السعودية تنفي عروبة العراق .. أوهام التوسع

محمد الموسوي / باحث قانوني

almosawy1967@yahoo.com

 بعد أن تم لعائلة آل سعود تصفية الزعامات العربية في الجزيرة العربية بمساعدة الإنجليز، وقدرتها في استبدال حتى اسم المنطقة العربي وجعله تابعا للعائلة، ظلت تعمل بكل طاقاتها البترولية لمحاربة أي توجه عربي لا ينسجم وطموحاتها في سعدنة المنطقة وجعلها تابعة لها، حيث إن السعدنة- التي يريدها هؤلاء الغريبين عن العرب نسبا وحسبا- تقتضي استبعاد الفكر العربي من خلال إدخال مفاهيم مشوهة فيه طالت حتى الدين الإسلامي الذي يدفع العرب والعالم اجمع ويلات انتشاره في ظل غفلة العقل العربي خلال فترة الانحطاط التي شهدها بفعل الاستبداد الذي زرعته القوى الاستعمارية بعد أن قررت استبدال وجودها المباشر في الأراضي العربية بالوجود الاستبدادي لعملائها من المحسوبين على المنطقة.

وقد كان العراق العقبة الكبرى في مشروع السعدنة المقيت إذ أن العراقيين في غالبيتهم الساحقة هم من أصول انحدرت من الجزيرة العربية أو اليمن بعد الفتح الإسلامي وهم يعرفون تماما اصل آل سعود وما حدث للعرب في نجد والحجاز ومكة والمدينة على أيدي هؤلاء الشرذمة إضافة إلى التوجه العربي والإسلامي في العراق الذي حفظ العروبة والإسلام والذي يشكل الخطر الداهم على المشروع السعودي الذي اعتمد البترول والمساعدة الاستخبارية الغربية في تحقيق أهدافه.

إن الأوضاع التي يعيشها العراق اليوم بفعل الموقف الذي ساقه إليه عميل السي أي إيه المدلل صدام قد أوهم آل سعود بان الفرصة سانحة للاقتضاض والتخلص من الشوكة التي اسمها العراق إذ سعت السعودية وقبل دخول أسيادها الأمريكان وتدنيسهم ارض العراق المقدسة إلى تخريب أسس المجتمع العراقي وحلّ عراه الوطنية فنجدها قد خصصت قناة المستقلة الفضائية وغيرها من القنوات للنيل من وحدة الشعب العراقي، وليس أمامها بالطبع مساحة أغنى من المساحة التي خلقها الاختلاف الفقهي بين السنة والشيعة، وبعد دخول القوات المحتلة أرسلت المئات من عملائها وزوّدتهم بالمال والسلاح لقتل العراقيين من جهة وبثّ الفرقة بينهم وقد التزمت الصمت السياسي في الظاهر لتمرير مشروعها، وبعد أن اثبت عرب العراق إنهم أذكى من أن ينزلوا إلى وحل الافتراق قررت السعودية بعد إحساسها بالخطر من المشروع الوطني العراقي الذي تجلى في الدستور حيث أصبح قاب قوسين من الانتصار الذي سيحقق ليس للعراق الحرية فحسب وإنما لجميع المحرومين في المنطقة ثارت ثائرتها وظهر بوق خارجيتها في تصريح ملغوم بالخباثة اليهودية حين قال إن العراق سيسلّم إلى إيران وطبعا المقصود فيه الشيعة في العراق والقول بإيرانية شيعة العراق القصد منه واضح وجلي ألا وهو نفي عروبة العراق سيما وان غالبيته من الإيرانيين وبهذا يضرب العصفورين بحجر واحد فمن جهة قد استبعد الهوية العربية لشعب العراق وهو الهدف الإستراتيجي للسعدنة ومن الجهة الأخرى قد دق الإسفين المقيت في التفرقة بين عرب العراق على الأساس الطائفي وهو السبيل الوحيد الآن أمامهم وأمام أسيادهم لتحقيق مشروع الدولة الطوائفية.

إن شعب العراق العربي المسلم يدرك جيدا أن المعركة الدائرة الآن على أرضه هي معركة الحضارات وان المقصود منها تفتيت الوحدة الإسلامية للقضاء على الإسلام الذي نشره جند العراق كما يدرك أيضا إن تنوع وتعدد مكوناته لا يعني البتة التناحر والتناقض بل انه الوسيلة الفضلى للتعايش والتسامح كما فعل الرسول الأعظم الذي حطم خيبر وبنى المدينة المنورة ووحد العرب والعجم في التقوى وحفظ حقوق الأديان الأخرى فكانت دولة المصطفى (ص) الدولة المثلى التي يريدها الخالق (جلّ وعلا) للاجتماع الإنساني على أسس التقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضمان حقوق الإنسان فالبشر إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، كما أوصى حبيب المصطفى الإمام علي بن أبي طالب(ع)، وان العمل أساس المفاضلة في تحقيق المكاسب.

إن إظهار السعودية نفسها على أنها المدافع عن عروبة العراق وحقوق السنة خدعة لا تنطلي على عاقل مطلقا فقد رأى العراقيون جميعا إن المفخخات السعودية التي تنفجر في العراق كل يوم بمساعدة أمريكية قد حصدت أرواح العرب من الشيعة والسنة وان عملاء آل سعود يقتلون من يقاوم الاحتلال قبل الآخرين وهناك أدلة وشواهد كثيرة من أبرزها قتل الشخصيات الوطنية التي حملت السلاح أو انتبهت لأضرار الفرقة وعملت على الوحدة الوطنية إضافة إلى قتل العلماء والمثقفين.

إن المخطط السعودي الأمريكي الصهيوني في العراق لن يحقق مآربه لان العراقيين الشعب الأولى بحفظ الرسالة المحمدية وان التاريخ خير شاهد على تكسر كل قوى الطغيان التي حاولت اجتثاث الإسلام والعرب في العراق وان ثورة العشرين قادمة لا محالة وان بدر الثانية آتية يا يهود، اللهم اجعلنا من المستشهدين بين يدي قائم آل محمد.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com