|
لتركيا أقول ستدفن أحلامكم الخبيثة محمود الوندي التطور والتقدم في أقليم كوردستان العراق خناجر مسمومة تغرز عميقاً في صدور الحكومات الشريرة كما تعتقد هذه الحكومات التي تحيط بكوردستان من أطرافها الثلاثة، التي تحترق بجذوات الكره الأسود والحقد الدفين على الشعب الكوردي، وتحاول هذه الأطراف بالاتفاق بعضها مع بعضهم الاخر أجهاض التجربة الديمقراطية والمكاسب التي تحققت في أقليم كوردستان العراق، وأفشال أي توجه نحو تحقيق الفيدرالية في العراق، خوفاً من أنفصال كورد العراق أن تكون بداية لدولة لهم وأثارة الروح القومية الكوردية في دولهم وتشكيل دولة موحدة للشعب الكوردي التي تأخذ مساحات واسعة من تلك الدول، وتصبح أقوى دولة في الشرق الأوسط بأذن الله. وهذا الواقع لا يرضى دول الجوار وعملائهم في داخل العراق وعلى رأسها تركيا،المرعوبة من التطورالسياسي والأجتماعي والأقتصادي والثقافي الذي حققه الشعب الكوردي في كوردستان العراق، لذلك ترتفع نباحهم وتتعالى صراخهم كلما سنحت الفرصة امام الشعب الكوردي السيرنحو البناء والتطور، وتعمل هذه الدول بكل ما أوتيت من قدرة وقوة لتعرقل مسيرة الشعب الكوردي نحو بناء المجتمع المدني الديمقراطي والفيدرالي، لأنها لا تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا تريد نظاماً قوياً ديمقراطياً في المنطقة. بعد أن فشلت جميع المؤمرات الداخلية ضد الشعب الكوردي وقيادته الحكيمة، عزمت هذه الدول القضاء على التجربة الكوردستانية وإفشالها، لذا حشدت جيوشها وألياتها الحربية على حدود كوردستان العراق، بشكل مكثف وبحجة ضرب القواعد العسكرية لحزب العمال المناوئ لتركيا، لأن هذه الدول المجاورة لكوردستان العراق متفقة من حيث الاساس و مبدأ الشوفينية و قد وجدناهم يجتمعون بشكل رسمي ومنظم في العاصمات المتآمرة بغداد، طهران، دمشق وأنقرة وخصوصا بعد أندلاع الانتفاضة الكوردستانية وما أعقبها من الهجرة المليونية وبالتالي توفير المنطقة الامنة في كوردستان فتشكيل حكومة و برلمان أقليم كوردستان المنتخب عبر كرنفال جماهيري فريد من نوعه عام 1992، حيث عملت هذه الحكومات المستحيل من أجل أجهاض تلك التجربة الوليدة لكن كل المحاولات أصطدمت بجدار الصمود الكوردي وتصميمه لمواصلة المسيرة وأن تخللها الاحتراب الداخلي المؤسف. واليوم تعاود تركيا عادتها القديمة، حيث ما فتأت هذه الدولة تخترق الحدود الرسمية للعراق ودخول قواتها الجرارة الى العمق الكوردستاني بحجة متابعة فدائيي العمال الكوردستاني ولكن الهدف الغير معلن كان خلخلة الوضع في كوردستان وتأزيمه وجعله ساحة حرب لا ميدان عمل، وربما تناست تركيا بان يومها لا تشبه أمسها ولا أمس الكورد أشبه باليوم، فقد عاشت تركيا وترعرعت ونمت في حضن ربيبتها الولايات المتحدة الامريكية وما لبثت وأن رأت نفسها قد كبرت ألا وبدأت تتمرد على ولية أمرها، ولا يمكن للولايات أن تنسى لتركيا سدها لمنافذها امام الجيوش الامريكية التي أرادت أن تفتح جبهة شمالية مقابل جبهتها الجنوبية لتحرير العراق من الدكتاتورية البعثية ما جعلت امريكا ان تدفع أثمان باهضة لقاء خيانة حليفتها القديمة تركيا، حيث أن كافة المشاكل والمعضلات التي تنمو على أرض العراق من قبل بقايا البعث وخلايا الأرهاب ليست إلا بنات الفراغ الجبهوي الذي سببته تركيا ما فتح الأفاق واسعاً أمام أهل الأرهاب أن يضعوا أيديهم القذرة على مخازن السلاح والعتاد والمتفجرات وأخفائها عن الأنظار قبل وصول القوات المحررة لبغداد وجنوب العراق ولازالت قوى الأرهاب تتحكم بتلكم الذخائر الضخمة والهائلة ولا أعتقد أن تنتهي تلك الذخيرة في المستقبل المنظور وبهذا الأعتبار ستقع دماء العراقيين والجنود الأمريكين على عاتق ( الحليفة ) تركيا التي ذاقت بها الحيل وباتت لا ترى في أوفق مشروع تحرير العراق سوى أنشاء الدولة الكوردية حسب أعتقادها. أما حصيلة ما سيكون في أخر المطاف ورغم توجس تركيا اللا معقول ستتشكل دولة الكورد شاء من شاء وأبى من أبى لأنها حتمية دورة التأريخ ولا بد من حصولها وكل ما تفعل تركيا من قبيل تأخير وقوع تلك الحتمية التأريخية لا تضر سوى أقتصادها المتداعي ودماء شباب تركيا المنخرطين في الجيش التركي، وأنا لا أستبعد حصول العمليات الفدائية الخطيرة في عقر البيت التركي، في أستنبول وأنقرة ومدن التركية الأخرى التي تعيش فيها جماعات كوردية حيث وجدنا أن بنات وأبناء الكورد في تلك المدن قدمت الكثير من أجل حرية عبد الله أوجلان وهو شخص فكيف بهم حينما يكون الأمر حول حرية امة بأكملها فيقيناً ستتحول شوارع أنقرة وأستنبول الى جحيم حقيقي للأتراك وجيشهم المترابط على حدود كوردستان العراق سيبقى مربوطاً كالحمار لا يمكنه التقدم نحو كوردستان حتى في عمق مائة متر فقط.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |