|
يوميات معيدي في السويد .. هل بقي منها شئ .. هيلين شبعاد جبار بصراحة كنت خائفة ان اكمل واجهز على المسكينة هيلين اشعر انه لم يتبق منها شئ ولكن تبقى عندي اشياء واشياء لم اقلها \"وسوربت\" المسكينة بين يدي..هي كانت مقهورة على الطفولة الضائعة بين \"حقول\" المزابل والعمر الوردي المسروق من هؤلاء الاطفال اللذين قضوا ربيع عمرهم بين الملوثات والروائح النتنة والمواد الخطرة المشعة التي تتناثر هنا وهناك بدلا من ساحات وامكنة اللعب التي تصنع نعم تصنع بالاضافة الى المدرسة جيلا خاليا من العلل ..فاي جيل نتنظر من اطفال بلا مدارس وبين المزابل..انظروا لجيلنا القادم ولانلومن الا انفسنا فنحن جميعا بسكوتنا على هكذا ظاهرة نساهم بل نخلق جيلا انتم تعرفون اي مساوئ سيحمل ونحن السبب..صدام كان سببا واحدا لن نقعد نلومه طيلة عمرنا بدلا من ان نجد الحل ونحاول لملة الجراح وتضميدها بدلا من ذر الملح فوقها لا بل \"لجمها\"كل دقيقة لكي تتقيح واي قيح سيكون ..كوفي عنان كان سببا وسببا كبيرا وهو يدوسنا واطفالنا بجزمته تحت وطاة حصار كان الشعب والشعب والطفولة في العراق هو الخاسر الوحيد وجميع الاطراف كانت رابحة بمن فيهم كوفي عنان نفسة ببدلته الانيقة وقميصه الابيض الناصع ..كان يفرك يديه فرحا وليس كمن لاحول له ولا قوة كلما تجدد الحصار اللعين على اطفال العراق ولعابه يسيل لتلك الصفقات المشبوهة التي يبرمها والتي ماهي الا سرقة القطرات الاخيرة من دماء اطفالنا..وسرقة اضافة الى طفولتهم وبراءتهم ..سرقة اعمارهم بين نقص دواء وغذاء, وريع النفط يعرف جيدا يذهب لمن ..انت المسؤوووووول ياعنان عن كل ما جرى لاطفالنا وعن كل ما تعرضوا لهم من جرم ..فكيف تصلح ما افسدته يداك..كيف تمد يد العون لاطفالنا اللذين مازالوا يجوبون القمامة بحثا عن لقمة.. وبدلا من ان تمد يدك للمساعدة سحبت ايدي كل الخيرين واشرت الى ان العراق خطر ولانستطيع المساعدة الان..اتمنى ان توصلوا صرختي اليه فهو المسؤول الاول والاخير عن اطفال القمامة في العراق ليبق قميصه الناصع متالقا ولكن اين الضمير اني ابحث عنه في نفس االامكنة التي انتهى اليها اطفالنا..للاسف لقد اصبحت ضمائر العالم قمامة فكيف نستصرخ بعد الضمائر\"عذرا لكل المخلصين الطيبين لكنكم تقدرون الالم الذي انا به والخوف من المستقبل الذي ينتظر جيلنا الجديد\"..اما الجهة الثالثة اللي شاركت في اطالة معاناة هؤلاء الاطفال وزيادة عددهم فهي الحكومة الحالية ومن سبقتها بعد سقوط النظام كنا نتصور انها اول ماتلتفت الى الطفولة وتمد يدها لتنتشلهم مما هم فيه لانه جيلنا القادم امتدادنا للمستقبل فاذا بها غارقة في صراعاتها على المناصب ومع الاسف لاتشعر بان الكرسي الذي اهداه اياها الشعب وابو ذلك الطفل الذي يسكن القمامة لاتشعر بانه مسؤولية يجب ان تتحملها وانما تنظر اليه بنفس النظرة السابقة كرسي المصلحة والجاه والنقود والسطوة وفي احيان كثيرة ايضا كرسي للبطش وظلم الاخرين..اي انا لم اكلم هيلين عن فتياتنا وصبايانا اللواتي جردن من صباهن ليرزحن تحت الالام اليتم والفقر والعازة والثكل وكل ما يخطر على بالها من الامور التي لاتمت الى الصبا والشباب بشئ.. بصراحة خفت لا نخسرها ..كانت علاقتها طيبة مع الجميع بمن فيهم انا ,الكل هرع لنجدتها عندما وجدها مغميا عليها واحسست بنظرات العتاب توجه لي لذا اسرعت الى المطبخ لجلب فحل بصل في محاولة لانعاشها ,قابلني احدهم في الطريق وعندما راني ادش فحل البصل قال لي يموعدة شدتسوين صدك انت معيدية هذي بهالطريقة راح تموت مو تنتعش شنو انت ماتعرفين \"ميركال او هابي\"قلتله شنو هاي كال عطور قلته قبل الحصار كانت امي تحط بروفسي ومن كنت زغيرة اعرف ريحة اسمها كلامور ماعرف يمكن يحطون منها اثنينهم ابي وامي لكن من الحصار وليجاي ترة اختك انكطعت اخبارها عن العطور لان كان القائد الضرورة يعلمنا انه هاي اشياء مو ضرورية بس اله وحده كان يترك وراه مستحضرات كارتير بكل مكان يفتشوه بعد ان يهرب منه..ومن ذاك الوقت وحتى قبله ليس هناك اجمل ولا اروع من ريحة التنور والخبز ورائحة شواء البصل والمطال الولد مافتهم شنو المطال هسه انه اروح اشرحله البايوماس وانه مستعجلة ..عدلت عن فكرتي الجهنمية واخذت بدلا من ذلك كاس فيه ماء وشمرت عن سواعدي وانا ابدي اهتمامي وضعت اصابعي في كاس الماء نعم عشرة قطرات من الماء رششتها على وجه البنية وهاي عشرة قطرات اخرى اخرى لتصيرين طماعة الحكومة تمشي وتوصي بينا سبارا=وفروا بالماي وفروا بالطاقة وفروا بالحرارة وفروا وفروا.. انه استغربت الماء هنا وفير الانهار تارسة البلد البحيرات مزرفة السويد الخلجان اضافة للبحر ويقولون وفروا بالماي..اي لازم نوفر لان الدولة تخسر هواية فلوس حتى تخلي هذا الماء صالح للشرب لذا يجب الا يهدر وتهدر معه الفلوس لان طبعا هذا يؤثر على الاقتصاد ويصير نقص بالخزينة وبالتالي نقص بالفلوس يقلصون الميزانية يقلصون فرص العمل يقلصون الموظفين\" ومن جاء اخيرا يخرج اولا\" وداعيتكم جاءت اخيرا يعني اول الخارجين من ذاك الباب العريض واول من يراويهم عرض جتافي..لذا كنت اعد قطرات الماء التي انعش بها الفتاة لاتروح تطلع قطرة منا منا زايدة يسجلوها هدر لكن المصيبة هو فيما تبقى من الماء في القدح قدمته الى احدهم ممن يعزون الماء كثيرا فتراه دائما يحمل قنينته معه وقلت له انت على طول تعطش اشرب ليش حرامات اذبّه اشاح بوجهه عني مشمئزا ولم اشأ ان اعطيه للفتاة لكي لايغمى عليها من جديد فشربته وانا اقول افيش لو كان هذا من ماي الغراف.ا شربتته على مضض كي لايسجل علي هدر وكل همي ان تفيق هيلين لانني بحاجة ان اناقش معها بعض الامور العلمية الخاصة بعملية فرز القمامة ولكنني لااظن انني سافتح معهاالموضوع الان انتظروني في المقالة القادمة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |