مفردة التهجير في القاموس العراقي الجديد

 

ستار عواد \ المكتب الاعلامي ـ تجمع عراق للمستقبل

cairaqs@yahoo.com

لعل كلمة التهجير اخذت تتداول هذه الايام بالاضافة الى المصطلحات الكثيرة والتي بدأت تشكل بمجملها قاموس عراقي جديد والتي لم تكن هذه الكلمات تعرف من قبل الا القليل منها  فالتهجير والارهاب وقتل الابرياء والتفخيخ

ما هي الا مصطلحات وافعال تطرق اسماع العراقيين لاول مرة الا ان البعض منها التي استخدمها النظام كجزء من سياسة لابادة الشعب فأستخدم القتل والتهجير بشكل علني وامام انظار كل المنظمات العالمية والعربية والتي تدعي بأنها وقفت مع الشعب العراقي وتبعث مندوبيها الان لتراقب محاكمة عميلهم صدام  خوفاً على هذا المجرم من ان يبخس حقه وفقاً لقوانينهم التي وضعوها لصالح الحكام على حساب شعوبهم .

ما يعنيني هنا هو التهجير الذي مارسه صدام والتهجير الحالي الذي يمارسه اتباع صدام الا ان الفرق بينهم ان صدام كان يستخدم السلطة وقواته العسكرية للعمل على ذلك وزمرته المجودة الان تستخدم التهديد والذبح بأسم المقاومة لطرد المحتل الا ان كلا السياستين واحدة فهجرة العوائل من مواطنها ما هي الا كارثة تهدد الوضع العراقي وتبين ضعف الاجهزة الامنية والحكومة الحالية التي من الواجب عليها الحفاظ على ارواح العراقيين من هذه الزمر الصدامية فتهجير العوائل الامنة يُوقع بالمسؤولية واللائمة على القيادات السياسية المتصارعة على المناصب ولربما قضية التهجير هي جزء من هذا الصراع على حساب الفقراء (فسلام على الفقراء يلوذون بالفقراء) .

الا ان هذه الكتل النيابية والاحزاب التي تقف وراء ذلك تعكس سوى صورة واضحة وجلية من قبل الشعب الى الحكومة الجديدة التي فداها العراقيون بأرواحهم فهل من محافظ على هذه الارواح ؟!

وهل من وزارة امنية تتبنى هذه القضية من بين خمس وزارات امنية ؟ ومن بين ملايين من الشرطة والجيش .

فمفردة التهجير جديرة بأن تأخذ مأخذاُ كبيراً من حيز القاموس العراقي الجديد فأنواعها كثيرة نمت وترعرعت في زمن الفوضى والانفلات الامني و (الشفافية) ، فهجرة السكان ، وهجرة الوطن ، وهجرة العقول فالعقول العراقية التي بدأت تنسل يوماً بعد يوم لتودع الوطن الجريح بعد معاناة العيش وقلق الموت فهنالك احصائية تبين ان اكثر من 100 عقلية عراقية استشهدوا ضمن مخطط قتل الابداع العراقي . واكثر من 300 استاذ جامعي هاجروا الوطن للاسباب نفسها فالهجرة والتهجير القسري بحاجة الى متابعة جدية من قبل كل الذين ادعوا الوطنية وانتخبهم الشعب فهل جزاء الاحسان الا الاحسان .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com