|
هل الرائعة فاتن نور ماتزال على قيد الحياة ؟ عبعوب الطركاعي فاتن نور الأديبة الرائعة والمرأة الشاعرة ، نسمة من بلادي العطيرة ابنة دجلة والفرات والحدباء وبابل والبصرة وهندرين ، ابنة بغداد الدهاقين والتبغدد ، ابنة كل المدن العراقية المؤثلة بالمجد والرفعة ، ابنتنا فاتن هل ماتزال على قيد الحياة ؟ لقد ورد اسمها في قائمة التهديد بالقتل ، قائمة النازيين الجدد ، خراتيت الصدامية الدموية ، الفاشست القتلة من الذين يرتدون مسوح الدين والدين منهم براء ، الدين قيمة مبدأية رائعة ، طقس روحاني هائم بهندسة الكون والإنسان وحفظ البشرية وهو دعوة للسلام والتعايش وفضائله أننا نحتضن بعضنا البعض ونعينه على المحبة وذلك عن طريق ايماننا الفردي بالإله اوعبر الإديان المتعددة او ايمانا ً بطاقاتنا الانسانية فحسب . وكسرا للجمود العقائدي لابد من التوافق على مبدأ التجاور والتثاقف والحوار جسرا للانسانية وامتدادا بها .. ولابد من التخلص من اسلوب انا الأفضل وأنا الذي يسود ودمي هو الأنقى وديني هو القائد الميداني الذي سينقذ البشرية ويوحدها . والواقع ان توحيد الناس على رأي واحد مسألة عفا عليها الزمن ، وان مسألة الزي الفكري الموحد مسألة مقرفة ، والوحدة الفكرية في التنظيم شئ ضد الحياة ، كل شئ في الحياة متغاير متسع متناقض متجدد آيل الى صورة جديدة ، اما المرضى والفاشلون في الحياة والإدلائيون وحملة سيوف الجاهلية فهم وحدهم الذين يريدون تجميد صورة الحياة . برنامج واحد حاكم ، وحزب واحد ، والوان البيوت واحدة، والأبيض ثيابا للرجال والأسود للنساء وكل شئ مركوب أما يكون حمارا او بعيرا او حصانا ، فالتكنولوجيا بدعة وعلينا ان نرميها بالنار ! طائرات وسيارات وكومبيوترات وتلفونات وتلفزيونات وكل ماهو جديد في الصوت والصورة والعلم عموما هو ضد الحياة وفق مايتصور هؤلاء البهائم الصحراوية اصحاب الاكفان البيضاء القصيرة واللحى النتنة ، ذوي العاهات الروحية ، الخائبون المنتقمون لخسرانهم وفشلهم وسقوطهم في اوهام سايكولوجية . هؤلاء وعلى صعيد انساني ، ضد التفكير ، فيمنعون مثلا ان نتسائل ، انه من التحريم ان تقول لماذا ؟ ومن اوجد الظاهرة ومتى بدأ فعلها في الزمان والمكان ، والى اين تذهب الأكوان والبشرية ، واذا اتيح لك ان تسأل فإنه ممنوع عليك ان تختلف في الرؤى ! عليك ان تفكر بطريقتهم ، لاتناقش آية ولا تبدي رأيا بحديث بل لسان حالهم يقول : سلّم بما ورد ، هذه مسطرة وامش على نهجها ووفقها واذا خرجت عن السكة فانت كافر خارجي مشعوذ زنديق دجال حري ٌ بالقتل ! والقتل لغة هؤلاء المتشددين . فأي دين جهنمي يبشر به هؤلاء الجحيميّون ! ولأنهم لايرون للنساء قيمة سوى الانجاب والطهو ، فهو وفقهم لابد ان تبقى رهينة البيت ! العلم لايليق بالمرأة ولا المدارس العلمية والتقنية ولا الجامعات ولا الوظائف . وكما قال رحمه الله الشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي ناكرا ورافضا اسلوب الدينيين المتشددين :
سجنوهن في البيوت فشلّوا نصف شعب ٍ يهم بالحركات .
انه لمن دواعي الفرح والحضارة والتطور الحر ومواكبة المجتمعات الحديثة ان ارى مدينتي تزدهي بالنساء في حركة اجتماعية زاخرة بألوان الفعاليات والأنشطة – ومع احترامنا للانجاز الابداعي للشاعر حافظ ابراهيم - نقول تعساً للفكر الرجعي القائل :
انا لا أقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن َ في الأسواق ِ.
أما الديناصورات من الذين يفجرون انفسهم باسم الدين ويقتلون الأطفال والنساء والشعب الأعزل في العراق الحبيب فهم حثالات تنتمي الى منظومة المستنقعات، الى التفكر المتدرن . انهم خضراء الدمن النبتة التي تنمو في القذارة والفضلات ، هؤلاء من المتدينين كذبا وزورا وبهتانا هؤلاء صداميون وزرقاوييون ووهابيون ، هؤلاء وجود ضحل لابد منه في الحياة وورقة ذابلة يجب ان تسقط ، ولابد من سحقه بتيار الحياة الدافق الذي تشكل المرأة نصفه من حيث الجمال والرأفة والذكاء فهي رمز للحرية والمحبة والحنان . هذه المرأة هي عطر الدنيا والآخرة ، واحدى بنات الازدهاء العراقي هي ابنتنا الغالية فاتن نور التي لا أرى جديرا بمنزلتها في الإحترام والتمجيد الأ ابياتا شعرية قالها الجواهري بحق المتنبي :
تحدى الموت واختزل الزمانا فتى لوّى من الزمن العنانا
وحيث يقول في بيت شعري آخر ما نتمنى ان نخطه بالذهب والألماس الى الرائعة الأديبة الشاعرة فاتن نور :
فيا ابن الرافدين ، ونعم فخر بأن فتى بني الدنيا فتانا
انه لمن الشرف والفخر ان نقف احتراما واجلالا لكل امرأة في بلادي وفي كل ارجاء العالم ، وان نقدس فيها نهر الحياة الجاري ومرجه الأخضر لخاصّة ٍ هائلة الأهمية الآ وهي كونها صانعة الحياة . ان فاتن نور والعديدات من بنات جنسها من المضطهدات اليوم في بلدي العراق وسواه لجديرات بالوقوف معهن والإصغاء لأدبهن وفكرهن ومشاكلهن والتعامل معهن من اجل حريتهن والتخلص من الأغلال التي تكبل خطاهن . ان المرأة العراقية الحبيبة هي من اكثر النساء في الدنيا ممن ذاقت الويلات وانه لمن المشرف الأخذ بيدهن وبقضيتهن الى الوجهة المنطقية والسعيدة التي تريدها المرأة لنفسها ولوطنها وابنائها . أما اديبات وشاعرات بلادي فهن حدقة العين وهن الجديرات بفسح المجال امامهن وتكريمهن بجوائز الاستحقاق الوطني وبأرقى صيغ الأوسمة . ان على الدولة ووزارة الثقافة خاصة والسفارات في الخارج رعاية الأديب والحفاظ عليه من الاعتداء هو وعائلته ، ودعمه بكل مايتصل بتحقيق راحته والتفرغ لإبداعه . اننا نشْدُدُ على يد الغالية فاتن نور ، ونقف معها ضد خونة الحياة . ولتثق فاتن الرائعة بأن لاعلاقة للذين هددوها وهددوا كوكبة رائعة معها بالدين ، هؤلاء حثالة زرقاوية صدامية وهابية كالتي تفجر أرواحها كالبهائم في كل مكان ، ان الدين هو السلام والحوار وعداه تخريجات وتأويلات تافهة . ولتثق الغالية فاتن نور ان قلوبنا معها ومع كل انسان وكل كائن على الكرة الأرضية ومع حقه في ان يقول ويكتب ويعبر بالطريقة التي يراها والتحليلات التي يرتأيها والنتائج التي يخلص اليها حتى لو كانت الحادية او تشكيكية اوايمانية او في حدود التساؤل الفلسفي لمعنى وكنه الحياة واسرار الكون ، والمتبحر في الفقه ليس قارئا غبيا جمودياً ومنفذا له بلا مناقشة ! بل عالما ذكيا ديناميكيا وفي تفعيل منطقي مع المستجدات. ان الناس احرار . ان الحرية ارقى قيمة عرفتها البشرية ، والفداء تطبيق لها ، ولقد راحت الإلوف والملايين من الناس ومن المبدعين من اجل كلمة حق وعدالة وحرية . وهؤلاء الأنجاس والأراذل والأوغاد في آن واحد يريدون ان يقولوا للآخرين ان الدين عدو الحرية والأفكار التحررية ولذا فهم الأنبياء الذين يقتصّون منا ، ونحن نقول الدين الحرية ونحن عشاق الحرية ونحن المؤمنون بالله وبرسوله واليوم الآخر ولكن ليس على طريقة التفجيرات والدماء وكم الأفواه والتهديد بالقتل . ان كل ما ورد من قبلهم هو أدعى الى الاعتذار والتراجع والتوبة والانكفاء بعيدا عن المجتمع البشري وذلك لأنهم مسوخ مجردة . الموت لهم والحياة لفاتن نور وللكوكبة الرائعة والمشرفة التي وردت اسماؤها في قائمة تهديداتهم ، وفوق ذلك فالمهددون جبناء لأنه لايوجد لديهم عناوين واضحة كيما يذهب اليهم الانسان على طريقة الفرسان المحاربين ، ليقف امامهم ويتحداهم ويرجعهم الى الحفرة النتنة التي زحفوا خارجين منها هم ولحاهم الملطخة بالسَلْح واليوريا . لقد مرت ثلاثة أيام على التهديد البغيض من مجرمين لكن جبناء ولقد قيل سابقا في السخرية على لسان جرير :
زعم الفرزدق أنْ سيقتل مربعا ً فانعمْ بطول سلامة يامربع ُ
لهم الموت .... ولفاتن نور العمر المديد .واذا طرأ أي سوء بحقها فان سنبلة تطيح سيمتلي الوادي بمكانها بآلاف وملايين السنابل . الحياة مع الفواتن ، والمجد للأنوار .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |