أما آن الأوان لتطبيق قرارات مؤتمر أربيل للكورد الفيليين؟؟

 

د. برهان شاوي

 تمر هذه الأيام الذكرى السادسة والعشرون على بدء حملات التطهير العرقي التي تعرض لها الكورد الفيليين في العراق، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف شبانا ورجالا وشيوخا، نساء وأطفال وعجائز، حيث نهبت أموالهم، وصودرت بيوتهم وممتلكاتهم، وجمدت أرصدتهم، وسيق بالآلاف من رجالهم الى السجون والمعتقلات، ليختفوا في غياهبها ، ولم يعثر على أثر لهم لحد الآن. بينما ألقي بمئات الآلاف، نساء وأطفال وشيوخا، منهم على حدود الدولتين العراقية الايرانية، بين حقول الالغام، حيث سقط منهم العديد من الشهداء.

 لقد إستبشر الفيلييون خيرا، كبقية ابناء الشعب العراقي، بسقوط الصنم الأكبر، إلا انهم، وللأسف الشديد، لم يحصلوا لحد الان، بعد ثلاث سنوات من الزلزال العراقي، على أي شيء من حقوقهم المشروعة، التي على رأ سها، حقهم في المواطنة، ومنحهم الجنسية وشهادة الجنسية، وإعادة أملاكهم المصادرة إليهم، وتعويضهم عن الأضرار المادية والروحية التي تعرضوا لها،وتعويض عوائل الشهداء منهم.

 الكورد الفيلييون، الذين كانت الاحزاب تتملقهم من أجل ضمان الحصول على أصواتهم إبان فترة الانتخابات، تم نسيانهم بسرعة، ولا غرابة، فالعراق اليوم ليل كل البقرات فيه سوداوات!!

 قبل الانتخابات الأخيرة بأيام قلائل، عقد الكورد الفيلييون وبدعوة كريمة من حكومة إقليم كوردستان مؤتمرا لهم، توصلوا فيه إلى الكثير من القرارات والتوصيات التي من أبرزها:

 أ: ضرورة مشاركة الكورد الفيليين في السلطتين التشريعية و التنفيذية في كوردستان وحكومة العراق الفيدرالي في بغداد.

 ب: دعم المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية للكورد الفيلية.

ج: العمل بشكل جّدي على تعويض الكورد الفيليين عن املاكهم المصادرة (المنقولة وغير المنقولة) من قبل النظام العراقي المقبور.

د: الاهتمام باللهجة والثقافة الكوردية الفيلية من قبل الاعلام الكوردي والجامعات والمراكز التعليمية.

ه: اعطاء التسهيلات للكورد الفيليين الموجودين حاليا في ايران ومساعدتهم في العودة الى مناطق سكناهم الاصلية.

و: التعامل مع شهداء الكورد الفيلية كالتعامل مع شهداء الحركة التحررية الكوردستانية.

2: استحداث مركز في بغداد لتوثيق مأساة الكورد الفيليين بكل جوانبها الانسانية والمادية والمعنوية.

3:الاهتمام بشؤون الكورد الفيليين في وسائل الاعلام الكوردية المختلفة.

4: تخصيص نسبة من المقاعد الدراسية في جامعات ومعاهد كوردستان وضمان مشاركة الطلبة من الكورد الفيليين في البعثات الدراسية خارج العراق سواءا المتعلقة باقليم كوردستان او الحكومة الاتحادية.

5: السعي لايجاد درجات وظيفية لخريجي الجامعات والكوادر والنخب الكوردية الفيلية في أجهزة ودوائر الحكومة الاتحادية بما يتناسب مع حجمهم السكاني.
6: إقامة مشاريع صحية لتقديم الخدمات في المناطق ذات الكثافة السكانية الكوردية خارج الاقليم.
7: دعم مساعي المرأة الفيلية من اجل حصولها على جميع حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومساواتها بالرجل امام المجتمع والقانون.
8: الاهتمام بالمشاعر الدينية للكورد الفيليين واحترام طقوسهم ومناسكهم الخاصة.
9: تشجيع اصحاب رؤوس الاموال من الكورد الفيليين سواءا في الداخل او الخارج للاستثمار التجاري والصناعي والزراعي في اقليم كوردستان , وذلك من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لهم.


10: دعم مساعي الحركة الوطنية الكوردستانية لاعادة مناطق كوردستان التي لازالت خارج حدود اقليم كوردستان كمندلي وخانقين وبدرة وكركوك ومخمور وسنجارالى الاقليم.
11: تثبيت الحقوق القانونية والاجتماعية والثقافية للكورد خارج الاقليم بما فيهم الكورد الفيليين في الدستور الكوردستاني والتأكيد على تمثيل هؤلاء في البرلمان الكوردستاني واجهزة ودوائر حكومة الاقليم.

12: العمل من اجل وضع هذه التوصيات في اطر قانونية وتشريعية صادرة من البرلمان الكوردستاني والمجلس النيابي العراقي حسب تعلق الامر بهم.

 إلا أن هذه القرارات والتوصيات الجيدة، لا زالت في معظمها مجرد قرارات وتوصيات لا أكثر،

( باستثناء تعويض عوائل الشهداء، حيث يدفع الحزبان الكورديان الكبيران مرتبات شهرية لعوائل الشهداء)، وربما يتحمل الفيلييون وتنظيماتهم الكثير من التقصير في ذلك، فرغم البحوث والمداخلات الجيدة والحفاوة الاعلامية التي قوبل بها الفيلييون في أربيل، إلى انهم خرجوا بلجنة متابعة تجاوزت الثلاثين شخصا من كل البلدان والاصقاع في المعمورة، أي ان المؤتمر خرج بنتائج ميتة أصلا. ولقد قدمنا إعتراضنا في المؤتمر على هذه الصيغة الغريبة لترضية الجميع، ولم يكن ناقصا حينها سوى إعتبار كل المؤتمرين في لجنة المتابعة.

 ثم جاءت الانتخابات الكارثية، حيث حصلت قائمة التحالف الكوردستاني على نسبة هزيلة في بغداد لا تؤهلها لنصف مقعد، فاحست القيادة الكوردستانية بانها بالمرارة من هذه النتيجة الغريبة، فلم تضم في صفوف مندوبيها في الجمعية الوطنية القادمة أيا من الكورد الفيليين (عدا التابعين للحزبين) حتى ولا في قائمتها التعويضية، وكأنها تريد أن تؤكد فقدانها الحقيقي لهذه الشريحة المهمة من الشعب الكوردي في العراق.

 وقد حاولت التنظيمات الكوردية الفيلية في بغداد ان تجد صيغة ما لتفعيل هذه القرارات، لاسيما بعد وصول الأخ الأستاذ مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان إلى بغداد للتدخل في مناقشات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فاجتمعوا لأكثر من مرة، لكنهم وكما يبدو أخذوا بالمقولة العربية الشهيرة ،إذ اتفق الفيلييون على أن لا يتفقوا !!

 لسنا هنا بمعرض الحديث عن الانتخابات ونتائجها، لكننا ونحن نستذكرهذه الايام ذكرىعمليات التطهير العرقي التي مورست بحقنا، نتسائل وبمرارة:

 أين مقرارت أربيل، التي نعتقد أنها السبيل الأمثل لضمان حقوق الكورد الفيليين في العراق، من التطبيق؟؟!!

 

أليس من الأفضل إيجاد صيغة جديدة بالغاء هذه القائمة التوفيقية من الأسماء ؟؟ وتشكيل لجنة مصغرة مقرها بغداد، تأخذ على عاتقها مهمة التنسيق مع حكومة الأقليم لتنفيذ قرارات مؤتمر أربيل، أم ان على الكورد الفيليين أن يتحملوا وزر نتائج الانتخابات التي يتحمل الحزبان الكورديان الجزء الأكبر من أسبابها.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com