أوقفوهم إنهم خائنون

عماد الكاصد / رئيس التحرير إبن العراق

iraqmedia@yahoo.com

أيها الناس- ببطشي لا تضيقوا .. فأنا أقتل كي لا تقتلوني وأنا أشنق كي لا تشنقوني .. وأنا أدفنكم في ذلك القبر الجماعي لكي لا تدفنوني. "نزار القباني"

كأن القباني تنبأ بهذه الأبيات لمثل هذه الأيام السوداء التي تمر على الشرق الأوسط وعلى العراق.

فالكل يبطش بالآخر كي لا يبطش به أحد، والكل يخاف أن يفتن عن السارق كي   لا يفتن عليه، والكل خائف من أن تفضح عمالته. والحقيقة

أنهم عملاء بلا رحمة وبلا أنصاف بل أنهم خائنون.

بلد مثل العراق يحكم بلا قائد وبدون حكومة، معجزة علينا أن نشكر الله عليها كثيراً، بلد تتحكم فيه أيادي الشيطان الخفية يوماً بإسم الدين ويوماً آخر بإسم القومية، وأما الطائفية فينطق بها الحكام قبل المعارضين.

هكذا هو عراقنا اليوم؟

نحتاج إلى وساطة كي نقنع السياسيين بدستور العراق، نحتاج إلى وزيرة الخارجية الأميركية "كوندوليسا رايس" كي تتوسط بين الجعفري والطلباني ليتفقا على دستور العراق الذي خط بأيدي عراقية، ودفع الشعب دماء بريئة من أجل أن يصوت عليه، يجتمعون كأنهم في زمن المعارضة وكأنهم يجلسون في إحدى مؤتمرات لندن أو نيويورك، ولم يقتنعوا بالحقيقة بعد بأنهم أصبحوا داخل العراق، وكيف لهم أن يقتنعوا إذا كان كل منهم يتحضر للهروب من البلاد بأسرع وقت بل وأسرهم لازالت في الخارج تقبض مساعدات إجتماعية من لندن ومن أميركا.

الكل يسرق والكل صامت.. الكل خائن!

يتفاخر اللصوص الآن في العراق بأنهم أصحاب سلطة إن كان في الوزارات العراقية أو في المناصب الحساسة في الدولة أو في حكومة الإحتلال. والشعب يبحث عن قائد لكي يحكم إمبراطورية النفط.

بلد الهستريا السياسية، بلد العبثية المنظمة، الكل يريد أن يأخذ ولا أحد يقبل أن يعطي أو يتنازل، الكل يتكلم بالطائفية والقومية والشعب يدفن- بمفخخات الجاهلية - الكل يبحث عن مخرج لهذه الهستريا التي لا نعرف نهايتها.

فقد تلاشت كل القيم الإنسانية والأخلاقية في التعامل مع مأساة شعب العراق!

وتهشمت أحلام الشباب وزرع الشوك بدل من الزهور في بساتين بغداد، وخاننا السياسيون الذين كانوا يدعون الوطنية وباتوا يتصارعون الليل والنهار لا على حساب مصلحة الشعب بل على حساب مطامعهم الخاصة.

أوقفوهم أنهم أصحاب كراسي... أوقفوهم أنهم أصحاب مصالح، ويتباكون على الكرسي كما يتباكى الأطفال على قطع الحلوى عندما تنشر في مناسبات الفرح.

اليوم قد شهد التاريخ خيانتكم العظمى لأهل المقابر الجماعية ولأهل حلبجة، اليوم بانت خيانتكم لدستور العراق ولشعب العراق. واليوم نعلن "معارضة .. معارضة.. نعم فنحن المعارضة وأنتم دخلاء عليها" أنكم خائنون للوطن وخائنون لكل مبادئ السياسة والحرية بل أنكم لا تفقهون حتى معنى الديمقراطية. لأنكم خائنون؟

وأنبئكم أن مصيركم قد أقترب من حفرة الفأر وكي أطمئنكم أكثر فهذه المرة الشعب لن ينتظرمحاكمتكم على شاشات التلفاز اللعينة بل ستكون نهايتكم في حفرة الفأر، التي حفرها إمبراطور الديكتاتورية بل أزود منها.

فأنتم خائنون.. ونحن المعارضة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com