الأنفِراجُ بَعْدَ الشِدَّة

قاسم محمد الكفائي / كاتب عراقي – كندا

alkefaee_canada@hotmail.com

الأنفراجُ بَدى واضحا في الأفق العراقي بعد ( خمول ) سياسي دام أشهر كانت بعض المكوِّنات السياسية العراقية قد افتعلته بحجة رفضها إعادة ترشيح السيد الجعفري رئيسا للوزراء . فالرفض والأصرار كانا يتسمان بالمزاجية بدوافع محمومة لا تمثل المصلحة العليا للوطن ولا الأدنى منها . لأن الفرق ما بين المالكي والجعفري فقط في الأسم والصورة وليس في التوجه الديني أو الثقافي أو السياسي أو الوطني والجغرافي . فكيف رفضت هذه المكونات ، وكيف وافقت ؟ لا ندري . فالذي يبحث عن مصلحةِ البلاد عليه أن يغتنم نعمة المسيرة الديمقراطية التي انتهَجَها الشعب ، وكان الجعفري  نموذجا لهذه المسيرة وعَطائَها . فأيامُ الخمول التي أشِرنا اليها هي نتيجة تزاحم الآخرين واعتراضاتِهم وليس تشبُث الجعفري في السلطة . الذي يعرف فكرَالجعفري وطموحَهُ سيجدُه النفسَ التي لا تضرُّ حتى عدوَها الذي يجنح الى السِلم . لقد تربّى على نهج طاهر وتعلمَ منه ، ولا يحملُ في روحِه غيرَ الخير للآخرين تمسكا منه بالمواطنه التي دافع عنها واحتمى بها . كذلك الأخ نوري المالكي هو الرجل المكافح والعنيد الذي ما غادر مقعدَه في مقر حزبِ الدعوة ( الجهادية ) في طهران زمن معارضة النظام الصدامي ( كنتُ أراه ) وقد بذل المزيد من الجهود والتضحيات في سبيل الله والوطن . ما أكثر ( الرفاق ) في تلك الأيام يتمسحون بأذيال صدام ليصيروا اليوم خصوما له وحكومة . فأيامُ الخمول تلك كانت موضع دراسة واهتمام من لدن المرجعية والمخلصين لهذا الوطن للظهور بنتيجة مُرضية حتى لا تتكرر الأخطاء ويدخل المتربصون من الباب الخلفي تحت جنح الظلام . فليس للخمول مكانا فينا ، وليس للمتربصين بنا غير اليأس والحَيرة . لقد حان موعدُ الأنفراج عندما رمى السيد الجعفري كرته في ملعب الأئتلاف الذي قرَّر ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء حفاظا على بيضة المسيرة وخصوصيتِها ، ولغلق كلَّ أبواب المُدَّعين من البعثيين والمنافقين . لأخوتنا الأكراد دور مُشرِّف في جعل حالة الخمول حالة من التواصل والمشاورات والتنسيق حتى ظهرت النتائج دون خسائرٍ تُذكر ، وتمت تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب . في المراحل القادمة ما بعد تشكيل الحكومة سنكون قد خطونا في طريقِنا الى التكامل خطواتٍ أخرى ترتكز عليها الحكومة ، ويرتكز عليها الشعب في جعل كل مظاهر التغيير في البلاد تصبُّ في الصالح العام وفي مصلحة الأنسان العراقي وهذا التغييرهو أرقى درجات التكامل الذي يتحقق نتيجة ديمومة التفاعل ما بين الحكومة والمواطن . وبالنتيجة سينعكس على دحر كلّ مظاهر البعث الصدامي ، وزوال غدد الفكر الوهابي التكفيري ، وملامح الأرهاب في العراق ، وأخطرها ظاهرة السلاح ، والعنف ، والتسلل ، والتكتلات الغير مشروعة ،والطائفية ، ثم الفساد الأداري ، والمحسوبية ، والتغييب  . لقد لاح في أفقِنا عهدُ الحكومة ، والسيطرة ، والقوة من أجل بناء العراق ، ومن أجل حماية الأنسان العراقي . فبكلِّ فخرٍ وتقديرٍ عاليَين نشكر الجهودَ المخلصة التي أبداها رئيسُ جَمهوريتِنا الأخ جلالُ الطالباني وكلُّ أخوتنا الأكراد الذين ساهموا معا في هذا المضمار ، ونرحب برئيس وزرائنا الجديد الأخ المالكي وحكومتِه الجديدةِ القادمة . إنه خيرُ خَلفٍ لخير سَلف في مرحلةِ انفراج بعد شدَّة . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com