|
علاقة الطالباني بالمجاميع الارهابية! رياض الحسيني كاتب صحفي وناشط سياسي عراقي مستقل لااعتقد ان احدا سواء اكان من المراقبين والمهتمين بالشان العراقي ام من عامة الناس لم يسمع التصريحات التي يطلقها بين الفينة والاخرى الرئيس العراقي الاستاذ جلال الطالباني. اخص بالذكر طبعا تلك التصريحات التي لها علاقة وثيقة جدا سواء فيما يخص المواعيد النهائية للشؤون الهامة بين الكتل السياسية او تلك التصريحات التي لها وثيق الصلة بالملف الامني! ما يعنينا في هذه العجالة هو التصريح الاخير الذي جاء على لسان الرئيس وعلاقته الشخصية بالمجاميع المسلّحة "السبعة"! أعترف وبالرغم من انني من ابناء هذا البلد الغارق بالدماء الا انني لا اعلم كم يبلغ عدد هذه المجاميع المسلّحة العاملة في العراق فضلا عن شرايين الدعم لتلك المجاميع وامتداداتها، واجزم ان مثلي كل العراقيين سواء اكانوا نخبا ام عامة. الغريب ان الطالباني قد استثنى في لقاءاته ومشاوراته مع المجاميع المسلّحة ما اسماهم بـ "الزرقاويين والبعثيين"! ولكن لم ينبأنا الرئيس بالكيفية التي يمكن بها للمساكين من عامة الشعب كصاحب السطور مثلا ان يميّز المجاميع المسلّحة ويصنّفها على الاساس الذي تفضل به سيادته! ثم اذا كانت تلك اللقاءات قد تمت على اساس ان سلاح هؤلاء لم يكن موجها ضد العراقيين وانما كان في صدور ونحور الامريكيين فلماذا يستثني الرئيس "الزرقاويين والبعثيين" والكل يعلم ان سلاح هؤلاء موجها علنا ضد الامريكيين بينما المجاميع المسلّحة السبعة التي يفاوضها الرئيس نيابة عن الشعب العراقي كخفافيش الظلام لسيت معروفة ولا معرّفة؟! الخوف هو يكون الشعب العراقي امام مخطط انتهازي وابتزازي واضح المعالم وبارز الخطوط نتمنى من الله وحده الا يكون الرئيس الطالباني متورطا فيه، وان كانت هنالك بعض المؤشرات التي برزت في فترة ما والتي كانت تحوم حول تلك القضية والتي اعتبرناها وقتها مجرد "اشاعات". علاوة على ذلك فان هذه المجاميع السبعة التي زارت الرئيس والتي استقبلها استقبال "الفاتحين" لم تفصح عن هويتها من قبل ولم يسمّها الرئيس فيما بعد؟! السؤال الذي يجب ان نساله جميعا للرئيس الطالباني ابتداءا من مجلس النواب وليس انتهاءا بالرضّع الذي قضوا نحبهم ذبحا من الوريد الى الوريد فيما هو: كيف يمكننا التأكد بان هؤلاء هم فعلا مجاميع مسلّحة قادت "المقاومة" ضد القوات الامريكية على حد وصف البيان الصادر من رئاسة الجمهورية ولم تكن تفتك بالعراقيين وتهدر دمائهم كل صباح ومساء ؟! ومن يحق له اعطاء هؤلاء صك الغفران من الذنوب والاثام التي اقترفتها ايديهم؟ ثم ماذنب العراقيين الابرياء الذين قتلوا؟ وهل مكافاتهم باخذ الحق لهم ممن استحل دمائهم بالتفاوض معه واعطاءه الامن والامان بل والمناصب والمال والجاه ام بالاقتصاص منه وممن آواه وسهّل له قتلهم ؟! واذا كان الرئيس على علم بما تقوم به هذه المجاميع من قبل ويجزم انها كانت موجّهة ضد "الامريكان" وليس ضد العراقيين فلماذا لم يسمّهم البيان؟ ثم هل يعقل ان تترك القوات الامريكية من يثبت تورطه في اعمال مسلّحة ضد قواتها طليقا حرا؟! الواقع ان القوات الامريكية لاتترك الرئيس الطالباني نفسه يهنأ بالعيش دقيقة واحدة لو ثبت لها انه قد تعرّض لقواتها في العراق بالكلام الذي يحول دون تمرير مخططاتها فكيف بمن يرفع السلاح وتتلطخ يداه بدماء الامريكيين "المحررين"؟! ثم كيف تبدلت معتقدات الرئيس بين ليلة وضحاها فلطالما سمعنا منه ان لاتفاوض مع "المجاميع الارهابية" والتي ترفع السلاح بوجه "القوات الصديقة"! لذا فالتصريح الذي جاء على لسان رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني مجافي للحقيقة ومجانب للصواب قطعا ولايرقى الا لمستوى الضحك على ذقون العامة من الشعب والاستهزاء والاستخفاف بعقول العراقيين جميعا فضلا عن النخب التي يقع على عاتقها الواجب الاكبر! مايتوجب على كل العراقيين في هذا المقام مطالبة الرئيس الطالباني باعتباره رئيسا للعراق وليس لفئة معينة من الشعب ان يتعامل مع شعبه باحترام عقولهم ويكشف لنا جميعا الحقيقة كاملة غير منقوصة وخصوصا خفايا المفاوضات مع "المجاميع السبعة" وغيرهم!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |