|
حسني مبارك يطعن بوطنيتنا
بلقيس حميد حسن الشمس اجمل في بلادي من سواها والظلام حتى الظلام, هناك اجمل فهو يحتضن العراق.... هكذا يحب العراقيون عراقهم , وبهذا التعصب له , لنخيله وجباله ومياهه وارضه, فهل من يعشق الظلام ؟ لكن ظلام العراق نور. أيوجد عشق وتعصب اعمى لوطن اكثر من هذا ؟ اتوجد وطنية اكبر واعمق من هذه ؟ هكذا نعشق وطننا بكل مافيه من هموم واحزان وانكسارات , نعشفه حتى باتت تربته من دماءنا تصرخ , لا تشبه كل الترب , نحن كذلك فمن يبارينا في حب الوطن والحنين له؟ نحن شعب العراق غير المهاجر رغم كرابيج الباشوات العثمانيين , ورغم الفقر . لم يهجرنا سوى الرعب اللامحتمل الذي مارسه صدام ضدنا, فهل يحتمل احدكم ايها الاخوة العرب ان يرى ابنه يقتل امامه او يلقى في حوض الاسيد ليذوب امام عينيه او يفرم بفرامة للبشر ليصبح كومة عظام ولحم ويسكت؟ هل يحتمل احدكم ان تغتصب اخته وامه وزوجته او ابنته امام عينيه من جلاوزة اشرار ويسكت؟ لماذا كل هذا ضدنا نحن ابناء العراق غير المتعصبين لطائفة او جهة, والمتعايشين على اختلاف اطيافنا منذ مئات السنين ؟ ان شيعة العراق الذي يشكك مبارك بوطنيتهم احبوا جميعا عبد الكريم قاسم وهو من اب سني وام شيعية , وكان قد انفتح على كل الاديان والطوائف واقترب من الشيوعيين الذي شكل شيعة العراق اكثرهم , ولم يتعصبوا لشيء سوى للوطن بل انهم توحدوا مع كل مكونات الشعب العراقي وكان شعارهم وطن حر وشعب سعيد؟ فعن اي ولاء لايران يتحدث مبارك ؟ ان كان من علاقة لبعض العراقيين مع ايران فقد جاءت بسبب تهجيرهم وقتلهم من قبل الطاغية ودفعهم على الحدود بعد تجريدهم من كل شيء , فماذا يريد حسني مبارك من هؤلاء الضحايا الذين اغلق صدام في وجوههم اي طريق اخر للحياة سوى اللجوء الى ايران ليهيء لحربه ضدها بحسابات سياسية يعرفها القاصي والداني من السياسيين, وان كانت ايران ملجأ لالاف العراقيين من جور صدام فلأن اخواننا العرب لم يفتحوا لنا ابوابهم فيما الموت على يد الطاغية وجلاوزته يلاحقنا ويفتك بنا. ماذا يريد منا حسني مبارك الذي- على ما يبدو - انه لم يقرأ تأريخ العراق جيدا الا من خلال علاقته بصدام ؟ وان كان رئيس مصر لايجيد قراءة التاريخ فأضاع سعادة الشعب المصري فلابد له ان يقرأ في الادب العربي قليلا ليعرف أن منّا السياب الذي تعصب لوطنه وذاب بحبه حتى الموت رغم الجوع والتشرد. مامر عام والعراق ليس فيه جوع .. ونحتمل ونحتمل على مدى عقود وقرون من التهميش والاحزان والقهر والصمت المفروض علينا .. ومنا الجواهري الذي يقول: يادجلة الخير يانبعا افارقه على الكراهة بين الحين والحين اني وردت عيون الماء صافية نبعا فنبعا فما كانت لترويني .... رغم ان الجواهري كان يستجم سنويا في مصايف ايران , ولدينا امثالهم الملايين الذين يموتون حبا في وطن يعتقلهم ويعذبهم وينفيهم وهم يصرخون عراق ليس سوى عراق.. هل من قتيل عشق قاتله ؟ يفتلنا العراق بسلطات طاغية ونعشقه , يذبحنا وندعو له بالخير , فنحن اكثر من ضحى من اجل وطنه, وليحص من يشاء عدد الشهداء في سبيل الوطن على مدى التاريخ العراقي يجد اغلبهم من سواده, اي تهمة غادرة يقولها رئيس لابد وان يتحمل ما يقوله امام التأريخ , وكيف يكون رئيس اكبر دولة عربية يجهل حتى تركيبة شعب العراق ويتعامل معها باعتباط وبمفاهيم بسيطة بوقت يموت فيه العراقيون يوميا ؟ اي استهتار بمشاعرنا يصرح به حسني مبارك ؟ واي طعن بوطنيتنا يطلقه دونما يعلم ماسوف يكون من نتائج مرعبة له ؟ من يحب وطنه اكثر منا؟ نحن الذين نقدم الضحايا في سبيل وطن دمرنا وأحببناه , هجرنا وضحينا في سبيله ؟ قتلنا ونطلب الحياة له من بقايا جثث اطفالنا وابريائنا ؟ اية تهمة باطلة تطال اهل العراق الصابرين والمضحين ؟ واية جريمة اخرى تضاف الى الجرائم ضدنا ؟ اهذا هو التضامن الاخوي والعربي ؟ ان يصرح حسني مبارك بأن الشيعة ولائهم الى ايران مع علمه ان غالبية شعب العراق من الشيعة ؟ اية نظرة طائفية ضيقة يملكها هذا الدكتاتور الجالس على مقعده منذ عام 1981 تاركا الشعب المصري يحتال الف احتيال والف نصب من اجل لقمة عيش اغبر, ويتشرد في اصقاع الارض بحثا عن حياة بائسة في بلدان العالم الفسيح, ليهنأ هو وجلاوزته بما لذ وطاب. اهذا الاتهام دفاعا عن ديكتاتور سقط فارتجفت قلوب كثيرة تجلس على عروش عتيدة ؟ وكيف يريدنا مبارك ان نغفر له اهانة دماء شهداءنا الملايين على مدى التاريخ ؟ دكتاتوريات تدفع بمجرمين لتخريب العراق وتدمير احلام اطفاله بحياة كريمة مستقرة ,لانها لاتريد للعراق سوى عودة شريكهم بجرائمهم ضد شعوبهم المسكينة . حسني مبارك الذي كان صلة الوصل بين المجرم صدام حسين والمخابرات الامريكية بعد محاولة اغتيال الشهيد عبد الكريم قاسم عام 1959 وهروبه الى مصر , يطعن اليوم بوطنيتنا, فاية سخرية مريرة ؟ وهل لابد لنا ان نصمت عن هكذا طعنة ونمررها ونحن الشعب الوحيد الذي تخلص من الدكتاتورية في المنطقة بدماء ٍ دفعناها غالية وندفعها يوميا ؟ لابد من اعتذار الرئيس المصري لشعب العراق على هذه الاهانة التي وجهت له والا فستكون الحكومة العراقية المنتخبة غير جديرة بالدفاع عن كرامة الشعب ودماء ابناءه الطاهرة
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |