كثيراً مايصادف المرء في حياته اموراً غريبة وغير متعود عليها , وكثيراً ما يفي الانسان للغير دون انتظار الرد , وكثيراً مايضحي البعض ليجني الغير ثمار التضحيات , فلذلك لا عجب من ان يسقط الالاف من الابرياء ويجني الاخرين ثمار تضحياتهم , ولو ندرس حالة العراق لوجدنا العجب العجاب , بلاد ينهشها ذئاب الارهاب ويفتك بالابرياء , ويكتم انفاسهم الفقر والعوز , ونرى من جهة اخرى المتاجرين بهذه المأساة المبكية المضحكة ليحاولوا ان يجنوا ثمار معاناة الناس ويتخموا ارصدتهم بأموال العراق المسروقة والمنهوبة .

 لقد ان الاوان لنا ان نضع النقاط على الحروف , ونسمي المسميات بأسمائها الحقيقية , دون تزليف او نفاق او خداع .

 لقد ان الاوان ان نبعد سكاكين الارهاب عن بلادنا ونبعد المنافقين والافاقين والمنتفعين , لقد ان الاوان ان ننهض بعراقنا ونتمنى ان نقول وبصوت عالي للجميع ان العراق لم يمت فمازال صامداً بالرغم من كل طعنات الغدر من الارهابيين والمنافقين واللصوص .

 ولذلك وددنا ان نطرح عدة مسائل وبشكل مباشر وهي على الحكومة ان تشعر بمعانات الناس وتخدمهم وتقلل من همومهم ومعاناتهم , وتحافظ على كرامة الناس وان تعتبر كل ما تقدمه الحكومه لهم واجب على الحكومه وحق للمواطنين ولا تكون بشكل هدايا وعطايا من الوزارة الفلانيه او الوزير الفلاني .

 كل شخص في الحكومة او البرلمان موظفاً في الدولة العراقية ولا يكون غير ذلك , واموال العراق لجميع العراقيين , ولتعتبر سرقة المال العام من الجرائم الكبرى للحد من الفساد المتفشي بين الموظفين الحكوميين من الكبيرالى الصغير , وملاحقة اللصوص الذين اتخموا البنوك العالمية بالاموال المسروقة .

 اذا كانت الحكومة المقبلة حكومة وطنية وتمثل جميع اطياف المجتمع العراقي فنسأل اين الاكراد الفيلية والاقليات الاخرى من كل ذلك ؟ هل هم خارج دائرة العراق ؟ ام سيمثل الفيلية في الحكومة وزيرة الهجرة المنتهية ولايتها والتي تقاعست وقصرت في واجبها , وصحت على ضجيج النقد لفشل الوزارة , ومع الاسف لم تكن الوزيرة هي وحدها التي فشلت , فأغلب الوزراء فشلوا , وكأنهم لم يكونوا وزراء بل قصابين يقطعون من لحم العراق ويبيعونه .

 والان كيف ياترى يحل (بضم الياء) كل تلك المشاكل المتراكمة ؟ هل يملك الاستاذ الفاضل نوري المالكي عصاً سحرية ؟ ام ان الامور ستتعرقل وستزداد الشروخ في المجتمع العراقي ؟ هذه الامور تعتمد على الوزراء وحسن اختيارهم , ولذلك تعتمد نجاح الحكومة على الاطراف التي تتشكل منه الوزارة وعلى مرشحيهم لتولي المناصب الوزارية , فهل ياترى يتخلى الوزير الفلاني عن وزارته اذا فشل في ادائه , وهل ياترى سيسمح القائمة الفلانية تقديم وزيره للمسائلة ان فسد !!! هذه الامور يجب التناقش عليها لتسير الحكومة وتؤدي واجبها , وهل ياترى سيجلب الوزير الجديد كل اقاربه وزملائه في الحزب لوزارته ليكونوا سنداً له في السرقات وتقطيع لحم العراق !! هذه الامور وامور اخرى عديدة فكرنا به ويفكر به كل عراقي يهمه مصير بلده وشعبه , وكثيراً ماافكر بصعوبة مهمة الاستاذ نوري المالكي ونتمنى له النجاح في مهمته متجاوزاً كل تلك الالغام الموجودة في طريقه.

العودة الى الصفحة الرئيسية