|
حسوني الذي لا بارك الله فيه ليس عليه حرج حمزة الجواهري قررت الاحتفال بالتاسع من نيسان المجيد قبل إن اكتب عن ذلك الخرف المعتوه حسني الذي لا بارك الله فيه ولا بذريته، ولو لم أكن أعتبره كذلك، أي خرفا معتوها، لأفسد علي اليوم الجميل الذي قررت حقا الاحتفال به حتى لو كان الاحتفال تحت أزيز الرصاص والحقد الطائفي لفلول النظام المقبور، هؤلاء نلتمس لهم عذرا، فهم ينتقمون من شعب قد انتصر لنفسه يوم التاسع من نيسان، وألقى بهم وبرئيسهم في مزبلة التاريخ، لكن ما لم أكن أتوقعه فعلا، أن اسمع من رئيس لدولة عربية كبرى هو الطعن بوطنية شعب!!! نعم انه الشعب بكامل أطيافه وليس الشيعة فقط. لقد سمعنا أن هناك من يطعن بالوطنية لشخص أو حزب، لكن أبدا لم أسمع بمن يطعن بوطنية شعب!!!! وهنا سر الغرابة، فلو لم يكن خرفا معتوها لما أقدم على الطعن. الوطن بلا شعب ليس وطنا، فهو أرض خراب، لا ولاء لها، ولا قيم عليها، ولا من يحارب من أجلها، ولا حدود لها، فهي نهب وملك مشاع لمن هب ودب ومن شاء حتى لمن لا يشاء، وحين يجتمع الشعب والأرض في وحدة واحدة تكون الأرض وطن، لها تستكين النفوس وبها يمتلك المرء حقوق، من مائها يشرب ومن هوائها يتنفس وفي ترابها يزرع ومن خيراتها يأكل، ومن طينها تبنى البيوت وفيها تقبر الأجساد، هي المكان الذي يرتبط بالتاريخ والمستقبل وهي الأمل وهي من يخيب فيها الأمل، كل هذه المعاني وغيرها تفقد ماهيتها عندما لا يكون هناك وطن، والشعب بلا أرض ليس شعبا، والأرض بلا شعب ليست وطن. كل هذه المعاني لم يستطع أن يدركها حسوني بالرغم من أنه مازال يدعي أنه رئيس دولة! هذا الخرف الذي لا يفقه من اللغة أبسط معانيها وأولها، كيف يستطيع أن يحكم بلدا بهذه العراقة وشعب يعد الأكبر بين الشعوب العربية؟ سؤال مشروع نطرحه على الشعب المصري، فهل ثمة جواب؟ أنا لا أعتقد أن للشعب المصري أي جواب، بل ولا يستطيع أن ينبس ببنت شفة أمام طغيان الأجهزة القمعية التي مازالت تحتفظ بآخر موميائات مصر رئيسا للبلاد. إن هذا المعتوه قد وجه الإهانة للشعب المصري عندما وجه إهانة لشعب عربي عريق، فهذا الشعب الذي كان حسوني يقول جازما أن ولاءه لبلد آخر وهو الشعب الذي صنع تاريخ العرب، وهو من وضع أول الحروف الهجائية وعلم جميع شعوب الأرض معنى الفكر، وهو أول شعب أسس حضارة، وهو أول من كتب شعرا، وأول من قال في الفلسفة من العرب، وهو أول من علم الشعوب معنى الثورة وهو أول وضع علامة فارقة بتاريخ العرب، بل هو الذي وضع كل العلامات في مفارق الطرق في التاريخ العربي الإسلامي، شعب هو الذي اكتشف معنى الوطن، حيث العراق هو أول الأوطان على سطع البسيطة، ومن الذي يستطيع أن يطعن بهذه الحقيقة غير حسوني الذي لا بارك الله به ولا بذريته؟ أنا لست مدافعا عن الشعب العراقي ضد كلام قاله معتوه خرف، لأن ليس على المجنون حرج، ولكن أستحث الشعب المصري كي يعرف من الذي يحكمه وأن يثأر لكرامته المهدرة ويلقي بهذه الحثالة من سقط المتاع في مزبلة التاريخ. كيف يستطيع أن يميز بين الحق والباطل من يطعن بوطنية شعب؟! كيف يستطيع أن يميز بين الحق والباطل من لا يفقه معاني الكلمات؟! كنت أفكر أن أطلب اعتذار من هذا الخرف، لكن حين نظرت للمسألة بموضوعية وجدت أن كيف نطلب اعتذارا ممن لا يفقه معنى الكلمات؟! لذا فإن الذي قاله لا جناح عليه، إذ ليس على المجنون حرج، لأن المجنون والمعتوه والخرف بذات المعنى، فهي صفات لمن فقد عقله، وحسوني الذي ...... لا عقل له.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |