|
الكتلة الأكثر تمثيلا وازمة رئاسة الوزراء حميد جويد ألغزي ما يمر به العراق في هذه الأيام هو مرحلة العزل والإقصاء , والترشيح المختبري لإخلاء الساحة السياسية من الوطنيين الأساسيين , وخلق الأزمات المتواترة وبأشكال مختلفة , لجعل العملية السياسية محصورة ضمن فئات وجهات معينة تفكر بمصالحها الشخصية والحزبية . أي محاولة بناء صيغة المصالح الحزبية وتعزيزها وإبعاد ذويها من التفكير بالمصلحة الوطنية . ومن أهم الأزمات المخلوقة , أزمة رئاسة الوزراء والمتمثلة بقيادة الجعفري , فتمثيله لهذا المنصب كان وفق آليات انتخابية مدعومة جماهيريا وقضائيا , ولا يوجد غبار على ذلك . واتى بهذه الشكلية من القيادة بالاتفاق الدستوري بين الجماعات المتفاعلة في العملية السياسية من جميع الأطياف الطائفية والدينية والقومية والعرقية . فالظهور المفاجئ لهذه الأزمة هو دليل على محاولة الإقصاء المتسلسل والتي تليه اقصاءات أخرى . لذا فمن المفروض أن تتمسك الجهة التي رشحته بان تقف بصمود ويكون همها الأساسي تثبيت هذه الحقيقة , وليس الخروج بتصريحات من هنا وهناك بالتميع والتهاون أو السكوت , مع الاحتفاظ بحق من أصر وأبدا مواقف إيجابية لهذه الأزمة , فهناك من وضع مبرر بان التراجع عن الترشيح يعطي للائتلاف الحق في الاعتراض على من يرشح من قبل الكتل الأخرى لمناصب حكومية , وهذا المبرر لم يكن منطقيا لكون الآخر يقتنص الفرص لأخذ المزيد والدليل واضح من خلال كثير من التراجعات والتنازلات المقدمة من كتلة الائتلاف ويعتبره المقابل حق ويتجاوز ويتمادى اكثر بعدم قبول اغلب الاطروحات السياسية المقدمة من قبل هذه الكتلة . والتمس عذرا من رئيس الائتلاف الذي يتحدث في اكثر من مناسبة عن الفيدرالية والتي هي مطلب أساسي للشعب العراقي , ولم يؤكد ويوضح موقفة لحد ألان من هذه الأزمة والتي هي في الظرف الراهن أهم من مطلب الفدرالية ومرورها بالشكل المعروض والخاضع للغايات المبيتة فقد نكتب على أنفسنا السلام . من جانب آخر إن الحديث عن المطالب الأخرى للشعب العراقي والتركيز عليها اكثر من الأزمة الحالية يجعلنا في موقف يعزز التبويق السياسي لفرقتنا , وهنا يجب أن لا تخضع تصريحاتنا وفعالنا للمثل الشعبي (( نثرد بصف الماعون )) لان الذي يواجهنا يصوب سهامه بدقة وآمان ونحن لا نصدها , وإنما نوجه سهامنا بعيدا عن الهدف وقد وضعنا أنفسنا ضمن حالة التبييت السياسي اللامنطقي للعزل والإقصاء (( إن صح التعبير)) . من جانب آخر إذا كان هنالك إشكال للترشيح فيجب أن يكون في بادئ الأمر على الرغم من إنها حالة غير صحية لحاجتا الماسة للاتحاد وعدم التفريط بالفرص المقدمة من قبل الشعب العراقي للكتلة الأكثر تمثيلا , وعلى الرغم من أن آلية الترشيح في داخل كتلة الائتلاف ابتداءا دلت في أساسها على عدم التوائم لكونها أتت بالانتخاب وهذا لا ضير فيه من الناحية السياسية والقانونية , لكنها هشة من ناحية تلائم المبادئ والأساسيات المطلوبة لمواجهة كل التداعيات السياسية المغرضة والمنظورة في واقع الساحة السياسية والمعادية لإرادة الشعب العراقي. لذا فمن المفروض أن ندخل العملية السياسية بكامل ذراعنا وبقوة وذلك من خلال الثبات على المواقف الموحدة وعدم التراخي والاسترهال , وان الذي يجري حاليا محاولة لتكسيراجنحتنا فلكي نداوي جراحنا يجب أن لا ننجر أمام عملية التبويق السياسي ونضع مصالحنا السلطوية جانبا ونتجاوز المصالح الحزبية ونخفف ضغط الاختناقات بين الفئات المختلفة في الرأي داخل كتلتنا لان ما يحدث في الظاهر من اتحاد فيه ملامح التناقضات الداخلية وتكون مفهومة وواضحة لأصحاب الحنكة والتحليل , عندها نستطيع مداواة جراح الأجنحة ونحلق من جديد ونصبح كالنسور . إني أتحدث في مقالي هذا بلغة ((ألنا)) لكوني مواطن عراقي والأغلبية العراقية من المهضومين في العهد السابق يعتبروا أنفسهم جزء من الائتلاف , لكونه ناصر المظلومين أساسا , لكن إن أبقيتم نفسكم السياسي يتحرك بما هو ألان , فهذا يعني إنكم فقدتم ثقتنا وبدأتم تُضعفوا الارتباط الوثيق مع جماهيركم وهذا ما يحزننا , لذا فاحذركم من نفاذ سلطة التاريخ الذي تتمتعوا به لان الأيام تكشف كل ما هو مبيت والشعب لا يقبل الظلم .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |