|
مسرحية السلطة المضحكة...! محسن صابط الجيلاوي وأخيرا انتهت مسرحية مضحكة...تنازل الجعفري ورشح شخص آخر من حزبه ومن ماء ايدولوجيته وكأن مصير العراق أمر شخصي أو عناد ( أولاد ) بحت، كما تم إعادة ( قربة الفساء ) بطل بشتآشان رئيسا للعراق...تلك هي دورة المحاصصات القائمة على الطائفة والعنصر حيث الغياب التام والنهائي للوطنية العراقية التي أصبحت قولا وفعلا في خبر كان، فبدلا من معالجة شكل الدولة والسلطة في العراق كونها غير متكافئة ومتوازنة في الهرم الأعلى انزلوها إلى درجة انحطاط قسوى، إلى طائفية وعنصرية مجتمعية ومؤسسة بأعراف وقوانين لشكل تقاسمها ليس من السهل على العراق الخروج منها..هؤلاء السمان في كل شيء إلا في إسعاف هذا الوطن، حملوه بقراراتهم وكواليسهم وألاعيبهم وتاريخهم إلى إمراض مزمنة ستجعل منه عرضة للانتهاكات وتضعه على موت سريري إلى تاريخ غير محدد ولكن بالتأكيد طويل وملئ بمرارات وتضحيات ستحصد المزيد من فقراء العراق الذين لا ذنب لهم سوى التعلق بأي قشة للمحافظة على قدر ولو شحيح من الكرامة والتعلق بحب الحياة... هؤلاء وزعوا الغنيمة الدسمة والباقي سيتحول إلى مهرجانات لدفن العراقي بمزيد من المفخخات، بمزيد من الحقد الطائفي والقومي وبمزيد من تبرير التآمر والقتل والتضحية بأجساد العراقيين طالما تفضي إلى الضغط السياسي وإمكانية الوصول إلى السلطة وإلى مركز القرار حيث النهب الدسم والفرهود المجاني على قدم وساق...الكثير سيذهب إلى الهتافين ورجال الحكومات المحلية والباقي الشحيح سيذهب لسد أفواه الجياع الساكتين عن الحق عنوة وترهيبا وتملقا وفقرا بادراك الحقائق لشعب عاش طويلا معزولا عن المعرفة والتواصل مع العالم...! ستتشكل حكومة ولكنها لن تستطيع تشغيل الناس ولن تبطل مفعول مفخخة طالما أن مكوناتها تنطبق عليها كليا مقولة ( حاميها حراميها )، فبدون القتل وتغييب الناس وإشاعة جو الخوف والإرهاب والجريمة، بدون الشحن الطائفي والقومي سيلتفت الناس إلى رجال غير هؤلاء، إلى رجال بناء العراق كوطن وكأمّة موحدة وهذا لا ينطبق أبدا على هذه الطبقة السياسية بشكلها وصورتها الحالية...! لقد اثبت هؤلاء بكل صراحة ميزة الاستهتار وعدم الرأفة بالعراقي الذي يتعرض إلى موت مجاني وكان شاغلهم مرحبا بالكراسي وبوزات السلطة، أربعة اشهر وقربة الفساء يعطل وجود حكومة ومعها تطايرت أشلاء أكثر من عشرة الاف عراقي قتلى وجرحى...إي جريمة ارتكبها هؤلاء ؟ هؤلاء بكل الأعراف لا يستحقون هذا الوطن، يستحقون محاكم عادلة تريهم أن الدم العراق غالي وثمين وليس بهذا الرخص الذي نشاهده والذي يقف وراءه هؤلاء بكل وضوح وإصرار وتغاضي وعنجهية وشعارات...! اجتمعوا اليوم بتهريج كاذب وبخطابات رنانة لم تستطع إخفاء حقيقة تقطيع وطن وتهشيمه إلى طوائف وعشائر وفخوذ وانساب..لقد قدم رجالات العراق صيغة انحطاط حقيقية في التفاخر بالأنساب وبالألقاب وبكل ما هو خارج أي أفق للتطور والحداثة واحترام الإنسان بغض النظر عن خلفيته وموقعة الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي أو الديني كما تفعل سائر شعوب الدنيا في عصر الديمقراطية والثورة العلمية الهائلة...لقد كان مهرجانا لتشيع العراق تاريخا وحاضرا ومستقبلا منظورا... قدموا أنفسهم على أنهم سلالات الأئمة والأولياء الصالحين وتلك هي محاولة ذليلة لسلب وتجيير حب العراقي بالفطرة لرموزه وقيمه الدينية لصالحهم..تلك كذبة لن تنطلي طويلا فالنهب وقتل العراقي على الهوية سيستمر... أدخلونا لبننه وصوملة وسودان جديد... ووو وهي أمثلة كثيرة على شكل تفتيت هذه الأوطان في محاصصات وحكومات محلية لا يجمعها جامع غير القوة والانغلاق على الآخر والتخندق في الممارسة العملية..لقد تكلم جلال عن وحدة العراق وهو غير قادر على توحيد الأقرب جغرافية وعنصرا السليمانية مع اربيل...!لقد أطلقوا بالونات وأكاذيب سياسية ستفندها الأيام القادمة حتما...! لقد حفر هؤلاء عميقا شكل تقسيم الدولة والسلطة وبالتالي داسوا على الوطنية العراقية، على الكرامة العراقية، على الوحدة العراقية، على الصفاء العراقي بكل قسوة وشجاعة عمياء طالما تخدم مصالحهم ومصالح الهتاف الذي رفعوه كذبا وزورا بالدفاع عن العراق وشعبه...! الفرصة الوحيدة هو البحث عن المشترك لدى كل من يؤمن بالوطنية العراقية بالوحدة العراقية أرضا وشعبا ومن كل الاتجاهات والمشارب الفكرية والسياسية والدينية للتلاقي والتباحث والتوحد من أجل إنقاذ هذا الوطن من كل تلك المخاطر الكبيرة التي تحيق به، تلك مهمة عاجلة تستدعي تحرك كل شريف ومخلص ووطني حقيقي يؤمن بالإنسان كهوية توحدنا جميعا بدون تفاصيله الأخرى تحت هذا السقف هذا البيت الكبير الذي أسمه ( العراق )...!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |