|
من يداوي جروح العراق؟ حمزة الشمخي الكل مشغول هذه الأيام ، في التصريحات الإعلامية والإجتماعات في الغرف المغلقة واللقاءات الروتينية المملة ، الكل وللأسف الشديد ، يركض وراء المناصب الحكومية والوزارات السيادية والأهم من كل ذلك في نظرهم ، هو منصب رئيس الوزراء ! ، الذي أصبح الشغل الشاغل والهم الأكبر والقضية العظمى لبعض القوائم والكتل السياسية والحزبية التي فازت في الإنتخابات النيابية . هكذا دار بعض قادة العراق ظهورهم لإنشغالهم بمصالحهم الذاتية وتطلعاتهم الشخصية ، تاركين شعب العراق يواجه طاحونة الإرهاب والعنف والجريمة لوحده . لأنهم يتسابقون ويتصارعون من أجل الكرسي الحكومي الأهم ، هو منصب رئيس مجلس الوزراء !، والله لمصيبة كبرى أن يترك العراق الجميل وأهله للإرهابيين والمجرمين والجهلة والوافدين القتلة من العرب والأجانب الذين جعلوا من العراق ملاذا لهم من يداوي جروح العراق الكثيرة والعميقة ؟ ، إذا كانت قياداته لا تحس بما يعانيه من مآس وأوجاع وقتل يومي للعراقيات والعراقيين ، فمصبتنا أكبر من مصالحكم وهمومنا أكثر من قضاياكم الشخصية لأن العراق مهدد والجميع في خطر ، وأن صبرنا عليكم قد تجاوز حدوده ولا يتحمل أكثر من ذلك ، لأن الدماء الطاهرة تنزف والوطن ينهب والمواطن يهان ، وأنتم في قصوركم المحروسه جيدا وفي مقرات أحزابكم تستعرضون قوتكم ، ولا تكلفون أنفسكم يوما للنزول الى الشوارع والساحات العراقية والمدن العراقية لتسمعوا صوت الحق والحقيقة صوت الشعب العراقي أن شعب العراق قد تعرض للكثير والكثير من ويلات ومصائب نظام المقابر الجماعية والحروب والقمع ، ولازال يتعرض للإرهاب والجريمة والجوع وحتى التهجير القسري داخل الوطن ، لأن الأمن مفقود والأمان معدوم والإستقرار والهدوء لا وجود لهما في عراق ما بعد الدكتاتورية فيا قادة العراق ، الشعب الذي سكت عنكم طيلة االسنين الثلاث الماضية ، سيرفضكم حتما إذا واصلتم ذات النهج الطائفي والسياسي الضيق ، الذي لا يلتفت لمصالح وتطلعات وآمال العراق والعراقيين ، بل لمصالكم الشخصية والحزبية والسياسية وأخيرا من سيداوي جروح العراق ؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |