|
واوي الخس محمد حسن الموسوي (الواوي) يعني ابن آوى او الثعلب.والعراقيون اذا أرادوا وصف شخص ماكر وذو دهاء قالوا عنه (واوي) او(ابو الويو).والـ (واوي) على صنفين (واوي) الدجاج و(واوي) الخس. ومن الطريف ان ابن آوى اذا جمع بالعربية الفصحى فانه يصبح مؤنث اي (بنات آوى) رغم أنه ذكر وقد عللوا ذلك بقولهم ان كلمة إبن اذا اضيفت الى عاقل فأن جمعها يكون مذكر مثل إبن السيد فيكون جمعه ابناء السيد او بنو السيد وطبعا ليس المقصود هنا بالسيد (السيد الوالد) الذي حرم كرة القدم. ومما لاشك فيه ان تحريمه (قدس الله نفسه الزكية) جاء في سياق مشروعه الثوري الذي اراد من خلاله تجنيد طاقات الشباب لمواجهة النظام البائد وعدم تضييعهم للوقت فجاء التحريم لرياضة كرة القدم ليس بالعنوان الاولي بل بالعنوان الثانوي كما يسمى بعلم الاصول وذلك من اجل جعل الشباب على اهبة الاستعداد لمواجهة النظام الصدامي البائد والذي شعربذلك فسارع الى اغتيال الصدر العظيم مع ابنيه الشهيدين رضوان الله عليهم جميعا ومثل هذا الحكم الشرعي يطلق عليه في علم الفقه بـ (حكم في واقعة). والمقصود به ان الامام او خليفته الشرعي يعني الفقيه الجامع للشرائط يحكم حكما خاصا بواقعة معينة لوجود حيثيات ومعطيات مرتبطة بظرفها وزمانها ومكانها فهذا الحكم يقتصر على تلك الواقعة لاغير ولا يجوز تعميمه او العمل به بغير تلك الواقعة مثلا يقول الامام لاحد اصحابه وهو علي بن يقطين وكان وزيراً عند هارون الرشيد من اجل حفظ حياته وابعاد الشبهة عنه بعد ان وشى به الاعداء :(يا علي صلي صلاتهم وتوضأ وضوئهم) فهذا الحكم خاص بعلي بن يقيطن ولا يجوز لغير إبن يقطين ان يعمل به ولايمكن العمل بهذا الحكم في كل زمان ومكان لانه مرتبط بحيثيات معينة ومن هنا اكاد اجزم لو أن الشهيد السعيد الصدر الثاني رحمه الله كان موجوداً بيننا الان لأفتى بحلية كرة القدم لتغير وتبدل الظروف التي جعلته يحرمها وهو المعروف عنه بسعة أفقه حتى استطاع ان يكون اول فقيه يضع في الفضاء فقها اسماه (فقه الفضاء) خاصة وان ديننا الحبيب الاسلام كان من السباقين في الحث على ممارسة الرياضة وقد جاء في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم :( تعلموا السباحة والرماية وركوب الخيل) وهذه كلها من اصناف الرياضة والتي منها كرة القدم . على انه لايفوتني ان أذكر هنا ان اصدار الاحكام الشرعية والفتاوى هو من اختصاص الفقهاء العدول الجامعين للشرائط ولا يجوز لأبناء الفقهاء او أخوانهم او أصهارهم او نسبانهم حتى وان كانوا من ذوي العلم التصدي لهذا الشأن اي للتحريم مالم يكونوا فقهاء بمعنى الكلمة . ونعود الى (الواوي) _وما اكثر (الواوية) اليوم في العراق _ والى جمع كلمة أبن آوى حيث قالوا اذا اضيفت كلمة أبن لغير العاقل فان جمعها يكون مؤنثا ومن هنا اصبح أبن آوى يجمع بـ ( بنات آوي) هذا هو تفسير النحاة وارباب اللغة غير ان لدي تفسير آخر اضيفه لما تقدم من تفسير ولاشك ولاريب ان النساء ولاسيما البنات منهن على وجه التحديد سوف يرفضنَّ تفسيري رفضا قاطعا وهو ان سبب جمع أبن آوى بهذه الطريقة يعود من الى وجود شبه بين النساء وابن آوى (الواوي) لذلك جُمع ببنات آوى رغم ذكورته ووجه الشبه بين المرأة والواوي هو المكر والكيد والدهاء بشهادة القرآن الكريم الذي قال في كيد النساء (إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيم) فكيد المرأة تزول منه الجبال لكنه كيد ٌ جميل. وهاهنَّ في العراق يطالبنَّ بأكثر من نسبة ال25 بالمائة في البرلمان (يعني هي عايزة وألتمت) بدعوى ان الرجال فشلوا في قيادة العراق انظروا بالله عليكم لهذا المكرالجميل! صحيح ان اغلب الرجال فشلوا في ادارة العراق ولكن ربما بسبب نسائهم لم لا؟ . وهكذا هو (الواوي) اذا ما اراد اصطياد فريسته كاد لها ومكر لها مكرا كبيرا. وربما يصدق هذا الامر على (واوي) الدجاج لما هو معروف عنه من حيلة ومكر غير ان (واوي الخس) ليس كذلك فهو يختلف عن بقية (الواوية) فهو والحق يقال( اسمه بالحصاد او منجله مكسور) يعني محسوب (واوي) وماهو بـ (واوي) لماذا؟ لانه لايملك من كيد الـ (واوي) شئ يذكرمما جعل المزارعين العراقيين ينظرون اليه بإستخفاف اذ انه يظهر في موسم جني محصول الخس حيث يقوم المزارعون بجمعه ووضعه عل شكل اكوام الى ان ينقل الى الاسواق وبينما هم كذلك يظهر عليهم (ابو الويو) بأذنيه البارزتين وذنبه المميز ويبقى يراقبهم من بعيد من دون ان يحرك ساكنا. هم يعملون وهو يراقب بعينين جاحظتن من دون ان يفعل شئ يذكر على عكس زميله الاخر (واوي) الدجاج والذي ما ان يدخل المزرعة حتى يسود الهرج والمرج في اوساط الدجاج ولا تنبلج الغبرة الا وفريسته بين فكيه. ان حال أغلب مثقفينا اليوم في الداخل كحال (واوي) الخس _والامثلة تضرب ولا تقاس_ الذي (لايهش ولاينش) بينما (الواوية) تصول وتجول وحولت العراق برمته الى مزرعة دجاج فقسم منها يعمل بإسم المدرسة (النقية) وقسم آخر بإسم مؤسسة (لصيق المحراث) وثالثة بإسم هيئة (علماء الخاطفين) هذا على مستوى المعممين اما الافندية والذين يسمون انفسهم علمانيين فحدث ولا حرج ويبدو مكرأبن آوى امام مكرهم لاشئ بل يتعلم (الواوي) منهم ويدرس عندهم في وقت استراحته دروسا ً في ( الشفط واللفط) واول هذه الدروس هو كيف تتحول الى مليونير بصفقة واحدة؟ ويشرف على هذه الدروس (واوي) وزارة الدفاع السابق يساعده في ذلك (واوي عتيق) هرب الى كردستان العراق بعد افتضاح امره حيث اوكلت اليه مهمة حماية انابيب النفط المارة عبر مناطق عشيرته في جزيرة الموصل واتضح فيما بعد أنه متورط بعمليه تهريب النفط (يعني حاميها حراميها). كل هذا والطبقة المثقفة في العراق مغيبة ومتغيبة وتُعقد الصفقات باسمها من تجارالثقافة الذين يقيمون المؤتمرات والندوات على طريقة (عرس الواوية) يقبضون عليها مليونا ويصرفون عشرين الفا وبعضها يخرج من مخصصات رئاسة الجمهورية التي نراها سخية مع من يتماشى واجندتها بينما نراها تشح بوجهها عن المثقفين المتعففين والذين اصبحوا بين مطرقة اسراف وتبذير الرئاسة الغير مبرر احيانا وبين سندانة بخل رئاسة الوزراء السابقة الغير معقول احيانا أخرى, ودورها_اي الطبقة المثقفة_ انها تراقب الاحداث من بعيد ومرت ثلاث سنوات وهم في سبات وتركوا الساحة للذئاب والثعالب لا نلومهم لأن هذه السِني سِنيُ الثعالب بعدما خلصنا الله والعم سام من وحوش البعث الكاسرة. لكن نسئلهم اما آن الآوان ان تستيقظوا من سباتكم لاسيما وان كفة الميزان الوطني بدأت بالرجحان بوصول شخص عربي وطني كالمالكي لرئاسة الوزراء ؟ ضعوا أياديكم بيده وتوكلوا على الله وتذكروا قوله تعالى (فاما الزبد فيذهب جفاءا ً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) وبذهاب البعثيين والانتهازيين يكون ثلثا الزبد قد ولى وبقي علينا وعليكم ان نزيل الثلث الباقي أنه ثلث (الواوية).
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |