنوانَ هذا الموضوع،،أود أن أُبينَ للسادةِ المعنيين ضمن هذه الأسطر المتواضِعة بأن كل ما وَرَدَ فيها من نَقدٍ أو شَرحٍ مُختَصَر والذي لا يُعطي الوضع حَقَه للحالة المؤلمةِ التي يُعانيها السَوادُ من الشَعب العراقي والذي قد دَخلَ بونوراما المعاناة مُنذ قُرون!!ماهو إلا إستِقراءٌ وشرحٌ مُقتَضَبْ لِبعض جَوانِب الواقع اليومي للمجتمع العراقي والمُستَشَفُ أغلَبه من عامة المجتمع،والغايةِ مِنهُ التَذكير والتَبصير والحَثَ للمَعنيينَ لِتَحَمُلِ المسؤوليةِ ضِمنَ هذه الفَترة العََصيبةَ والمَصيرية،،قَد لايَعجَزُ حتى البُسَطاءَ من الشعب وأنا مِنهم عن الإجابةِ للتَساؤلاتِ المَنطقيّة ضِمن هذا العنوان إن كُل هذا لِصالحِ مَنْ؟إن السلبيات وإفرازاتها تَصب قَطعاً لِصالح المُتَربصين من الذين لهم مَطامِع في العراق وخَيّراته وهُم من القَريبين وحتى البَعيدين جداً،،وكل هذا طبعاً على حساب الشعب العراقي وخاصةً الطبقة الَمسحوقة التي دائماً تََدهََسَُها عَجلات الظُلمِ وجَرائم الطامعين من قَريب أو غَريب!،!،!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |