الطائفية المغرضة في العراق بين التجذر والاستئصال

حميد جويد ألغزي

hemmidj@yahoo.com

الطائفية في مفهومها اللغوي هي مصطلح مشتق من كلمة طائفة والتي ذكرت بمواقع كثيرة في القرآن الكريم والتي تعني الفرقة أو الجماعة المؤمنة بمبدأ أو معتقد معين وفي مقالتنا هذه ليس ملزمين بان نغور في هذا المعنى , والطائفية من الجانب الديني تشمل الإسلام , المسيحية , واليهودية ..........الخ وهذه الديانات تتكون بأجمعها من طوائف متعددة . وان ابرز طائفتين مهمتين في العراق هي الطائفة السنية والشيعة الامامية , وهذه الصبغة مألوفة في العراق منذ مئات السنين , وهنا يدور محور حديثنا.

 إن الاختلاف الموجود بين المسلمين هو اختلاف فقهي اكثر مما هو سياسي أو اجتماعي مما ينعكس على مسيرة الحركة الاجتماعية في العراق فيؤثر على الكينونة التي تعود عليها العراقيون في الدهور السالفة . فإذا تصفحنا تاريخ العراق نجد أن السياسات التي حكمته بصورة خاصة والعالم الإسلامي بصورة عامة حاولت أن تولِد الخلافات المتجذرة في العمق الاجتماعي أو السياسي لتحقيق مآربها وإنها نجحت إلى حدٍ ما , لكن سرعان ما يعيد المجتمع العراقي تلاحمه وتآزره , لذا فنحن نحذر من هذا الاختلاف لكي لا تأخذ الطائفية في النفوس باتجاه العمق لتصبح مبدأ عقائدي اكثر مما هو فقهي , فمن الملزم على المجتمع العراقي بكل مستوياته أن يعي هذه الحالة وينتبه إليها ويمكن تلافيها واستئصالها من خلال اتباع الخطوات التالية :-

أولا :- عدم الاكتراث بمفهوم التعمق الطائفي لكونه مسالة فقهية بحتة , وعدم ترسيخها في تفكير وأيديولوجية الفرد العراقي .

ثانيا :- دراسة تفكير تأثير القادة السياسيين والدينيين بالطائفية ونقد ومن ثم إبعاد كل من يكون غير عادل في سياسته أو توجيهاته الدينية للمجتمع العراقي .

ثالثا :- تحسين وتوعية المجتمع العراقي ثقافيا لمفهوم الانسجام في الحياة الاجتماعية واعتبار مفهوم الطائفية إبعاد للتآلف والمحبة والتعاون , بحيث تتعمق هذه الثقافة في نفوس الطبقات المختلفة من الشعب ابتداءا بالأكاديميين الجامعيين والمفكرين , من كتاب وصحفيين وعلماء دين , مما يؤثر بصورة مباشرة على عامة المجتمع ليقلل من التجذر الطائفي , لان التمدد الطائفي بالعمق والأفق عواقبه وخيمة ومدمرة ومفككة للشعب , لذا يجب الاهتمام بهذا الأمر وبجديَة من قبل أصحاب الرأي والحنكة السياسية والدينية , ولا يتركوه للأيام وتقدم الزمن , لان إفشاءه يؤدي إلى عدم السيطرة عليه مستقبلا .

رابعا :- النظر إلى المجتمعات الأخرى والمتطورة في تسيير حياتها السياسية والاجتماعية ومدى انسجام أفرادها , وما هي اهتماماتها لتطوير ذاتها حضاريا , واخذ ما هو إيجابي منها , وهنا تضعف العاطفة باتجاه الطائفية , وهذه الدعوة لا تعني عدم الأصالة أو الابتعاد عن الالتزام المبدئي العقائدي , أو عدم الانتماء الطائفي.

خامسا :- انتشار الوعي بين أفراد المجتمع , بان السياسات الخارجية المغرضة والتي تريد الضرر بالشعب العراقي , تحاول زرع حالة التفرقة بين المسلمين , لذا فعلى جميع أبناء هذه الأمة من مفكرين وكتاب وعامة الناس , إنهاء تلك النزاعات من خلال إنماء بذرة الإيمان الخالص لله في النفوس وترسيخ فكرة العداوة المطلقة لجميع الأفكار الخارجية الشوفينية والماسونية والقادمة من الغرب والشرق , القريب والبعيد , واعتبار حالة التفرقة هذه قادمة من أنفسهم وليست فكرة عقائدية تلازم المسلم ليدافع عنها , ويجب اللجوء إلى المحادثات والبحوث الفكرية والفلسفية والتي لها علاقة وثيقة بالمثل والقوانين ألا لهيه الخاصة بالدولة الإسلامية الموحدة والمرتقبة والتي يؤمن بها السنة والشيعة على السواء.

 والله ولي التوفيق وموحد المسلمين

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com