|
عن النضال والصفة اللصيقة (المناضل) محسن صابط الجيلاوي
صفة المناضل أطلقها كل صاحب قضية.... والقضايا متنوعة، سياسة، تآمر، زحف ثوري، قتل على الهوية، بلطجة، إرهاب...الأدوات تتعدد لكن الجوهري هو اغتصاب الكلمة لتبييض وجه الموصوف... جاء لينين، وماو، وكاسترو والخميني، وهوشي منه، وجيفكوف وصدام من ملحمة الشعار والكتلة الهائجة لكي يكتسبوا هذه الصفة بجدارة كان يبدو أنها لن تتبدد بهذه السرعة، فقد غيروا وجه تاريخ شعوبهم... للحفاظ على صفة المناضل عليك أن تضع عدوا للمبارزة، الإمبريالية، الطابور الخامس، القوى المضادة للثورة ومعها إدامة حضور الصفة والموصوف... لكن هذه الصفة نُزعت من البعض( بل من جميع هؤلاء ) بعد مراس الناس بالحياة وتأمل سيرة كل واحد منهم فقد اكتشفوا السجون، والمقابر الجماعية، والنفي، والتغييب والإقصاء وفظاعة وكثافة القمع..كان كل شيء ثمينا إلا حياة الناس...لهذا فالشعوب لا ترحم، أخرجت أفكارهم من التاريخ ومعها قبورهم وموميائاتهم وصورهم وكل ما يمت لماضيهم المقفر والتعيس...! لو قارنا الذين ذكرناهم بمناضلي وطننا فالصورة مأساوية ومضحكة، فنحن لدينا نماذج نضالية ( نصف ردن )...قبل الحكم صخموا وجوههم، تماهوا مع السلطة في أتعس مظاهرها، قتل على الهوية، تغيير التحالفات ومعها تقديم الثمن بضعة رؤوس يانعة، سجون، تامر، حروب أهلية متناثرة...وفوق هذا اكتسبوا شرعية المناضل..ولعمري تلك أفظع المهازل ولكن خبرة الشعوب الأخرى تعطينا درسا أن زوالها ليس بالبعيد... هلل البعض من خردة ( النخب ) للرئيس ( قربة الفساء ) -مناضل من الطراز الأول-...اكتسبها بعد أن نقعها بدماء الآلاف من الناس والمناضلين، ولا نريد أن نكرر السيرة... أحدهم أستكثر على العراق وزير التخطيط لحاجة الحكومة القبلية في السليمانية لجهوده لأنه فطحل..نحن نقول:- (خذوه مشكورين ) نحن لدينا جمهرة من المناضلين مزدحم بهم العراق يسيرون على مارش من ( العفاط ) الطويل.... نتبرع بهم لكل من يحتاج مناضلين وصناديد..تلك مهمة أممية لتخليص العراق من شرورهم وهي كثيرة سابقة وحالية ولاحقة...! ولكن هل من عاقل في هذا العالم يحتاج نفايات أخطر من النووية...؟؟؟!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |