قاتلك الله ياحسني

احمد اللامي / اعلامي في تجمع عراق المستقبل

cairaqs@yahoo.com

ربما يستغرب بعضنا عندما يسمع تصريحا لأحد القادة العرب من شأنه إن يصب الزيت في النار – كما يقولون- ليشعل فتنة طائفية هنا او هناك . لكن الذي لديه مقدمات عن أخلاق القادة العرب ومواقفهم المخجلة لا ينتابه ادنى استغراب لذا لم يكن غريباً إن نسمع الرئيس محمد حسني مبارك يعلن بوقاحة عن وجود حرب أهلية فعلية في العراق .

نحن نعرف الدوافع الخبيثة التي دفعت بالرئيس حسني إلى مثل هكذا تصريحات لأنه وأمثاله من القادة العرب يحاولون وبكل قوة تشويه صورة العملية الديمقراطية والانعطافة التاريخية الجارية في العراق والتي من شأنها إن تغيير وجه خارطة الأنظمة الأحادية والشمولية في الوطن العربي، وكانت هذه التصريحات من الرئيس حسني كنوع من الوفاء للتحالف البعثي القديم والحنين إلى هبات صدام السخية لذا لم يستطع كبح جماح عقله الباطن وأظهره إثناء حديثه لقناة العربية الفضائية .

نحن نعرف أنكم في كل مواقفكم ضد حرية الشعب العراقي وتتمنون ان ترجع غياهب المعتقلات الصدامية المظلمة والمقابر الجماعية وان يعود العراقيون الوطنيون إلى أقاصي  منافيهم . ومهما يدعي المرء انه وطنيُ ويتبجح جداً بوطنيتهم الا انه في غمرة انفعالاته تفضحه طائفيته وانويته .

ويبدو واضحاً على الرئيس حسني انه مستاء جداً من وصول رجالات الشيعة الى سدة الحكم في العراق واخذ مكانهم وحجمهم الطبيعيان في ارض السواد لذا طعنهم – أي شيعة – بولاءاتهم الى ايران وذلك برأيي يعود الى غرضين :

الاول : كان لشحن الشارع السني بمشاعر الكراهية والبغضاء لهذه الطائفة وبالتالي جرهم الى مستنقع الحرب الطائفية .

الثاني : كان تزلفاً منه الى الولايات المتحدة الامريكية التي تعيش علاقة غاية في التوتر مع إيران ومحاولة منه الى وضع عقبات في طريق العلاقة بين امريكا والسياسيين الشيعة وتحويل انظارها الى السياسيين السنة .

انا اقول له ان هذه ورقة احترقت وما عادت تجدو نفعاً .

 ان الشيعة والسنة ليسو العوبة بيد امريكا وايران ، ان سياسيينا يتصرفون بوحي من عراقيتهم وعربيتهم وماسمعته بالامس من رد لصالح المطلكَ وهو سياسي سني كان مثلجاً للقلب عندما اعتبر اتهامات حسني للشيعة عارية عن الصحة واجابه بأن الشيعة اناسٌ وطنيون معروفون بمواقفهم الوطنية وانتماءاتهم العربية .

قاتلك الله ياحسني وانت تقف على شفاء حفرة من القبر ، انك لم تقل كلمة حق يترحم بها العراقيون عليك عندما يقبضوا ملك الموت روحك .

يأيها القادة العرب لايريد الشعب العراقي منكم أي موقف ، سواء صمتكم وسكوتكم ويكفينا من هداياكم انكم ترسلون الينا بأنتحاريكم ومفخخاتكم .


العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com