التاسع من نيسان يوم من ايام الله

الدكتور عباس العبودي

al.aboudy@btinternet.com

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }إبراهيم5

الذكرى الثالثة لسقوط الطغيان والذكرى السادسة والعشرين

لشهادة المفكر الاسلامي السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض)

{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5

 {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ }القصص78

 {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17

 في مثل هذه الايام وقبل ثلاثة اعوام سخر الله تعالى للمظلومين في العراق اقوى قوة في الارض لتنال  من الطغيان والفساد في العراق إمتثالا للحديث القدسي الشريف((الظالم سيفي إنتقم به وأنتقم منه(( ، هناك الكثير من الناس قد نسيت الله تعالى والدور الالهي في عملية النصر على الطغيان ومالت الى لغة المادة والقوة التي تمتلكها امريكا والقوى الحليفة لها .ان امريكا لم تتحرك بارادتها الذاتية لان ارادتها الذاتية لم تحركها حينما كانت تسمع وترى ضلامات الشعب العراقي على طول 35 عاما على يد الطغيان,ولعلها مهدت وساندت في حقبى زمنية هذا الطغيان ,ان الذي حدث هو ارادة ربانية وليس بفضل قادتها السياسين. {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17

 ان انسجام المصالح الامريكية مع مصلحة الشعب العراقي ومن فضل الله على اهل العراق ,تمكنت امريكا وحلفائها من القضاء على الطغيان في العراق ولكن ومع الاسف ,اخطات امريكا ـاريخيا حينما لم تسمع من العراقيين انفسهم حوا السبل الناجحة للقضاء الكلي على الببعثيين ومن ولاهم , بل استسلمت لضغوط المؤثرات السياسية والاغراءات المالية للدول العربية المجاورة للعراق والى اللوبي اليهودي الضاغط وبتاثير المال العربي والتقاء المصالح اليهودية و العربية في مواجهة التجربة الديقراطية الجديدة والوقوف سدا مانعا في وجه التجربة العراقية الجديد.إنه ومع الاسف وجود النظرة القاصرة للسياسين العرب ادت بالنتيجة الى بروز حالة من التخوف مما اسموه بالهلال الشيعي في منطقة الشرق الاوسط , وقدموا كل شئ للارهاب البعثسلفي من اجل الولوغ بعمق في دماء العراقيين الابرياء.

أقول لكل هؤلاء وبصراحة:

1-   ان وعد الله قادم في نصرة المستضعفين قهرا ,وان النصر حليفهم ومهما بلغت قوتكم وامكانتكم ,فلن تغني قوتكم واموالكم من الله شيئا ,الا خزي في الدنيا وعذاب في الاخرة. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36 , {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }الزخرف37

2-   على المتصدين السياسين في امريكا وكل حلفائها ان يعيدوا النظر في منهاجهم السياسي في دعم الحكام الظالمين الذين يعملون خلافا لمصالحكم ومصالح شعوبهم. واذا اردتم الحفاظ على مصالحكم ,عمقوا روابطكم بالشعوب المقهورة وصادقوها ولاتصادقوا الحكام ولاتقعوا بتجربة جديدة من الاخطاء التي وقعتم بها في خمسينات القرن الماضي. إن هذا العصر هو عصر ارادة الشعوب, ومشروعكم الديقراطي  ينسجم وارادة الشعوب, واذا كنتم تحترمون مشروعكم وديمقراطيتكم اعتمدوا على الشعوب واحترموا ارادتها وما تختار ,واجعلوا انفسكم حماة لارادتها حتى لاتفقدوا مصداقية شعاراتكم  ومبادئكم التي جئتم بها. إن مد يد العون والصداقة والمحبة الى الشعوب سوف يحافظ على مصالحكم في المنطقة وسوف  تجدون كل الخير لبلادكم ,وتنعمون بمنطقة بعيدة عن العنف والارهاب.

3-   اقول لكل القوى العراقية السياسية المتصارعة , إحسموا امركم بالعقل ولاتستسلموا لهواكم وتذكروا انكم مؤتمنين على اصوات الامة ,فلاتخونوا اماناتكم  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال 27 ,لان  خيانة اصوات الناخبين هي خيانة الى الله والى الوطن والى الناس. وسيكون نتيجتها الخسران والضياع . فكروا بمصالح العباد والبلاد ولاتفكروا على ما تحصلوا عليه من من متاع الدنيا الفاني ,فخيركم خيركم لو خرج من هذه الدنيا سيخرج بكفن فهو ومن خرج بكفن يعتبر نفسه سعيدا ,ان لم تكونوا طعما للاسماك الحيوانا ت البرية او تكونوا رمادا تذروه الرياح ,او اشلاء مبعثرة في الشوارع بفعل الارهابيين. أذن فكروا ليل نهار انكم مؤتمنون ومن لايحافظ على امانة العباد والبلاد ويفكر بانانيته ولايتجاوزها فهو خائن لنفسه وخائن لامانته.

4-   ليس صدفة ان يلتقي يوم سقوط الطغيان ويوم شعادة السيد الشهيد الصدر بيوم واحد ,وانما هو تخطيط من الله ليعطينا درسا . بان الطغيان الى زوار في مزابل التاريخ ,والحق هو دائما المنتصر وان كان على طول التاريخ محروم ومضطهد من قبل الطغاة , لان وعد الله تعالى هو النصر للمستضعفين الرافظين الى الظم مهما طال الزمان ومهما بلغ الظلم بظلمة فهو زبد زائل وما يبقى الا الذي هو في طريق الله , طريق الخير والمحبة الانسانية . هذه عبرة لمن يريد العبرة ,ان الدم منتصر على السيف دائما وابدا , وارادة الشعوب اقوى من كل الطغاة. {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } القصص5 , {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }الأعراف128  , وما اعظم الاحداث حينما تجتمع الذكريت المرة والحلوة في يوم واحد لتعطينا درسا وزخما عمليا بالتفؤل والحركة والعمل وتدي كل الصعوبات لبناء دولة الانسان في الارض-دولة المحبة والخير والاخوة الانسانية التي ينادي بها سيدنا ومولانا الامام المنتظر (عج) ,نحن نعيش في هذا الايام ذكرى توليه لقيادة الانسانية برسالة الله الخالدة وليعمر قلوب البشر بالمحبة والخير والعمل الصالح . ففي هذه الايام تولى امامنا المهدي المنتظر(عج)  الامامة بعد شهادة والده الامام العسكري(ع) بالسم من قبل حكام بني العباس الطغاة لعنة الله عليهم. فكروا  احبتي في الله  في طريق الله ولاتفكروا بدنيا فانية ,واختم قولي بما روي عن الامام الهادي (ع)  وكيف ينتهي بالطغاة الامر:

باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم      غُلْبُ الرجالِ فمـا أغنتهـمُ القُلـلُ
و استنزلوا بعد عزّ مـن iiمعاقلهـم      و أودعوا حفراً يابئس مـا iiنزلـوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا iiقبـروا      أين الاسرّةُ و التيجـانُ و  الحلـلُ
أين الوجوه التـي كانـتْ iiمنعمـةً      من دونها تُضربُ الأستارُ و  الكللُ
فافصـحَ القبـرُ حيـن iiساءلـهـم      تلك الوجوه عليهـا الـدودُ iiيقتتـلُ
قد طالما أكلوا دهراً و ما iiشربـوا      فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد  iiأكلوا
و طالما عمّـروا دوراً iiلتُحصنهـم      ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و  iiادّخروا      فخلّفوها على الأعـداء و iiانتقلـوا
أضحت منازلُهـم قفـراً  iiمعطلـةً      و ساكنوها الى الاجداث قد iiرحلوا
سـل الخليفـةَ إذ وافـت  iiمنيتـهُ      أين الحماة و أين الخيلُ و iiالخـولُ
اين الرماةُ أمـا تُحمـى بأسهمِهـمْ      لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ iiتنتقـلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما  iiاغتضبوا      أين الجيوش التي تُحمى بها  الدولُ
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما  دفعـوا      عنك المنية إن وافى بهـا iiالأجـلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش  iiمتصـلاً      من روحه بجبالِ المـوتِ iiتتصـلُ

 

 المنتصر هو الشعب بارادته لابخنوعه, والخاسر من خسر نفسه بحطام دنيا فانية.
 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com