هل يصلح المشهداني لرئاسة مجلس النواب للمرحلة الحالية الخطرة؟

 

 

وداد فاخر* / النمسا

كما لاحظ الجميع عند انتخاب رئيس مجلس النواب العراقي الجديد للدورة الحالية الدكتور محمود مشهداني فقد بدا الرجل ساذجا جدا ، ولم يستطع كبح جماح نفسه من التصرف بدون لياقة وتصنع ( خفة ) الدم وإطلاق النكات بطريقة صبيانية سمجة. فقد كانت مجمل تصرفاته وحركاته الصبيانية والألفاظ التي أطلقها من على منبر رئاسة البرلمان لا تليق بموقعه كرئيس لبرلمان العراق لمرحلة حرجة جدا من تاريخه المعاصر .

 فالرائد الطبيب السابق لم يستطع مطلقا التخلص من سطوته العسكرية وتفكيره القمعي وصيغة الأمر في طلباته من موظفي سكرتارية المجلس عندما ينادي عليهم بكلمة ( ولدي ) والتي كررها لأكثر من مرة . أما ( خفة ) دمه التي أساء بها لموقعه كرئيس لبرلمان عراقي يجب أن يكون رصينا سويا فقد طغت على كل ما عداها ، فتصرف وكأنه يجلس على ناصية احد المقاهي البغدادية ، وليس على منصة رئاسة البرلمان . ناهيك عن ارتباكه الواضح وخطابه الممجوج وهو يتصنع ملء مكانه كرئيس للبرلمان .

أما بالعودة لكلمته التي ألقاها بعد انتخابه الذي جاء كنتيجة حتمية لمحاصصة قومية طائفية لتوزيع المناصب الرئاسية فقد تعمد من أشار به عليها إلى إغفال نقاط عدة أهمها الإشارة إلى الإرهاب الأعمى الذي يعم العراق ، وعمليات التهجير القسري على أسس طائفية ، وذكره لكلمة شمال العراق بتعمد وسخرية واضحة دون أن يراعي مشاعر ملايين الكورد ممن بني إقليم كوردستان إداريا واقتصاديا وامنيا ، وتأكيده وبطريقة هزلية جدا بأن يترك لكي يتدرب على السلطة" ! "  بدل أن يقول خدمة الشعب والتي هي المهمة الأولى للبرلمان المنتخب . كذلك خلت كلمته بتعمد واضح من الإشارة للعراق الفيدرالي الموحد ، والتي ينص عليها الدستور العراقي الجديد . ثم جاء من بعد ذلك ليؤيد كل ما موجه له من نقد على كلمته التي لم تكن بمستوى المرحلة الحالية ولا تماشت مع طموحات العراقيين في بناء دولتهم الديمقراطية الاتحادية الواحدة . إضافة للسقطة الكبيرة التي وردت في كلمته حول قطع الأيدي والألسن كما كان في زمن الدكتاتورية البغيضة والتي انتقدها عضو البرلمان وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى .

ترى أي برلمان هذا الذي سيقوده الدكتور المشهداني وبهذه التصرفات والعقلية العسكرية الفاشية ، جنبا إلى جنب لصوص ودعاة ومنظرين للإرهاب كمشعان الجبوري وظافر العاني، ومن لف لفهم من دعاة الإرهاب ونبذ الآخر ؟ .

 

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج

 

 العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com