إن ما في كوردستان من واقع.. يغني عما في بغداد من أحلام ! 

محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني

mohsinjwamir@hotmail.com

يبدو ان مشاكل بغداد لا تنتهي، والعقد لا تنحل والأزمات تولد أزمات، والتصريحات بالتهديد والوعيد كما لم يكن لها أول، فلن يكون لها آخر، والكل يغتنم الفرصة لملاحقة الآخر، والكل يقول ما لا يبيته ولا يضمره، وأصبح الوضع يتراوح في مكانه، ولا يظهر في الأفق أي إنفراج حتى فيما لو تشكلت الحكومة وتوزعت الأدوار، فهناك أكثر من يد تتدخل لخلق السدود وأكثر من طرف خارجي يمد هذا ضد ذاك، وحاصل الأمر أن الكل يشتغل ضد الكل.. وإن ظهر هدوء في قابل الأيام، فلن تكون العاقبة إلا المزيد من العواصف والرعود في سماء العلاقات واجواء التحالفات.

 في خضم هذه الظروف والتعقيدات المتوقعة، والمفرقعات التي تجهز للإجهاز على الآمال من أجل مصالح طائفية وإنتمائية لا تخدم إلا أصحابها، فإن من الخطأ أن يربط الكورد والقوى الكوردستانية مصير شعبهم بعواقب علاقات الآخرين المتناقضة وما يترتب عنها. فإن ما يحدث في بغداد هو أكبر من أن يتحمله شعب كوردستان، بل حتى القوى الإقليمية والدولية.

 ومما يؤسف له، هو أن ينتظر الكورد خيرا من بغداد، في وقت أن الوضع في كوردستان يبشر بكل خير في حال مقارنته بالعراق أو دول المنطقة، سواء من الناحية الأمنية أو السياسية أو التنموية. وما يُخشى عليه هو تأخر أو تأثر ما كوَنّه الكورد من إنجازات لأنفسهم، جراء التضاربات الحاصلة في الوضع في بغداد، كما حصل من خلال إنشغال قادتهم بترتيب وتنظيم البيت هناك على حساب بيتهم الكوردستاني.

 مالذي يفيد الكورد إذا ما تسنموا في بغداد الرئاسة أو مجموعة وزارات أو مناصب، مادام عندهم في كوردستان رئاسة ورئيس وزراء ومجلس الوزراء وكل مؤسسات الدولة.. ألم يكن من الأفضل حصر الطاقات الكوردية التى أهدرت طوال الأعوام التي تلت إنهيار الدكتاتور في بغداد، في كوردستان.؟ ألم يكن وجود رجل أكاديمي مثل الدكتور برهم صالح في قمة السلطة في كوردستان أنفع من تقوقعه في بغداد، وقد سبق وقلنا هذا الكلام قبل أكثر من عام.؟!

إن ما في كوردستان من واقع يغني عما في بغداد من أحلام.. يا أيها القوم !

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com