غايات تتوسّد حالة التأزم الامني

باسم الحافي

ba_cb20032003@yahoo.com

انها -بحق -حالة تستحق الرثاء والحزن،كيف لا والكثير ممن تشدق بمفردات العروبة والوطنية وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة ونبذالتخندق في زوايا التكتل الطائفي والمذهبي والحزبي والقومي الى آخره أخذ يعوّل على حالة الفراغ التي تسببه حالة التأزم الامني، والمصيبة ان هذا اللجوء لم يأت لغرض استحصال  غاية فردية او فرض أمر يمكن ان يضم الى سلسلة العملية الديمقراطية ولو بفرض عامل الانحياز ، ولكن المصيبة تتجلى في ان اللجوء هذا يمهد لاستحصال حالة التشظي والسقوط الشامل للعملية السياسية برمتها في مربع اللاجدوى والصور المتبناة من قبل هؤلاء باتت مفضوحة ولاتحتاج الى تنقيب وبحث لابسط الناس. فهؤلاء يشدون على ايدي كل من يسهم في توسيع مساحة الخلافات والهوة بين الفرقاء وإفراز حالة عدم التوافق والانسجام في الرؤى والافكار .

ولكن غاب على هؤلاء حقيقة مفادها انهم يضعون انفسهم في خانة المسؤول عما يعانيه العراقيون من غياب الامن والتأخير في تشكيل الحكومة الدائمية وفق الاسس المتفق عليها باليتها الديمقراطية وهذه الحقيقة تفهرس على ثلاثة مستويات:

المستوى الاول:ان العراقيين لايعرفون متبنيا لعرقلة العملية السياسية ومنحازا لحالة التأزم العملي غير هؤلاء وبالتالي ليس امام الشعب الا ان يضعهم في خانة المتسببين لافراز الاضطراب الامني وتشويه المآل الديمقراطي.

المستوى الثاني:كل المراحل المنهجية التي تعاقبت بعد سقوط صنم الديكتاتورية اتسمت بالمنهجية التسلسلية والديناميكية رغم ما شابها من تعثرات سياسية وامنية وهذه المنهجية مهدت للشعب الطريق لفرز الحالات واستبيان الصالح منها من الطالح ومن ثم سوف لن يصعب عليها مقارنة الحالة الراهنة مع الحلقات السابقة الاخرى وكشف الفرق بين مفردات كل مرحلة عن الاخرى وبالتالي يسهل عليها فضح المتجني على العملية السياسية .

المستوى الثالث:حالة الاحتقان والتهجير القسري والقتل الجماعي التي تصاعدت بشكل مفاجئ تشي بوجود قوى رافضة لماتمخضت عنه العملية الديمقراطية وتخشى من سيادتها على مدى اربع سنوات قادمة، الامر الذي أعطى لها مسوغا لافشال او تضعيف هذه المعادلة على  أقل تقدير حتى لوكان اعتمادها على من تبنى  هذه الخروقات الامنية.

كل هذه الادوار تأتي في اطار تأليب الشعب وتأجيج غضبه وتذمره من المعادلة السياسية برمتها ومحاولة جعله يسحب ورقة التفويض التي منحها لممثليه الذين اختارهم بمحض ارادته وفق الاسس الديمقراطية، لكن الصورة في ظل الوضع الراهن لها ايجابية لايمكن اغفالها الا وهي ايجابية كشف الاوراق خلافا لما كان سائدا في السابق وهو اختزال المعادلة السياسية بسلطة فردية لاتكشف الا ماتريده ان يكشف لذلك لايمكن ان يخدع الجماهير هذا المعول الذي اعتمد عليه البعض لتحقيق اهدافه الخاصة ليس الا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com