|
الشيوعيون يدعمون حماس والعرب والمسلمون يحاربوها رزاق عبود منذ اليوم الاول لاعلان نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فاجئت قيادات حماس قبل غيرها. وكانت تصويتا ضد الفساد الفاحش للسلطة الفلسطينية وضد الارهاب، والممارسة الوحشية لاسرائيل، وضد التنازلات المستمرة للقيادة الفلسطينية امام بلدوزرات شارون. منذ ذلك الصباح الذي فرضت فيه الجماهير الفلسطينية ارادتها، وعبرت عن رغبتها في استمرار الخط الكفاحي، الذي تخلى عنه الحرس القديم، اذ استطابوا القاب الوزراء، والاستقبالات الرسمية الفارغة، واستغلال السلطة، والتمتع بالامتيازات في وقت تجوع فيه اغلبية الشعب الفلسطني في الداخل والشتات. منذ ذلك اليوم، والنقاشات في كل مكان دائمة بين ممثلي اليسار الاوربي، وخاصة الشيوعيين من جهة، وممثلي اليمين، والاشتراكية الدولية اصدقاء السلطة السابقة المزيفين من جهة اخرى. الجبهة الاولى تطالب باحترام ارادة الشعب الفلسطيني الحرة، وضرورة استمرار الدعم للشعب، والسلطة الجديدة لانها قضية مبدئية بالاساس، وقضية انسانية ثانيا. في حين وقف اليمين الاوربي الى جانب الضغوط الاسرائيلية، وطالب بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني استمرارا لجريمتهم منذ وعد بلفور لحد الان، وتعرية لوجه ديمقراطيتهم القبيح. وموقفهم الدائم الى جانب جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وجيرانها من الدول العربية. ومحاولة قذرة لتجويع، وابتزازالشعب، والقيادة الفلسطينية الجديدة. في كل برلمانات دول اوربا الغربية، وفي البرلمان الاوربي الموحد وقفت الاحزاب الشيوعية ضد قطع المساعدات، وضد مقاطعة الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس. لكن الضغط الاسرائيلي، والامريكي وفر الاغلبية اليمينية، والاشتراكية الديمقراطية، والليبرالية لقطع هذه المساعدات على ضآلتها رغم التزامهم القانوني، والسياسي، والاخلاقي تجاه ماساة الشعب الفلسطيني. وطبعا ليس بعيدا عن تواطأ، ودعم، ورغبة، وربما طلب قيادات فتح، والسلطة الفلسطينية المهزومة لخلق العراقيل امام سلطة حماس المنتخبة من اغلبية الشعب الفلسطيني. لقد قاطعت اغلبية الدول العربية ممثلي حماس كما فعلت امريكا، واوربا ماعدا روسيا التي كانت شيوعية في يوم ما. ورفض وزير خارجية مصر استقبال وزير الخارجية الفلسطيني، وافتعلت الاردن بامر من اسيادها، واولياء نعمتها في اسرائيل، وواشنطن مشكلة ما لتشارك في الحصار على سلطة حماس، والشعب الفلسطيني. ان خط الصمود الذي تتبعه حماس، مع اختلافنا مع تفصيلات البرنامج الاجتماعي، والوسائل النضالية، هو الذي سيقود الى تحقيق امل الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير. ونامل ان لاتدخل قيادة حماس في لعبة التراجعات، والتنازلات، والمساومات التي انتهت بحصار، واغتيال الشهيد ياسرعرفات رمز، وبطل الشعب الفلسطيني . وان لا تتكرر تجربة الهلع، والرعب من العصابات الصهيونية عام 1948 وترك الارض لمغتصبيها. وان لاتعاد ماساة الاستسلام لوعود اوسلو، وفك الحصار الذي تزايد حينها على دولة العصابات الصهيونية . ان رعب القيادة الصهيونية من فوز حماس ينبغي استغلاله لصالح الشعب الفلسطيني لا ضده كما حدث مع الانتفاضة الاولى. على قيادة حماس، اضافة الى التنسيق الشامل مع منظمات الشعب الفلسطيني الاخرى، ان تحاول الاتصال، والتنسيق مع اليسار الاسرائيلي المؤمن بالعودة وتقرير المصير، ودولة واحدة على اساس ديمقراطي وفق مبدا صوت واحد لكل شخص. وموقف اليسار الاسرائيلي، واغلبهم من عرب، ويهود 1948 اشرف من موقف الدول العربية التي تدعوا حماس الى الاستسلام، والقبول بسياسة الاملاء الاسرائيلية، والامريكية. ونري اليوم ان اقرب الفصائل الفلسطينية الى حماس هي منظمة ماركسية ايضا، ونعني الجبهة الشعبية لتحرير فلسطسن. لقد نجح التحالف بين الرهبان الكاثوليك الثوريين، والشيوعيين في امريكا اللاتينية في فرض الديمقراطيات، ومحاربة نفوذ الشركات الاجنبية العملاقة. كما تكلل تحالف الكهنة البوذيين مع الشيوعيين في تحرير وتوحيد فيتنام وانتصروا على اكير قوة امبريالية عالمية، وهي نفسها التي تدعم الكيان الصهيوني الذي يحاول فرض سطوته على المنطقة كلها. ولا ننسى التجربة المغدورة حين تحالف أئمة الجوامع مع الماركسيين في اليمن الجنوبي لطرد المحتل البريطاني. ومثال اخر هو تعاون شيوعيي جنوب افريقيا مع المؤتمر الوطني الافريقي بقيادة نيلسون ما نديلا وبدعم الكنيسة، والمساجد لاسقاط نظام العزل العنصري في جنوب افريقيا. ومثلما سقط الابارتيد البغيض هناك سيسقط قريبا جدار العزل العنصري بتعاون حماس، وبقية الكفاحيين مع قوى السلام، واليسارالعالمي، والاقليمي، والمحلي و ربما سيخرج مانديلا العرب من صفوف حماس ليعود البهاء للمآذن، والكنائس، والمعابد، وتعود القدس مدينة للسلام، ومركز التقاء الديانات، والشعوب من كل مكان في وطن ديمقراطي يجمع الجميع. ليتحقق هتاف الجماهير الذي رفعه الشيوعيين في شوارع الوطن العربي، والعالم: "فيتنام وفلسطين مقبرة المستعمرين"
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |