|
الجعفري بالطالباني والبادئ أظلم كمال مصطفى نقرأ في التأريخ بأنه عندما إزدادت الفتنة بين المسلمين في زمن الامام علي عليه السلام ووضعت حرب صفين أوزارها وكذلك النهروان، فكّر عدد من الخوارج بالقضاء على ما أسموهم برؤوس الفتنة، وإن كنا لا نتفق مع هذا الطرح إلاّ أنه لايخلو من موضوعية ومصداقية حقيقية فيما يتعلق بالوضع السياسي الذي نعيشه في العراق اليوم، وعليه إذا أريد تغيير الجعفري من رئاسة الوزراء فيجب حينئذ عدم إعطاء الثقة للطالباني كرئيس للجمهورية في مجلس النواب يومها، وعدم إعطاء الفرصة لـ(عمرو بن العاص) من لعب دوره المسموم في مستقبل العراق لئلا يعيد التأريخ نفسه ويقتل الشريف ويحكم الوضيع الط....ي ويفلت عمرو بن العاص. وقد جرت العادة في الحياة الدبلوماسية بين الحكومات من أنه إذا طرد دبلوماسي من بلد ما فتقوم دولته بطرد دبلوماسي مماثل للمطرود الى الدولة المقابلة بدون إبداء الأسباب ردا بالمثل انتصارا لكرامتها وسيادتها القانونية والدولية، وهذا الأمر ليس ببعيد عن قانون العقوبات بالمثل العين بالعين، وكذلك إذا اصرّ الأطراف لتغيير الجعفري فمن الضروري تنحية الطالباني من منصبه والبادئ أظلم. فالقضية لم تعد قضية الجعفري بل إنها قضية المستضعفين ووراث المقابر الجماعية من أبناء الشعب العراقي. ولا يمكن نسيان اللحظة التي خرج بها جلال بوجهه المكفهر أمام شاشات التلفاز وتتطاير الشر من وجهه مبديا عدم رضاه بفوز الجعفري في الانتخابات التي إتفق عليه أعضاء قائمة الإئتلاف لترشيح مرشح لمنصب رئاسة الوزراء، مع أن تسمية رئاسة الوزراء حق قانوني مطلق لقائمة الإئتلاف ولا يحق للآخرين فرض آرائهم على القائمة الأكثر نوابا والتدخل بشؤونها الداخلية. وغير خفي أن المعارضين يبحثون عن شخص ضعيف يمكنهم من خلاله إمرار مخططاتهم الجهنمية أو يفرضون عليه عشر نواب للأمن والاقتصاد والتعليم والطاقة ووو... وحتى السياحة، حتى يبقى رئيس وزراء (طرطور) يقوم الآخرون بأعماله وواجباته الدستورية ويتخذون القرارات المصيرية من دون علمه أو الرجوع اليه. وعملية قص أجنحة رئيس الوزراء(الشيعي) الدستورية يقابله مطالبة جلال صلاحيات إضافية لـشخصه فقط كرئيس جمهورية الغير الدستورية (فإن صار شخص آخر رئيسا للجمهورية فلا يوافق جلال للصلاحيات التي يطلبها الآن لنفسه، كما صرح بذلك بنفسه على الاعلام، وقال إذا صار شخص آخر رئيسا للجمهورية فيبقى صلاحياته كما هي في الدستور وبلا إضافة). وعلى منتسبي قائمة الإئتلاف اليوم أن لايكونوا ضعفاء لأنهم في إختبار حقيقي وقد مرّت خمسة اشهر على الانتخابات ولم تتشكل الحكومة لسبب واحد ألا وهو كونهم ينتمون لقائمة المستضعفين في التأريخ. أيها الشيعة أثبتوا للعالم بإبقاء الجعفري رئيسا للوزراء بأنكم الإئتلاف العراقي الموحد ( وليس الإختلاف العراقي الموحد كما يراد لكم) وتطيعون المرجع المسدّد آية الله السيستاني، ويا ايها العالم ليتنحى الطالباني إذا ما تقرر عدم إستلام الجعفري منصبه كرئيس لوزراء العراق والبادئ أظلم، ولا يفلت عمرو بن العاص من القصاص.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |