|
هل اتاكم حديث الانفال؟ علي بداي هل سمع العرب الاشراف، ذوي الشمائل الكريمة وابناء \"خير امة اخرجت للناس\" بحديث الانفال؟ ليست انفال القران، بل انفال العراق، ام هم لم يسمعوا ؟ هل سأل الاعراب مانعنيه نحن المتهمون بالولع بالمصائب والنكبات والعويل والحزن والكوارث بالانفال؟ هل سائلتنا اذاعة ما او صحيفة ما او فضائية ما او ارضية ما، فيم نواحكم ياأهل العراق وما المقصود بالانفال ؟ نرضى ان يكون السؤال على شاكلة: حلبجة وكذبتم فيها فهي خطيئة ايرانية، ومقابركم الجماعية التي لانعرف من اين جمعتم كل جماجمها لم يثبت القضاء للان تهمة ضد فاعليها، نرضى ان يحاورونا ويكذبوا بكاء اراملنا وحزن عوائلنا المبتورة التي لن تكتمل ابدا، المهم ان يسألنا احد لنسكب مافي قعر ارواحنا من مرارة ، ولو من دون تعاطف،فقد تعودنا ذلك، لكن سكوت الاعراب عن الانفال مريب، فهل لا يهم صحافتنا العربية، والصحافة ميالة للمثيرمن الاخبار في الغالب، ان تكشف للناس سر اختفاء شعب فترة خمس عشرة سنة ؟ وهل يصعب على مراسلي فضائياتنا ، في اثناء بحثهم الدؤوب الذي دخل عامه الثالث عن اسرائيل بين صخور جبال كردستان ان يلتقوا هناك امرأة من بين مئة الف امراة مازلن ينتظرن اهل البيت الذين اختفوا؟ اويسمعوا قصة طفل وجد مرميا خلسة لان أمه وثقت بوحوش الطبيعة وضباعها وكلابها، بردها وافاعيها وفضلتهم على وحوش صدام حسين وحزبه البعثي العربي الاشتراكي فرمت طفلها في البرية انقاذا له من المدافعين عن البوابة الشرقية ؟المؤذنون الذين يرجمون الشيطان لاغواءة امرأة العزيز اين هم؟ والمصلون الذين يفتتحون صباحاتهم بدعاء الله للجم من طغى وتجبر اين هم؟ والمخرجون الذين يشتكون من جدب حياتنا التي لا تزودهم بما يستحق ان يصور اين هم ؟اولئك الذين علمونا في المدارس \"قتل امرئ في غابة......اين هم؟ ملايين المؤمنين الذين تفتخر أمتنا بهم ، وتعدهم ميزة على الامم اين هم؟ مدن الالف منارة ، والالف مسجد ، مافائدة المنائر والمساجد ان لم تنتصر للحق؟ بل حتى اللصوص وقطاع الطرق ، عملاء المخابرات المحلية وكل المشتغلين باجهزة قمع الناس من شرطة ومعذبين وجلادين ، كل لديه مايتعلمه من انفال العراق فاين كل هؤلاء البشر مما فعل البشر بالبشر؟الم يكن الكردي معنا حين تجمعنا لنصرة فلسطين تحت سقف طائرات اسرائيل واميركا في جنوب لبنان؟ لم لم يسال عنه احد؟ الم نكن كلنا قد اتفقنا على ان لانسكت على مايفعل هتلر وشارون وموبوتو وان قضية الانسان واحدة؟ احسبوها فيلما من افلام الرعب وتناولوها بالنقد والتحليل ، اعتبروها مسرحية واكتبوا عنها اسمها: الانفال موضوعها: اخفاء شعب،لاغراض قومية تتعلق بمعلركة الامة مع الامبريالية والصهيونية زمان العرض: من23 شباط الى 6 أيلول1988 ،أكثر من ستة أشهر وبنجاح منقطع النظير، وسط شخير العالم كله.نهايتها: أدت الى اختفاء 182 الف انسان بظروف غامضة تبين بعد سقوط النظام انهم قد ناموا بارادتهم الكاملة في مراقد ابدية جماعية في السماوة و الناصرية مؤلفها: صدام حسين مخرجها المنفذ ومساعدوه: علي حسين المجيد ( علي كيمياوي مسؤول منطقة كردستان ) و سلطان هاشم ( وزير الدفاع ) و طاهر العاني ( عضو قيادة قطرية سابق لحزب البعث) ممولون ومؤازرون: الضمير العالمي ، الجامعة العربية، احزاب، رؤساء وملوك منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر... المنتج: تجار السلاح شرقا وغربا مؤثرات صوتية : دبابات ت72، ميراج، ميك 17 .قالوا فيها: ماكس فان دير شتويل المقرر السابق الخاص لحقوق الانسان: ان حملات الانفال كانت محكمة التخطيط و التنفيذ و قد أدت الى و فاة و أختفاء الاف الاسر , و تم تدمير الاف القرى , بما في ذلك الموارد الاقتصادية و الممتلكات الثقافية العامة .. .الخ ممهداتها: الامر المرقم 38 - 2950 و المؤرخ في 3 حزيران عام 1987 الموجه الى القيادات العسكرية و قيادات فروع حزب البعث العربي الاشتراكي و مديريات الامن و مديرية المخابرات العامة و منظومة الاستخبارات: - يمنع منعا باتا وصول أي مادة غذائية أو بشرية أو ألية الى هذه القرى -على القوى العسكرية قتل أي انسان او حيوان يتواجد ضمن هذه المناطق و تعتبرالاراضي محرمة تحريما كاملا من فصولها المثيرة: ان اما ولدت اثناء المسيرة الشاقة الزاحفة باتجاه الموت ، قلما فرغوا من قتلها ، عثروا فيما بعد على وليدها، سألوا المسوؤل البعثي: مانفعل به سيدي وجدنا طفلا ، قال: حرام، سيعيش يتيما ، خلصوه من اليتم والقوا به في الحفرة الى جوار امه! ومن مشاهدها المثيرة: ان قرويات يحملن اطفالهن على صدورهن اوقفوهن على حافة قبر طويل ، ينطلق الرصاص فتهوي الام القتيل ويهوي الطفل من بين ذراعيها لتنهال عليهم جميعا اطنان التراب من جيش صدام الذي فرغ للتو من تحرير كامل التراب العربي.... اسألكم ، هل بقيت قيمة للحياة وقيمة للقيم ذاتها، ونحن نعيش تحت سماء واحدة وفي زمن واحد مع صدام حسين الذي فعل هذا كله، ومع من تبرع طوعا للدفاع عنه؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |