تحية الى رجال المقاومة الأبطال

د. حيدر حميد ابورغيف

hhab05@yahoo.de

الضرورات تبيح المحضورات و اهل الكفر هم ملة واحدة بهاتين العبارتين قَتل الانتحاريون الكثير الكثير من الابرياء من ابناء الشعب العراقي المسلم وانا الحقيقة اريد أن أبين زيف إدعاء من يحملون هذا الفكر التكفيري ويتحججون بهاتين القاعدتين الشرعيتين.
 ففي العبارة الاولى الضرورات تبيح المحضورات والحرب طبعا هي إحدى الضرورات التي ليس بعدها اي محضورات بهذه العقليه يقاتل الكثير من الشباب المغرر بهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنع.
وطبعا هم يعتبرون وجود قوات التحالف بالعراق هو امر غير شرعي وإن كان بطلب من الحكومة العراقية لانها هي ايضا مُنصبة من قبل المحتلين وأن لا قيمة لملايين من الشعب العراقي الذين صوتوا للحكومة (ويشبهها الارهابين بحكومة فيشي الفرنسية رغم ان ديغول هو من دخل باريس على دبابة امريكية وليس فيشي وان من حرر فرنسا من النازيين هم الامريكان والبريطانيين ). وبما انها حرب فكل شيء مباح في ساحة الحرب للارهابين التكفيرين.فقتل الاطفال والنساء والشيوخ حلال عند الضرورة لان ضحايا الارهاب يحشرون يوم القيامة على نيتهم.اي ان قتل مسلم او عشرة او مائة ممكن جدا اذا اقتضت الضرورة الميدانية لذلك ولا دية لمن يقتلون.ثم ان ذبح الاسرى والتمثيل بجثثهم واتلاف ممتلكات المسلمين وقتل المدنيين من الصحفيين وعمال الاغاثة (ان كانوا مسلمين اوغير مسلمين ) جائز بعقيدة الزرقاويين وحتى شرب الخمر والزنا واغتصاب الحرائر مباح ايضا وهذا ليس ادعاء فزيد الجراح احد منفذي اعتدائات مركز التجارة العالمي (وهو مَثلهم الاعلى) يظهر في شريط فديو وهو يرقص مع فتيات ويشرب الخمر.وكذلك العقل المدبر لتفجيرات مدريد التي يتبجح بها الضواهري هو تاجر مخدرات والامثلة كثيرة في هذه الحرب المقدسة.
 هذا دين الاسلام الجديد دين لم نعرفه نحن ولم نقراء عنه دين لا روادع فيه ولا محضورات وكل شيء مباح فيه فاذا خرج المسلم للجهاد فانه يتحول الى ذئب مفترس ليس له اي قواعد شرعية او وضعية تضبطه فهو مخير في التصرف لاشباع غرائزه او حسب ما يقتضيه الموقف.وهذه حقيقة لا مبالغة فيها عن الفكر الذي يقاتل به هولاء التكفيريون.
فأين هم من وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاسامة ابن زيد في غزو الروم التي تعتبر المقياس الحقيقي للخلق الاسلامي في الحروب فهو يوصي بالشيخ والجريح والاسير من جند الاعداء خيرا ليس هذا فقط بل يوصي حتى بالشجر والبهائم والاملاك الغير اسلامية.فالعدو الكافر المعتدي يُقاتَل فاذا وضع سلاحه او جُرح او تأسر اصبحت له حصانة وحماية فلا يُقتل او يُعتدى عليه وان دم الانسان مقدس لا يسفك أبدا الا بالحق بهذا الخلق انتشر دين الله وغزا العالم بالعدل والرحمة.
وإن كان العدو الكافر ينتهج سلوك خاطيء فهذا لا يبرر ابدا لمن يدعي الاسلام ان يتشبه بهم ويعمل ما يعملون ( لان من احب عمل قوم اشرك فيه ) ثم اين الخلق الحسن ومكارم الاخلاق التي تعلمناها من رسول الله صلى الله عليه واله ومن ال بيته وصحابته رضوان الله عليهم اما الضرورات تبيح المحضورات فهي كلمه حق اريد بها باطل.
اما النقطة الثانية هي المقولة إن أهل الكفر هم ملة واحدة فاذا كان الشخص مسيحيا او نصرانيا او بوذيا او حتى مسلم (قد كفره اصحاب العقول المريضة كما كفروا المسلمين الشيعة اوحتى السنة المخالفين لهم في الفكر )هم كلهم ملة واحدة و حتى إن كانوا مسالمين غير معتدين وبالتالي فحكمهم سيكون واحد هو القتل أي أن الذي يفجر نفسه بين جنود اسرائيليين مغتصبين مثل الذي يفجر نفسه بين المسلمين الشيعة في مسجد فحكمهم واحد عند هولاء الحمقى وانا لا اعلم كيف لهولاء الذين يدعون انهم هم المسلمين و باقي الناس على باطل ان كانو قد قرأوا القراءن الذي يحوي ايات كثيرة تحث على التعايش بين الامم والشعوب بختلاف معتقداتهم وان الدين لله ولا اكراه في الدين ثم ان اختلاف البشر في اشكالهم ومعتقداتهم هي سنه الله في الارض وان لو شاء الله لجعل الناس امة واحدة فالارض لا تحتوي على ملتين فقط ملة المسلمين وملة الكافرين فهذا قصر نظر وتبسيط للامور وهو ليس من الاسلام في شيء.
وكل مرة يطل علينا ابن لادن من قناة الجزيرة وهو يتكلم عن جرائم الصليبين في العراق وقتلهم المدنيين ولا يذكر جرائمه وجرائم انصاره من الزرقاويين والتكفيريين المتوحشين بكل ما للكلمة من معنى وقتلهم الالاف من المسلمين دون وجه حق بعملياتهم الانتحارية وسياراتهم المفخخة.
والحقيقة أنا هنا أقول إن المقاومين الحقيقين والمجاهدين الذين يستحقون منا كل احترام وتقدير هم رجال الشرطة وقوى الامن الذين يدافعون عن ارواح المواطنين وعن ممتلكاتهم ففي كل يوم يسقط عدد من ابناء العراق وهم يقاومون هذا الوباء الديني والخُلقي الذي اصاب العراق كما اصيب به الكثير من الدول فكلما قلت المناعة ضده استفحل الوباء وتمكن من الاوطان.والذي اعتقد انه اشد من غزو هولاكو والمغول على الدولة الاسلامية. وان التكفيرين ورغم ارتدائهم عباءة الدين الا انهم ارتضوا أن يتحالفو مع البعثيين الكفار وهم بذلك يناقضون أنفسهم لتحقيق اهدافهم المشتركة مع البعثين في محاربة الديمقراطية وكسر ارادة الشعب يساعدهم في ذلك التخبط الامريكي في العراق.
 ان رجال الشرطة والجيش الذين يسقطون كل يوم على نقاط التفتيش وعلى خطوط المواجهة ضد هولاء المجرمين هم شرف العراق وهم رمز كرامته وهم المقاومين الذين يذودون بارواحهم في سبيل صيانة ارواح الناس ورغم ان كل واحد منهم يعلم انه اذا سقط شهيدا فإن عائلته سوف تعاني كثيرا وتضيع حقوقهم وليس هناك من ينصفهم فكما نقلت احدى الفضائيات عن امرأة عجوز تقول انها منذ سنة ونصف تراجع الدوائر مطالبة بتقاعد لعائلة ابنها الشهيد من الشرطة وفي الاخير صرف له تقاعد مائة وخمسة الاف دينار رغم انه كان يتقاضى ستمائة الاف دينار اثناء حياته اي إن استشهاده كان مصيبتان على اهله وليست واحدة وانا هنا أتسائل ما هو شعور الشرطي او العنصر الامني عندما يوقف سيارة لتفتيشها ويتقدم وهو يعلم ان سائق السيارة قد يكون احد الارهابيين ويفجر سيارته كما حصل في مرات كثيرة اليست هذه هي التضحية المطلقة انه يضحي بحياته ومستقبل اطفاله في سبيل الواجب وان الشرطة والجيش هم السور الذي يحمي الشعب والوطن من الارهاب.وانا كلما اسمع ان انتحاري فجر نفسه بدوريه اعلم جيدا ان هذا الارهابي لم يستهدف الدورية بل الدورية هي التي استهدفته باجساد افرادها من اجل صده عن يذاء المواطنين الابرياء.اللهم ارحم شهداء الشرطة والجيش واحفظ من بقي منهم فهم المقاومين الحقيقيين عن شرف وكرامة الاسلام والعراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com