|
بصراحة ظ. غ / برلماني عراقي طبع قوة الإستمرارية غالب فيزيائيا كما هو غالب طبيعيا لدى أمثال رئيس إقليم شمال العراق بارزاني الذي رحّـل مشكلته طالباني الى منصب رئيس جمهورية العراق حتى يتقاعد بنهاية العقد الأول للألفية الثالثة للميلاد، في إستسهال ممارسة حرفة التصيد بالمياه العكرة، محليا وعراقيا وبما يحيطها اقليميا ودوليا إذ وصل مآل الحال الى عرض خدماتهما سرا وعلانية لكل قادر طامع يريد إضعاف" جمهورية العراق " منذ إستحداث منصب رئيس جمهورية العراق؛ بإغتيال مؤسس هذه الجمهورية الخالدة الزعيم القوي الأمين الخالد عبدالكريم قاسم، على مذبح التهالك الشوفيني الفاشي والعنصري القومي الكردي والإعرابي الأشد كفرا ونفاقا للإختلال الناجم عن تهديد وحدة وسيادة أرض هذه الجمهورية الفتية، بإغتيال قيادة14 تموز1958م الوطنية الحقيقية العراقية الصناعة وبإمتياز،"القاسم" المشترك الأعظم لكل أعراق العراق الحضاري العريق؛ وصولآ لتشريد ملايين من صفوة مثقفي وعقول الوطنيين العراقيين الأحرارعلى شتى مشاربهم في الشتات، ليكون الإختلال العامل المساعد الفاعل والإحتياطي المضموم للإحتلال الذي تمخض بداهة طبعا عنه، ظنا من وكلاء عبدالناصرمصر وأسيادهم الأميركان بأن هذا الفعل سيعود عليهم بالمنعة والقوة ويجعلهم في مأمن حتى غدوا وكأنهم لا يحسنوا غيرهذا الاسلوب الميكافيلي في طموحهم الذي أحاق برعاياهم وبالوطن أفدح نكبة بعد حرب 1948م التي قاتل دونها فعلآ لا قولآ في جنبن وكفر قاسم عبدالكريم قاسم قبل عقد من زمن مولد جمهورية العراق، الواعد الأول الجميل والجليل والنبيل. لا تستقيم الاستقامة مع منطلقاتها ومبرراتها وطريقة تفكيرها وتدبيرها الانتهازي ضيق الافق، في التعاطي والتجاذب داخليا وخارجيا،على مدى زمني يتسع لأكثر من نصف قرن، تخللته ممارسات مشبوهة ثم مكشوفة وقاصرة، تنم عن صبيانية وإرتزاق أحمق ، بانت ملامحها مُذ منتصف عقد أربعينيات القرن الماضي، بتوارث تلكم العصابات رعاياها، وكأنهم غنم في أرض مشاعة لمشايخ مؤبدة في مواقعها، لا يزحزحها إلآ الشديد القوي! بارزاني وخصمه اللدود طالباني سلف صدام الإجرام رهينتان لعمى البصيرة الأضيق من قفص سلفهما الملطخة أيديه كما أيديهما بدماء كرد وعرب وكل جماهيرالعراق من شماله حتى جنوبه العائم على بحيرة من ماء ونفط ودم يقف عليها حفاة عراة ضحايا نزعة اقطاعية متخلفة، من طبائعها أنها تمالي وتداهن الاقوياء، للحفاظ على تلك المواقع المتزلزلة بشروط الإذعان، بالضد من أية محاولة محلية اومركزية للتواصل مع التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلاد، ومسيرتها ككل واحد، سلبا وإيجابا. فالامر سيان لهما مادام التغيير يفتح الطريق لبدائل تحجم تسلطها ويحرمها من الاستفراد بمناطقها. فأي تفاعل يتطلب الإنفتاح، يختلفان ويأتلفان لمعارضته ومعاداته خشية تسببه في عزوف الأهالي عن إتباعهما، وقد جربا بعد الفراغ الذي نشأ خلال فترة إقامة الجيب الآمن شمالي العراق، إثر الفرار الأول لصدام وحزبه، في إنتفاضة شعبان الشعبية المغدورة في آذار1991م، على مذبح أسيادهما الأميركان، وحتى مقاومتهما لخلف القوي الزعيم الأمين قاسم، في منصب رئيس حكومة جمهورية العراق الجعفري، عنوانا صريحا للابتزاز والإستبداد والفساد الذي تضاعف بعد الفرار الثاني والأخير للأحبة صدام وحزبه في ذكرى مولدهما في نيسان 2003م وأخذ منحى خطيرا في التهيئة الرسمية لتقسيم شعب وأرض العراق، وحل من لم ينحل بالترهيب والترغيب!
ممارسات عشائريات تكذب شعارات سوف لن نغوص كثيرا في التاريخ البعيد لهذه العصابات العشائرية وممارساتها، وسنكتفي بذكر المعالم القريبة والاكثر وضوحا فيها. إشتد عداء هذه القيادات للحكم الوطني الجمهوري الأول، بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وأخذت تتحرك مع أعداء الجمهورية آخر ملوك فارس بهلوي وشركات النفط الاحتكارية وإسرائيل" للاطاحة بجمهورية قاسم آنذاك. والسبب الحقيقي في خلافها مع حكومة قاسم تطبيقه قانون الاصلاح الزراعي، الذي رفضه الأغوات، إقطاعيو الأرض والثورة الكاذبة، الأشبه بأصحاب المواقع الإلكترونية الذين يمنعون نشركل مايتعلق بثورة الزنج ويمنحون حرية النشربضغطة زرجهد يدوي رث، فبدأ العمل المسلح الذي قام به أذناب ما سمي لاحقا بثورة ايلول 1961، إذ سيطروا على مدينة زاخو وأخذوا يعدون العدة نحو دهوك، مما اضطر الجيش الوطني لمطاردة رعاع ورعايا ميلشيات البيشمركه وارجاع الامور الى ما كانت عليه. اذن ثمت مصلحة غير شريفة لإسقاط أب الوطنيين العراقيين الأحرارقاسم، فأخذا يتصيدان بالاوضاع المتأزمة بين قاسم وشركات النفط نتيجة صدور قانون رقم 80 الذي حاصر حقوق امتيازاتهما، ويفتح المجال لقيام شركة نفط وطنية، ومن هنا طفقت هذه الميليشيات ترضع وبتركيز شديد حليب اللاوطنية واللا ثورية، من حاضنات سافاك الشاه وموساد اسرائيل. وعندما نجح إنقلاب 8 شباط الأسود 1963م كان وبان أول المؤيدين والداعمين له بالقول والفعل وهذا ما اعلنه الحزب الديمقراطي الكردي وعلى لسان احد قادته " صالح اليوسفي". اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت، وهذا ينطبق على نفاقهما الحالي عندما تتمسح التماسيح بالعلم الاول للجمهورية الأصل، التي ساهمت هي بأسقاطها، ثم تذرف اليوم عليه دموعها!. واضح ان ذلك ليس لاقتناعها بصواب نهج جمهورية قاسم، وانما درءً للاحراج الذي قد يسببه رفضها للاعتراف بولاءها للعلم العراقي. فالتسفيه فعل مقصود كي يؤسس عليه وحدانية الولاء لعلم إقطاعيتهم المجتزئة. وبعد انشقاق هذه الميليشيات عن بعضها في عام 1964م ، أخذ الصراع وضعه العشائري والإقطاعي الطبيعي بين من هم سورانيون، وبهدينيون، فتحالف الطالباني السوراني مع سلطة عارف، بالضد من البارزاني المتحالف مع ملك فارس المخلوع لاحقا، وكوّن طالباني أفواج خفيفة من أتباعه بدعم وتمويل صدامي لمقاتلة أتباع البارزاني وسميت تلك الافواج بقوات الفرسان، وكان طالباني يقيم في أحد فنادق بغداد "السندباد" وبحماية فاشية شوفينية بعثية، وقد استخدم أتباع بارزاني وصف الجحوش للتعريف باتباع طالباني من المقاتلين حينها! عام 1982 تحالف طالباني مع البعث الصدامي بالضد من عدوه بارزاني المتحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبان حرب الخليج الأولى، وبعد مدة وجيزة اقترف طالباني وانصاره أبشع الجرائم بحق حلفاء اليوم من الشيوعيين بقتله أعداد كبيرة منهم بعد أسرهم، وكان من بينهم نساء، بما سميت بمعارك " بشتاشان"، والتي سجلها الكردي العراقي المعروف قادر رشيد في كتابه الشهير" بشتانان بين الصمت والألم". قبل عقدين من الزمن الردىء، وبدء من سنة 1986م نقل العلماني طالباني خدماته لحلف عدوه مع إيران، وكان لهذا الحلف دوره في تقدم القوات الإسلامية الإيرانية وكتائب منظمة بدر وقوات البيشمركة الطالبانية في عام 1988م عبر الحدود الشمالية الشرقية لإحتلال مدينة حلبجة العراقية، وقد تم ذلك الإحتلال فعلآ، إثر معارك طاحنة تعرض أثناءها مركز المدينة للغازات الكيميائية البعثصدامية، وأدى ذلك الى سقوط مئات الضحايا. عام 1991 وبعد انسحاب الجيش من مواقعه في الشمال، حصلت عمليات نهب وسرقة منظمة تحت اشراف كوادر البيشمركة التابعة للحزبين، لكل مؤسسات الدولة والبنوك، ولم تسلم منها حتى المستشفيات ومحولات الكهرباء، حيث بيعت أثمن وأحدث الأجهزة الطبية الدقيقة المنهوبة من مستشفيات أربيل والسليمانية ودهوك، في إيران وبأبخس الأثمان ، وبعلم الجميع، وكان سابقة وموسما للفرهود وسنة سيئة لموسم ربيع بغداد في نيسان 2003م. تقاتلوا وهم يتقاسموا ريع سرقات التهريب والجمارك، سرقة السلطة وسرقة أقوات ضحايا سلفهم حليفهم العشائري شبيههم صدام المجرم، ثم المتاجرة بمعاناتهم! ومنذ سنة 1994م تكرست حدود إمارة طالبان، وحدود إمارة بارزان، لكن الصراع ظل مشتعلآ في سبيل البعث والتاج، لنفوذ طرف على حساب الآخر، وبفكرة السيطرة على أربيل لما لها من موقع إستراتيجي، يتوسط الطرفين، وكونها أهم وأكبر محافظة في الشمال الشرقي من العراق، شكلت هاجسا ملحا لتحقيق اطماعهم التوسعية صوب العراق المصغر مدينة التآخي كركوك النفط وإكسير فكرة الإنفصال الكردستاني، سيما بعد يأس الطرفين من إمكانية إلحاق هزيمة ماحقة بالاخر. وقعت المدينة تحت سيطرة الطالبانيين أثناء المعارك الأولى، المسببة بإختلافات حول توزيع حصص عائدات الجمارك الخاصة بنقطة حدود إبراهيم الخليل، لكن البارزانيين إستعانوا بالقوات الصدامية الحليفة ضد أبناء العنصرالكردي لطرد الطالبانيين من أربيل وملاحقتهم حتى الحدود الإيرانية، بعد أن قاموا بتنفيذ بعض شروطها، وتم لهم ذلك قبل عقد من الزمن الردىء سنة 1996م . منذ سنة 1998م ومرورا بفرارالأحبة صدام وحزبة في ذكرى مولدهما في نيسان 2003م وحتى التآمر على شهيد كركوك الجعفري، وهما يساندان بل ويجندان نفسيهما لخدمة أميركا لمواصلة إحتلال العراق، ووضعوا " كل بيضهم" في سلة أعداء العراق ومحتليه، وأخذت تراودهم نوبات حمى إنتهاز الفرص، لترسيخ وشرعنة تحكمهم الإقطاعي في مناطق الشمال، " اربيل ودهوك تحت سيطرة إمارة بارزان ـ السليمانية تحت سيطرة إمارة طالبان"، واتفق الطرفان على الإعتراف بالوضع كما هو عليه ، وإعطاء الحق لنفسيهما في التوسع بإتجاه العراق المصغركركوك التآخي العربي التركماني، وخانقين والموصل حتى نهر دجلة، والعمل معا لخلق الظروف المؤاتية في بغداد في سبيل إنتزاع إعتراف حكومة المالكي بضم هذه المناطق لنفوذ الإمارتين، وبالتقاسم الإستثماري بينهما حتى لا يحتاجا أي مبرر لإعتبار بغداد مرجعيتهما، وذات الشيء ينسحب على موضوعة القوات العسكرية إذ كل منهما يحتفظ بما لديه، فضلآ عن عرقلة أي محاولة حقيقية لإقامة جيش عراقي وطني قوي، يهدد نفوذهما المبني على حساب الدولة العراقية.
شطارة سياسية أم دعارة سياسية؟ هناك مثل شعبي عراقي يصف من يتظاهر بالمسكنة والمظلومية والأحقية الخ، ويريد من وراء ذلك الإستقواء على بني قومه بقوة الآخرين ، مقدما لهم كل فروض الطاعة والولاء، بعد أن استعطفهم وأذل نفسه في خدمتهم، يقول المثل : يتمسكن حتى يتمكن. ومثل آخر رديف يقول: ولية الخنيث كافرة. على هذا المنوال تنسج ميليشيات الشمال نسيجها الرديء الذي يبيع كل شيء وأي شيء في سبيل تحقيق مكاسب مادية وسلطوية فئوية على حساب شعب بأكمله، بكرده وعربه وتركمانه، بمسلميه ومسيحييه ، بكل طيفه الجميل المتناسق، إنه النشاز الذي يتناغم مع نشاز عنصري يزعم أنه يساروي ويتقنع بقناع ليبرالي مهلهل مفضوح والاثنان معا، يجاهدان لتعميم الفرقة والتنابذ والإستقطاع، وقد مال لهم نشاز آخر غربي الفرات ، يستجيب ولايعيب عليهم هذا التمادي في الانحدار. فأيها الناشزون جميعا رفقا بأسماعنا فما عادت تحتمل صخب الموت الذي تبيعونه علينا بإسم الديمقراطية والليبرالية واليساروية، تلك المفاهيم التي بعدت شقتها عنكم وما عدتم تعرفونها ، فتكسرون الوطن لتحولوه الى ضياع تتوارثوها، وحتى تكون الجريمة كاملة، تسوقون الناس للتصويت لكم، ترهيبا وترغيبا وتجهيلآ، بصكوك الغفران أو باحلام جنان الدولة العرقية المزعومة أو بالوعود الوردية التي تستحيل الى جرح ناغر فاغر أبلغ من صمت بشتانان. " باكة لا تحلين، خبزة لا تثلمين، بصلة لا تجيبين، أكلي حتى تشبعين" هذا هو حال حريتهم وتنميتهم. أما حريتهم الصحافية والاعلامية والحزبية فحدث ولا حرج!. مواقع إلكترونية وصحافة وقنوات تزعم أنها تعبر عن العراق الجديد لكن من وجهة نظر لاتقل أنت عراقي عراقي عراقي عربي وأنا كردي كردي كردي!. نعم كل شيء أنت حر في التعبير عنه، لكن يجب أن تكون في مواقعنا ولاتكن واع في العوام والرأي العام، وإن فعلت فتلك جريمة تدفع ثمنها مع المنفى منسى، أوسجن، أو موت، أو تهجير ألعن من تهجير كرد العراق الأصلاء الفيلية، أو التوبة صاغرا! ما الفائدة اذن من كل هذا اللف والدوران يا أساتذة كل المراحل؟!. ما حصل في مدينة حلبجة في آذار الماضي من هبة شعبية ضد الفساد والكذب والمتاجرة بمعاناة الناس، لهو إرهاصة معبرة لن تذهب مع الريح مثل مقال يحذف من مقام أو من موقع إلكتروني بل سوف تكون كلمة أقوى من فعل ريح تقتلع أوتاد مضارب ضربت عليها الذلة وكعبتها البيت الأبيض وقبلتها واشنطن، وأقوى من رصاصة، لما يعتمل في صدور الجميع، وسينفجر عاجلآ أم آجلا مثل مرجل بركان الأهالي الرجال الجبال، الذي يفور غيضا على سراق قوتهم وأحلامهم البسيطة المشروعة وعلى مغتصبي عرضهم ومحتلي أرضهم وسماءهم ومصيرهم، في أقاليم الشمال والجنوب والوسط، ولات حين مندم على سلوكيات الإنحراف الشوفيني والمداهنات وشراء الذمم الرخيصة والشطارة في الضحك على الذقون، ولاتنفع السمسرة السياسية والدعائية في ذر الرماد بعيون العامة للحيلولة دون رؤية حقيقتهم العارية والبعيدة كل البعد عن تطلعات يسارويي وليبراليي وديمقراطيي عراق النصف الثاني للعقد الأول للألفية الثالثة للميلاد.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |