|
المنح الدولية ومعارض اعادة اعمار العراق الى أين ؟؟ محمد الجبوري / بغداد يوما بعد يوم تكثر الدعوات لأقامة المعارض والندوات التي تدعو الى تطوير العراق في كافة النواحي التي يعاني منها العراق ففي عام 2004 أقيم أول معرض لأعادة أعمار العراق وبتنظيم من جهات عراقية بالتعاون مع جهات خارجية مسؤولة عن تنظيم المعارض وخلال العام الحالي وتحديدا في 23-3-2006 أقيم معرض اعادة اعمار العراق في عمان ايضا وبتنظيم من مركز تطوير الاقتصاد العراقي والكون الان منشغل بمعرض جديد سيقام خلال الشهر الجاري وحسب ما يقال انه سيشارك اكثر من 1000 شركة ويا ترى ما هو نصيب المواطن العراقي من كل هذا ؟ منظمات وهيئات تدعو للمشاركة وزيارة هذه المعارض وتروج لتلك المعارض ولكن ماذا ستسفيد هذه المنظمات من الترويج لهذه المعارض وما الغاية الحقيقية لكثرة الدعوات , منظمات كثيرة دخلت العراق وعقدت المؤتمرات والندوات واعلنت مرارا وتكرارا انها تقوم بتطوير البنى التحتية للعراق وانها ساهمت في ازدهار العراق يا ترى ما هو نوع الازدهار الذي قدم للمواطن العراقي ؟ من الجائز انهم عملوا على تطوير وازدهار جيوب المنتفعين منهم وعملوا على تطوير البنى التحتية للاملاك التي في حوزتهم وربما زيادة ارصدتهم في الخارج متناسين هم وغيرهم ان المواطن العراقي رغم ما اصابه من البلاء والمحن الا انه ليس ذلك الشخص الذي عاد بمعزل عن السياسة والاقتصاد بل ان الفطنة التي يتمتع بها المواطن العراقي جعلته امام نقطة ليس من السهل تمرير هذه الروايات والانجازات التي تتحدث بها المنظمات سواء الخارجية والعراقية عليه بل اصبح يدرك مكامن الخطر وبدأ يشخص من يريد منفعة الوطن ومن يريد الاضرار بالوطن و هنا نحن نتساءل اذا كانت المبالغ كما تذكرالكثير من الجهات وبملايين الدولارات قد انفقت في سبيل الاعمار وتطوير العراق فماذا تغير في البلد ؟ ويبدو ان هذه المنظمات ترغب فقط في ارضاء الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بأنها تعمل كذا وكذا متناسية ان الامر الاول والاخير يعود للمواطن العراقي لأنه سيعتبر بتلامس مع تلك المشاريع التي تنجز فيا ترى هل فكرت تلك المنظمات الخارجية بردود الافعال للمواطنين على ما تم انجازه ام الوضع الامني منعهم أيضا من معرفة مشاعر المساكين المواطن العراقي تعود سابقا على سياسة الدعم من خلال القطاع العام المدعوم من الدولة وكانت تلك الخطوة تمكن العوائل العراقية من التبضع لأن الاسعار مدعومة من الدولة وهذا يخفف نوعا ما عن كاهل الجميع اما الان فهناك العديد الذين يدعون الى تفعيل القطاع الخاص ودخول الاستثمارات الى العراق لتطوير واقع الاقتصاد العراقي ويعلم الجميع ان خطوة كهذه ستؤدي الى تضخم في الاسعار لأن المستثمر يدفع اموال ويريد بالمقابل جني ارباح وبالتالي هذا يرفع وذلك يرفع والمحصل النهائي المواطن يدفع الثمن فالديمقراطية المجلوبة لا تعني مص دماء المواطن العراقي بل تعني تحقيق الرفاهية ولكن بما يناسب حقوق الانسان ومنذ انتهاء الحرب ولحد الان نشاهد ونسمع الكثير وهم يريدون الاصلاح نعم ان كنت تريد الاصلاح فاعمل بما يناسب حياة المواطن العراقي والا فدعوا العراقيين ان يبنوا حياتهم ولا حاجة لتلك المشاريع والمنح التي لم نرى منها شيئا سوى اوهام وسراب ونذكر ان هذه الاموال على اقوال تلك المنظمات نبني بها مدن ومن طراز حديث لا ان يصرف على مبنى فقط اعادة اعمار مبلغ 3 ملايين دولار وايضا كما ذكرت احدى المسؤولات من امريكا صرف ثلثي المنحة الامريكية المخصصة للعراق ولكن هل خرجت تلك المسؤولة وشاهدت الشارع العراقي ؟ هل عانت من انقطاع التيار الكهربائي والذي اصبح ياتي في المكرمة من وزارة الكهرباء لمدة ساعتين واربعة فقط ؟ وهل وهل تساؤلات كثير عجز حتى المواطن العراقي عن البوح بها بعدما تعب من التساؤل والوقوف على ابواب الوزارات ووعود المنظمات التي جعلت الامور في نظر دول العالم كأن العراقيين يعيشون في الجنة ودعوني هنا اكتب لكم طرفة نشرت في مجلة الطبعة الجديدة العراقية الدولية في عدد شهر نيسان تقول : أن وعد الله حق تنعى عشائر الرافدين فقيدها الراحل كهرباء والد كل من نور وضياء ومكيف الهواء وشقيق المرحوم ماء وستقام الفاتحة على روحه الطاهرة في كل بيوت العراق ما عدا بيت الرئيس وجميع الوزراء وبحضور الشيخ فانوس وعدد من اللالات مع التحية و يا حبذا لو تتعض المنظمات من الحكم والاقوال التي تقال في الشارع العراقي ؟ والعمل بها لتتمكن فعلا من تطوير العراق اذا كانت لديها الرغبة فعلا في البناء نسال الجميع قراءة سورة الفاتحة على روح الماء والكهرباء.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |