|
بلدي بين يأسي وتفاءلي
علي ماضي بعد أسبوع بالضبط من انهيار النظام السابق ،قام احد أقاربي(أبو احمد) ،ومن باب التفاؤل بالعهد الجديد بإعادة بناء داره حيث قام بهدّ البناء القديم تماما ،بغية إعادة بناءه من جديد ،وكنت في مساء كل يوم اذهب معه لألق نظرة لما أنجز، وكان دائما يتساءل ،متى سأفصل بين ألأنقاض وبين المواد الصالحة ؟وكان كل سؤال هو هدف يعمل دون كلل لكي ينجزه،ثم يعود متى سيرتفع البناء فوق الأساس ليكون إنتاجي محسوسا ؟ متى.....ومتى...؟ وكنت دائما اردد على مسامعه طالما انك تعمل بجد فان الفوضى تتناقص والكمال يتصاعد،وكنت اردد أيضا ،أن العراق اليوم مثل بيتك تماما ،نحن نقف ألان على أنقاض وطن،وطالما هناك عمل ،وطالما هناك جد وإخلاص ،فأن الفوضى تتناقص والكمال يتصاعد . وأكمل أبو احمد بيته ،وغرس في أعماقي قناعة إننا سنبني العراق أن عاجلا أو آجلا. ولا أستطيع أن ادعي إنني كنت متفائلا على طول الخط ،بل كانت مشاعري تترنح بين جزر التشاؤم ،ومد الأمل ،ولكنني كنت ابحث بين أكوام المآسي المتراكمة ،على فتاة أمل اقتاد بها حتى حين . اذكر أني زرت بغداد ذات مرّة ،زيارة أبكتني ،حتى أن صديقي الذي كان برفقتي لم يجرؤ أن ينبس معي ببنت شفة ،أرعبني دوي ألانفجارات ،والموت ،على الهوية ،رائحة الموت أضحت ، بخور بغداد،حتى بدت وكأنها مدينة لمصاصي الدماء ،كتلك التي نشاهدها على شاشات هوليود، أو كحقل للألغام ،لا تدري ، في أية لحظة تقض مفخخة ما ، مضجع السكون ،ليتحول الصمت ، إلى آخر ذكرى احدهم عن حياته الدنيا،وبين جبال الهموم هذه،لمحت ونحن في طريق العودة ،وعلى الرغم من انف كل من أراد لهذا البلد أن يتحول الى اتلنتس الشرق مغيبة تحت ظلمات ألإرهاب،رأيت حبيبين ،أعادا لي ألأمل ، حتى خيل إلي أن همسهما ،أعلى من دوي كل ألانفجارات ،كانت أيديهما متشابكة ، قلت من يدري قد يكونان،من مذهبين مختلفين ،أو حتى دينين مختلفين،يهزئان في لحظة الحب هذه من كل المهاترات السياسية . ،بين أكداس هذه الفوضى العارمة ، ،كنت أرى ومضات ،تنتزع ألابتسامة مني انتزاعا،كما أنها كانت الضوء في نهاية النفق بالنسبة الي ، منها تنازل البابجي عن الرئاسة للياور. ومنها ،ألاعتداء الذي قام به نفر على موكب الدكتور علاوي ،أفرحني أن يتنصل العراقي من خوفه ليضرب مسئول ما بالنعال، وأفرحني أن الحماية الشخصية تعاملوا مع الموقف بشكل ايجابي جدا بحيث أنهم لم يطلقوا النار ولم يأذوا أحدا ،كنت دائما اردد على مسامع أصدقائي ،حينما يسألوني لماذا لم تنتخب قائمة ألائتلاف الشيعي الموحد،كنت أجيب أنا لا انتخب من لا أستطيع أن أضربه بالبيض الفاسد. ومنها هذا المخاض الذي دام أكثر من أربعة اشهر ،ليرى مولود الرئاسات الثلاثة النور ،على الرغم من طائفيته المقيتة،وعلى الرغم من أن الصفقة أبرمت على طريقة البقالين في فرض الحاجات الكاسدة مع الحاجات النادرة ، إلا إنني لمست فيه أن لا احد سيتسلط على رقاب العراقيين،ويكتم أنفاسهم ،ككابوس الخمس والثلاثين سنة الماضية. أصبح للآخر رأي نافذ،الى درجة التلاعب بشكل الهرم السياسي .حينها أيقنت أن التغير في العراق لم يكن تبادلا للأدوار بين الضحية والجلاد. وكلّي أمل أن يتمكن الدكتور المالكي المختص باللغة العربية من تشكيل حكومة كفاءات لا محاصصات ،وان يتمكن من إعراب الوضع السياسي على نحو صحيح. فيرفع المجّّد الى حيث يجب أن يكون ،ويجرّ المتقاعس بعيدا عن التحكم بمصير العباد. وكلي أمل أيضا أن يدرك العراقيون أن لمكان لدولة الرجال في عراق اليوم ،بل دولة القانون ،سواء حكم الجعفري ،أو الطلباني ،أو أيا كان ...فرئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية ليس أكثر من موظف يسير وفقا لما ينصّه الدستور.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |