ثلاث سنوات على سقوط ’هبلْ الكبير تقتيل وتخريب وضياع لحقوق الشهداء والمظلومين

 

 

وداد فاخر* / النمسا

هل توقع احد منا أن يكون حال العراق مثلما نراه الآن بعد سقوط هبل العرب الكبير صدام حسين، أو كما يطبل ويزمر البعض برفع راية كاذبة مزيفة وهو يتبجح بـ ( التحرير ) الذي لا وجود له إطلاقا ؟! . نعم لقد تخلص العراقي المظلوم من كابوس رهيب كان يجثم على أنفاسه ويقض مضاجعه ليل نهار لكن جاءه كابوس آخر لا يختلف وزنا عما مضى لذلك الكابوس الرهيب . فقد حول ازلام البعث وحلفائهم من التكفيريين المهنة التي تدربوا عليها وهي مهنة القتل والتدمير من قتل سادي مباشر إلى قتل على الهوية وبصورة غير مباشرة . ذهب صدام وقسم صغير من عصابته القذرة وولديه المقبورين عدي وقصي ، وجائهم آلاف التكفيريين من سقط المتاع العرب والأجانب ممن يحقد على حضارة وخيرات بلاد الرافدين . سفلة ، وقتلة وساديين لا هم لهم سوى القتل والتدمير . احرقوا كل شئ بدءا من المساجد والكنائس ومراكز العبادة لكل الديانات البشرية .

ترى هل كانت هذه الخطة المخيفة معدة سلفا ؟ ، نعم فنحن رأينا منذ أول لحظة السقوط أن هناك لا مبالاة متعمدة من قبل القوات المحتلة التي تركت الحبل على الغارب لازلام النظام بالاختفاء بدءا من اكبر جنرالاته حتى اصغر بعثي قذر من كتاب التقارير العفلقية . نهب وسلب ، وتخريب وتدمير جرى أمام أعين وأنظار الجميع وعلى شاشات التلفزة بدون أن يرف للقوات المحتلة جفن . ثلاث سنوات من التفخيخ والتفجير والقتل على الهوية حتى وصل الأمر بالعراقيين أن يهجروا وهم داخل بلدهم . إذن فنحن أمام باكستان جديدة سوف تنسلخ عن الهند كما حصل في منتصف القرن الماضي فالفرز لم يتوقف بعد بين تجمع شيعي وآخر سني . وسياسيون متفرجون على ما يحصل وهمهم فقط تبويس اللحى بعد العودة ( الميمونة ) لرجال البعث العفلقي ممثلا بضباط المخابرات القدامى أمثال طارق الهاشمي والجنرال الفاشل خلف العليان الذي يود أن يكون نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية !!!!!!!!!! . ألا ترون معي أن هناك مهزلة تمثل على مسرح السياسة العراقية مخرجها رجل المرحلة الحالية زلماي خليلزاد ، وشخوصها سياسيون ضعفاء متمسكون بكرسي السلطة رغم كل ما حصل ؟؟!! .

مهزلة القرن الحادي والعشرين أن يكون العراقي غير آمنا على نفسه بعد سقوط هبل الكبير ، ومعرضا للقتل والتهجير والنفي والهجرة القسرية من مدينته أو بلاده ، بينما يصول ويجول في بلاد الرافدين ازلام القاتل حارث الضاري وفدائيي صدام ورجال الحرس الجمهوري وضباط الأمن العام .

أيها العراقيون ثوروا على أنفسكم ، فأما أن تكونوا أو لا تكونوا واكنسوا حثالات البعث والهمج الرعاع القادمين من خلف الحدود من العرب المستنذلة ، والأعاجم المرتزقة . سلحوا أنفسكم بالأيمان بحب الوطن ، ووطنوا النفس على الصمود وعدم الانصياع لتهديدات القتلة والمجرمين . شكلوا مجاميعكم المتصدية في كل شارع ودربونة فالكثرة المتسلحة بالإيمان تغلب القلة المجرمة ولو كان متسلحة بأقوى الأسلحة الفتاكة . بادروا بالهجوم ولا تتخذوا من الدفاع وسيلة . افتكوا بالإرهابيين حالما تلمحونهم بعددهم وعدتهم وبدون رحمة . تمسكوا بحقوقكم المهضومة ، واسترجعوا حقوق ضحاياكم ، ولتهنأ أرواح الشهداء وهم في قبورهم . فأما عراق حر ديمقراطي موحد ، أو فليذهب كل منا لسبيله وتوضع الجدران الفاصلة بين ولايات العراق الثلاثة السابقة ونؤسس لجمهوريات يوغسلافية جديدة  .

 

  * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com