تحية للجعفري لموقفه الجديد

د. جرجيس كوليزادة / اربيل ـ العراق

jarjeismh@yahoo.com

بعد الموقف السياسي الجديد الذي أبداه الدكتور ابراهيم الجعفري وذلك من خلال استعداده للتنحي واعادة ترشيح قيادي آخر الى المنصب السيادي رئيس الوزراء، يكون الجعفري قد سجل موقفا وطنيا أصيلا على صعيد حلحلة أزمة الحكم العراقية، ويكون من الشخصيات القديرة التي تستحق كل التقدير والاحترام لوصوله الى قناعة التغيير ونكران الذات بسبب الاجواء السياسية التي ترتبت على عملية ترشيحه الى المنصب المذكور بعد اجراء الانتخابات البرلمانية العراقية.

 ولا شك ان القرار الجديد للجعفري سيشكل دافعا قويا وعاملا سريعا لاعادة ترتيب البيت العراقي للاتفاق على الشخصيات السياسية للمناصب السيادية المتكونة من رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس الجمعية النيابية، ومن خلال الوضع الجديد الذي أخذ طريقه الى الساحة امام الائتلاف العراقي الموحد فان الاخير سيكون قادرا على اعادة الترشيح واختيار مرشح جديد مقبول من كافة الاطراف البرلمانية خلال أيام، وهذا ما سيدفع بالعملية السياسية الى التقدم والى الامام بعد توقف وجمود دون مبرر لاكثر من خمسة أشهر، وبالتالي تشكيل الحكومة الوطنية التي ستقود عملية استتباب الامن والاستقرار وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات والحاجات الاساسية للأمة العراقية خلال السنوات الاربع القادمة.

 يذكر وبالرغم من النداءات والدعوات التي طالبت الجعفري بالتنحي، الا أن الموقف الجديد له يعبر عن احترام كبير للاختيار الديمقراطي الذي ترشح من خلاله من قبل الائتلاف العراقي، ويعبر عن تقدير سياسي وتفهم حكيم لقراءة المشهد العراقي وفق الرؤية العامة التي تضع مصلحة العراق العليا فوق كل إعتبار، وهذا ما يدفع بنا الى القول كما قلناه في مقالنا السابق بعنوان " انسحاب الجعفري ضرورة عراقية" استنادا الى الحقائق والوقائع التي ذكرناها بخصوص العملية السياسية وبصدد ترتيب بيت القيادة العراقية، فأن الدكتور ابراهيم الجعفري وبما كان له من دور مشرف في المعارضة العراقية فهو القيادي الذي كافح من أجل اسقاط النظام البائد من سنين وعقود طويلة، فإن تقدير هذا النضال والموقف الوطني الجديد له يبقى محل تقدير واحترام من قبل أغلب العراقيين، ولا شك ان احترام هذا النضال العراقي الأصيل يرافقه ابداء كل المحبة والتقدير للجعفري، لأنه بهذا التتنحي نجده قد أضاف الى سجله موقف وطني أخر وذلك من خلال إعلانه الانسحاب من الترشيح للمنصب السيادي رئاسة الحكومة العراقية ليفسح المجال للائتلاف الموحد بإختيار مرشح آخر، لاخراج الازمة العراقية من المأزق الذي وقعت فيه بسبب إصراره على البقاء كمرشح للائتلاف، وليسمح لأزمة الحكم العراقية بالإنفراج لترتيب القيادة العراقية الجماعية وفق معطيات وطنية تلبي المصلحة العليا للعراق، وتفتح الطريق لتشكيل الحكومة الوطنية التي تخدم العراقيين للعمل على إخراجهم من تلك الأزمات القاهرة والخانقة التي تتعرض لها الامة العراقية في أغلب المجالات الحياتية.

 لهذا وبعد انفراج الموقف السياسي العراقي بفضل موقف الجعفري، نتوجه بتحية عراقية أصيلة محملة بالدعوات الطيبة للعراقيين والكوردستانيين الى الدكتور الجعفري لموقفه السياسي الوطني الجديد المعبر عن النكران للذات من أجل العهد الجديد من منطلق الحفاظ على المصلحة العليا للعراق الاتحادي البرلماني الجديد.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com